من الصدف العجيبة أنَّ يوم مجيئي إلى هذه الدنيا كان هو اليوم الذي بويع فيه الملك فهد ملكا على هذه البلاد العزيزة علينا جميعا. لذلك أجدني أعيش بتآلف عال مع ما لمسته واقعاً من خلال هذا الكم الهائل من الانجازات على كل الأصعدة. هذه الانجازات عشتها وعايشتها، رأيت الكثير منها يبزغ نجمه وأنا أعيش خطواتي الأولى على ظهر الدنيا.. ثم رأيت هذا الكثير وهو ينمو ويترعرع ويشتد عوده.. لأحظى أخيراً بثمار يانعة من الرخاء والطمأنينة والرفاهية الاجتماعية أعيشها ويعيشها كل مواطن ومقيم في هذا البلد الكريم. لقد رأيت خلال هذه المدة كيف تتحول الأحلام الى واقع، وعشت إنجازات باهرة يندر مثيلها في هذا الزمان. رأيت توسعة الحرمين التي أمر بها خادم الحرمين وقد أصبحت حقيقة نعيشها.. وشاهدت ملايين الحجاج والعمَّار والزوَّار يؤدّون نسكهم بكل راحة وأمن وطمأنينة لاهجين بالدعاء أن يحفظ الله خادم الحرمين الشريفين ويمده بعونه وتوفيقه. ثم رأيت الكثير من مواقع الأرض الصحراوية الجرداء وقد اخضرت.. وعم خيرها القاصي والداني.. لتصبح المملكة المنتج الأول للتمور في العالم.. وليصل قمحها الى العديد من المناطق في صورة تكافلية اسلامية رائعة.. تحكي واقع الجهد والعمل والانجاز في عهد الخير عهد خادم الحرمين الشريفين حفظه الله. ورأيت بلادي وهي تدخل غمار الصناعة.. رأيتها تنتج المواد البتروكيماوية.. ورأيتها تنتج الأسمنت، ورأيتها تنتج الدواء، ورأيتها تنتج المواد الغذائية المتنوعة.. وعشت في بلادي وعايشت نمو الخدمات.. رأيت طفرة الاتصالات التي عمت القرى والهجر، وشاهدت الكهرباء تعم كل الأرجاء.. ووجدت المستشفيات ومراكز الرعاية الصحية الأولية تصل كل الأنحاء.. رأيت ورأيت.. وعشت وعايشت. وما زالت الانجازات تتوالى على كل صعيد.. وفي كل اتجاه. إنه عهد الملك فهد حفظه الله ، عهد الرخاء والإنجاز والعمل والبناء، عهد الرقي والتقدم والازدهار. عشتَ أيها الملك المفدَّى ودام عزّك.. فلقد وعدت وأوفيت، وبذلت وأعطيت، وحفظت بلدك ومواطنيك، وبررت بالأخ والجار والصديق دون مَنّ أو أذى.. وظللت تسعى وما زلت لكل خير يعود بنفعه على بلدك وشعبك وأمتك. حفظك الله أيها القائد الرائد.. ومتعك بالصحة والعافية.. وأمدّك بالتوفيق والسداد وأنت تقود بلادك الى آفاق التقدم في كل مجال من مجالات الحياة.