نحسب للحياة كثيراً، فنعيش لحظاتها وتنسينا همومنا العمل لآخرتنا، والدعاء والخضوع ومناجاة رب العباد، وننسى ما فيها من انشراح للصدر وراحة للنفس، أفلا نناجي خالقنا ونطلب عفوه وغفرانه؟ يا أيها العبد الذليل لربه هل في الدعاء إلى الإله حياءُ؟ فالله ينزلُ كل ليلٍ في دجىً والفائزون أولئك النبلاءُ من يسهر الليل الطويل تعبداً في جنةٍ جيرانه الشهداءُ فاعمل فإن الله فردُ يُرتجي والمارقون - إذا وزنتَ - هباءُ والمحسنون إلى الفقير بمالهم فسواهمُ وإن اغتنوا فقراءُ والغانمون الخير في أعمالهم لهم الجنانُ بما أتوه تُضاءُ والقانطون من الإله وعفوهِ تعسوا بظنهمُ فهم بؤساءُ والكانزون دراهماً مهما ربَت تكوى بها أجسادُهم وتُساءُ هل كل شيء في الحياة لغايةٍ؟ فالعنكبوت ببيتها سرّاءُ حمت الحبيبَ بنسجها لخيوطها والمشركون بغيِّهم بُلهاءُ أفلا نجوب الأرض بحثاً عن رضا؟ ربٍ إذا بخلوا هو المعطاءُ من إن دعوت بجوف ليلٍ أو ضحىً والدمعُ يذرف والفؤاد نقاءُ لبى دعاءك بل وزادك رفعةً ومحبةً فالجود منه وفاءُ إن الإله إذا أحبَّ عبيدهُ فمآلهم جناته الغناءُ فعلام نشقى نحو جرفٍ غائرٍ؟ والشمس تُشرق والصباح ضياءُ ونتيه بحثاً صوب دنياً ليتنا نُحيي الصلاة وفي الزكاة وَقاءُ يا رب إني مذنبٌ متذللٌ متضرعٌ، رحماك أنت بقاءُ وجنانك العُليا مُناي ومطلبي وأنا الفقير وما ملكت فداءُ رحماك ربي إنني متوسلٌ يوم النشورِ إذ البلاءُ بلاءُ فيه الصحائف سجّلت أعمالنا نادى المنادي أيها الضعفاءُ إما اليمين أو الشمال كتابكم فالنارُ هول والنعيم بهاءُ وعلى الصراط المستقيم فدلنا رحماك ربي والدعاء رجاءُ ألاّ تكلنا إن ضعفنا علّنا نعلو ونفخر أننا عتقاءُ