لطالما كانت مواسم الخير كهذه الأيام بمناظرها الخلاّبة تبعاً لفصول السنة من كل عام محفِّزة لقريحة كبار الشعراء الجزلين على مر عصور الشعر الشعبي - النفيس - الذي تخلّده الذائقة الرفيعة كجزء لا يتجزأ من الأدب الشعبي (القصة - القصيدة - المثل)، بل إن الشعر الشعبي في حالات كثيرة هو معيار دقة التوثيق المتناهي لها بأسرها، ولأن الحديث هنا يقتصر على إطلالة عجلى على أبيات من قصائد رائعة في ذات المضمون المشار إليه فإننا نكتفي بالإشارة لفحوى المعنى من خلال أسماء مضيئة في سماء الشعر المتميز - كغيض من فيض - لأمثلة عديدة في الشأن نفسه من نصوص شعراء شعبيين آخرين متميزين في شعرهم. يقول الأمير الشاعر عبدالله الفيصل رحمه الله: يا زين قلب العَنَا يرجيك رجوى المخاليق للوسمي (1) ويقول الأمير الشاعر سعود بن بندر رحمه الله: مشتاق لك يا كل ما في بلادي شوق الرياض لسيل وادي حنيفه ويقول الأمير الشاعر محمد بن أحمد السديري رحمه الله: دارٍ لنا ما بين صاره والانفاد عسى عليها الوسم يمطر حقوقه عسى يسقّيها من الغيث رعّاد مزنٍ من المنشا تلاعج بروقه تسوقه الشرقي على دار الأجواد وغربي هواه بجود ربي يسوقه ربرب طهاه وماطره بالمهل جاد وسكّر هواه وصب صافي صدوقه له بالخريف وبأوّل الوسم ميعاد ويتليه من دهم المخايل رفوقه عقبه تهنّا بالروا كل ورّاد مثل البطاط إن شرّعت فيه نوقه ويضفي على نجد الوفا دار الامجاد اللي بها المضيوم ياخذ حقوقه والعشب غطّى باذره كل الاوهاد من دافق الرايح تسابق عنوقه يا حلو لجّات الزهر وسط الأجراد إن ذعذع النسناس مالت عذوقه فقعه مصاليعٍ على روس الأشهاد والوبل من غرّ الروايح غبوقه تسابقوا عشبه مصلّحة الأذواد واهل الغنم كلٍ يرتع فروقه يفرح بشوفة زاهره كل ورّاد ويلقى الزبيدي ظاهرٍ من فتوقه ويقول الشاعر محمد بن ناصر السياري - رحمه الله : متى الأيام بالجمعا تنادي قبل موت وتفرّق وابتعادي عسى الأيام تجمع كل غالي على جوٍّ من الأشواق هادي على خبراً من الوسمي مطرها تشوف بجالها للماء حدادي وإلى منّا تلاقينا عليها أنا ورباعتي هذا مرادي ونادوا بالدلال وقرّبوها وتولّى حمسها ذرفٍ ستادي وذا عند الذبيحه في يمينه من الفولاذ ما يفرى الفوادي وتقاسموا المراجل في يديهم وكلٍّ من طرفها لك ينادي ينادي لك على لقط الزبيدي مصاليعٍ مثل روس الهوادي ويدك بها شعيبٍ له محاني كثير السدر فيه الورق شادي وإلى منه حصل هذا وهذا إليك الشكر يا رب العبادي أنا هذي مناتي في حياتي مع الطاعه بعزمٍ واجتهادي ويقول الشاعر عبدالله بن نايف بن عون: ما دامه وكد لي سيل وادي قليب عناد أناويش يحرمني شفا نجد والعبله أبتبع هوى وضحا تحط البيد سناد لها غير زين طبوعها خدة قبله ليا سمعت الحادي نده ندهة الميراد تقود أول الزعجول لول وتقرب له (1) الوسمي: المقصود به المطر الذي ينزل في آخر الخريف وأول الشتاء.