مما لا شك فيه أن الدعاء لا يمكن بحال من الأحوال حصر ثمراته وفوائده وفضائله، إذ يطول المقام في ذكر الثمرات المترتبة على الدعاء. نعم أحبتي الكرام ذلك أن الدعاء له فوائده وثمراته، إذ يقول الله تعالى في محكم التنزيل: (أَمَّن يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ)، وفي موضع آخر قال جل شأنه: (وقال ربكم ادعوني استجب لكم). ويقول عز وجل: (قُلِ ادْعُواْ اللّهَ أَوِ ادْعُواْ الرَّحْمَنَ أَيّاً مَّا تَدْعُواْ فَلَهُ الأَسْمَاء الْحُسْنَى)، وقال جل ذكره: (فاستجبنا له ذلك)، وقال سبحانه: (فاستجاب له ربه إنه هو السميع العليم)، وقال المصطفى صلى الله عليه وسلم: «الدعاء مخ العبادة». ما أحببت الإشارة إليه في هذا الصدد هو الدعاء، وما ورد في فضله وتعدد ثمراته، فما أحوجنا إلى الدعاء في الشدة، وكذلك في الرخاء. حري بنا أن نكثر من الدعاء دائماً، لما في ذلك من الخير الكثير، ولذلك لعلي أذكر شيئاً من ثمرات الدعاء، وكذلك بعض مواطن إجابة الدعاء وهي على سبيل الاختصار لا الحصر: ثمرة الدعاء مضمونة، فهي حتمية الخير والفائدة، ولا تخرج عن ثلاث فضائل: أولاها: إما أن تجاب دعوتك. ثانيها: إما أن يصرف الله تعالى عنك سوءاً وضرراً كان يحدق بك. ثالثها: إما أن يدخر الله تعالى دعاءك هذا لتجده في اليوم الآخر. مواطن الإجابة: الدعاء في الثلث الآخر من الليل بخشوع وسجود وحضور قلب. - الدعاء ما بين الآذان والإقامة. - الدعاء بعد أداء الصلوات المكتوبة. - الحرص على الدعاء أثناء حضور الدروس العلمية وحلق الذكر والقرآن الكريم، وكذلك عند دخول الإمام والخطيب في صلاة الجمعة. - أيضاً أثناء نزول المطر، فهي فرصة للإكثار من الدعاء. - كذلك في حال الصيام، خصوصاً قبيل الإفطار، فهي فرصة للدعاء. - أيضاً الدعاء أثناء الشروع في السفر. - حث الوالدين والفقراء والمساكين والضعفاء والمحرومين والصالحين على الدعاء. - الحرص على الإكثار من الدعاء في آخر ساعة من نهار يوم الجمعة، وكذلك في آخر ساعة من ليلة ذلك اليوم.