أرضنا ومملكتنا هي أرض المقدسات التي شرفها الله وحرّمها.. وهذه الأشهر الحرم التي أظلّنا خيرها وأنزل بركاتها رب العزة والجلال منذ خلق الأرض ومن عليها، حتى في الجاهلية كانت هذه الأشهر تقدس ويعرف قدرها. واليوم تنتهك حرمات هذه الأيام المباركة من قِبل شرذمة من البشر هم رعاع وعالة على البشرية، يريدون بغيّهم أن يدنسوا الأرض الطاهرة، وهيهات لهم ذلك! وما علموا أن حرمات الله لا تُنتهك، وما فقهوا حرمة هذه الأيام المباركة عند الله تعالى، فهم مغيبو العقل، وفاقدو البصيرة. رحماك ربي من قوم باعوا أنفسهم لشياطين الإنس والجن. الأمة على خطر عظيم، والأعداء بنا متربصون من كل حدب وصوب، ولن يفرح لهذا التوتر والاضطراب إلاّ العدو الحقيقي الذي يخطط منذ قديم الزمان للكيد بالمسلمين، والتفرقة بينهم، واستنزاف قوتهم وطاقتهم، فهم يعلمون علم اليقين أن قوة المسلمين في دينهم ووحدتهم وترابطهم واجتماعهم على قلب واحد . الآن جاء دورنا لنؤكد على حبنا لأرضنا ووطننا من أقصى الشمال إلى أقصى الجنوب، ومن الشرق إلى الغرب.. الوطن كله أرضي، وكل ذرة تراب من ترابه غالية. جاء اليوم الذي يقوم كل فرد فينا وفي كل بيت بغرس مفاهيم الوطنية والانتماء والمحبة والولاء للقائد، والذود عن حياض الوطن. وهنا يتجلى دور كل مربٍّ ومعلم وأم وأب في تعليم الأبناء وتوعيتهم بأن تراب الوطن غالٍ ونفيس، ولا يقدر بثمن، وأننا نفديه بأرواحنا وأن العدو كائنًا من كان لن يستطيع أن ينال منا أو من ذرة من تراب الوطن الغالي. عهد أخذناه على أنفسنا بأن نواصل الدعم والدعاء لرجالنا البواسل على الحدود في جنوب البلاد، فإن كان عبد المطلب ردد كلمة سجلها التاريخ له وهو في زمن الجاهلية، حيث قال للبيت رب يحميه، فنحن اليوم نردد القول بقلوب مؤمنة صادقة موحدة لربها عز وجل للوطن رب يحميه. اللهم احفظ بلادنا، وأدم عزها وأمنها واستقرارها، ورد عنا كيد الكائدين وحقد الحاقدين وحسد الحاسدين. اللهم اجعل كيد من أرادنا بسوء في نحره، واجعل دائرة السوء تدور عليه .. اللهم لا تكلنا إلى أنفسنا طرفة عين، ولا أقل من ذلك بك ندرأ في نحورهم، وبك نعوذ من شرورهم، أنت مولانا ونعم النصير . [email protected]