فقدت الساحة الثقافية والإعلامية رائداً من الرواد الذين حفروا في الصخر فقد كان شخصية متوثبة إلى الأمام - ولا شك أن فقد الرواد خسارة للمشهد الثقافي، لقد رحل عن هذه الدنيا بعد أن عاش قرناً من الزمان خاض خلاله العديد من المعارك الأدبية والثقافية الساخنة وكتب موضوعات متعددة في الشعر والمقالة وعمل في الصحافة واهتم بالموروث الشعبي وتميز به فكان رائداً في ذلك ورأس تحرير جريدة القصيم وأخبار الظهران وشارك في تحرير مجلة اليمامة وكان ينشر مقالات رائدة ويجيد فن النقد الاجتماعي في زاويته في جريدة القصيم (المائل والمعتدل) ولقد جمع الكثير من الأساطير الشعبية في كتابه الذي يقع في عشرة مجلدات فكان رائداً في هذا المجال كما جمع الأمثال الشعبية في خمسة مجلدات وكتب أشبال العرب، وأشبال الجزيرة، وكثير من مقالاته جمعت في كتاب (دخان ولهب) فجوانب حياته وتاريخه الأدبي متنوع كما كتب في الرحلات فله كتاب عن رحلته إلى باريس وما شاهده فيها، لقد زاملته في وزارة المعارف حيث كان مديراً للعلاقات العامة وكنت وقتها أمينا عاماً للمجلس الأعلى لرعاية الأدب والعلوم وكنا نلتقي في عصر كل يوم في مجلس الشيخ حمد الحقيل رحمه الله وكنت أسأله عن الكثير من الروايات وأشعار العرب ومجالسهم حيث كان حديث المجلس حديث أدب وفكاهة وعامراً بالأدبيات التي تأتي عفواً ويتقبلها الجالسون بشكل طيب وكان يتحفنا بالكثير من الذكريات والنكات اللطيفة وكان صريحاً وصادقاً مع نفسه ومع الآخرين كما أنه يتميز بعدم التكلف في الكلام، فكنا نستمتع بطرفه وأدبه ومروياته وكل ما يتصل بالأساطير الشعبية والأمثال وبفنون الأدب وهذا ما قوى حب أصدقائه له، لقد كانت تلك اللقاءات ذات حوار أدبي شيق نفتقدها اليوم في مجالسنا حيث كانت المجالس عامرة بجوانب الأدب والتاريخ والثقافة وكنت أطرح عليه بعض الأسئلة فيقول: إن الثمانين وبلغتها قد أحوجت سمعي إلى ترجمان إن على المؤسسات الثقافية أن تعيد طباعة كتبه وأن ينال حضوره في الرسائل الجامعية، عزاؤنا لأبنائه وأسرته وأصدقائه وأخص الصديق محمد القشعمي الذي نأمل أن يكتب سيرته التي لم تكتب، ومؤلفاته التي لم تطبع ونشْرها.. رحمه الله رحمة واسعة.