دائماً أتذكر حديث الرائد الراحل عبدالكريم الجهيمان - رحمه الله - في حفل التكريم الذي أقامه قسم اللغة العربية بكلية الآداب جامعة الملك سعود وجمعية اللهجات والتراث الشعبي، قبل أكثر من سبع سنوات، حول جمع وتدوين الأمثال الشعبية والأساطير، وكانت في فترة إيقافه عن العمل الصحفي، وحقيقة لقد أثرى الثقافة في المملكة العربية السعودية حيث جمع ثلاثة آلاف مثل طبعها في ثلاثة أجزاء كل جزء فيه ألف مثل فكانت هذه نواة الأمثال الشعبية التي بلغت أخيراً حوالي عشرة آلاف في عشرة مجلدات، وتبقى نصوص أساطير شعبية عمل غير مسبوق. فالجهيمان - رحمه الله - لديه حب الكتابة والبحث، ولديه الرغبة في المساهمة في بناء هذا الوطن بالكلمة والرأي، وهذا ما سار عليه كثير من الرواد في المملكة، للأسف الأديب الشامل كما الجهيمان، الذي يشارك في الصحافة ويكتب إضافة إلى المقالة السير ورصد الرحلات، ويهتم بالجمع والبحث ويرصد الأمثال، ويتجه إلى فن لم يسبقه أحد وهو أدب الطفل، هذا الأديب المثقف الشامل، أشعر أنه بدأ بالانقراض، ربما هذا الزمن ساهم بالتخصص واختفاء الأديب الشامل، عموماً، نحن نحتاج أن نجعل من الراحل عبدالكريم الجهيمان قدوة لنا، بالمقابل أتمنى من وزارة الثقافة والإعلام السعي إلى جمع كامل كتبه وطباعتها طبعات شعبية وتوزيعها في نقاط البيع بأسعار زهيدة، ليطلع عليها الجميع، وبالذات قصص الأطفال والأساطير الشعبية، لقد ساهم الراحل الجهيمان في حفظ جزء من الذاكرة الشعبية، فلو لم تدون الأمثال، لفقد كثير منها حين ينتقل الأجيال السابقة التي كانت تتداولها إلى الرفيق الأعلى. وكذلك القصص الخيالية التي كتبها للأطفال أو في الأساطير الشعبية، وللأسف وبصورة شاملة الأجيال الحديثة خيالها مستمد مما تبثه الفضائيات، التي تمثل نقلا أو مسخاً لما هو موجود في الشرق أو الغرب، وتنتهي حكايات الجدات، التي يمثل صداها ما قدمه أديبنا الكبير عبدالكريم الجهيمان - رحمه الله - ليكن هو قدوتنا في حب الثقافة والأدب والحرص على مخزون هذا الوطن التراثي، ونساهم في تخليد ما قدمه وبثه للجميع.