الأنفة والإباء وعزة النفس صفات تبعث على الاعتداد ولأنها من شيم العرب، وفي المقابل الشخص لا يملك تجاه الآخر إلا احترام من هذه جزء من صفاته، وكذلك فإن الإسلام بكل مصادر تشريعه كفل حقوق الإنسان ومنها اعتباره وكرامته، والشعر العربي فصيحه وشعبيه حافل بالنماذج التي يحفظها عن ظهر قلب الكثيرون ولطالما تمثلوا بها في مجالس سمرهم أو أحاديثهم اليومية أو في أطروحاتهم الأدبية في وسائل الإعلام، وحسب ما يقتضيه الموقف، إضافة إلى تمثل البعض بشيء من هذا القبيل من الشعر في الشأن نفسه في مواقف الحياة على كل الصعد. وقد آلمني انكسار بعض الشعراء الشباب من الجيل الصاعد في نصوصهم وهذا نوع من التكريس لضعف الشخصية إذا أتيح له كتوجه في الشعر التفشى في المجتمع لا قدر الله باسم العاطفة الجياشة!! وهي منه براء بل هو سلوك شخصي لا يليق بأحد ومرفوض كأن يقول أحدهم (عهدٍ علي لو ترجع أحب ما طاك)!! أي مهزلة هذه وأي إلغاء لاعتبار وقيمة الرجولة الحقة.. وا أسفاه !! وتفعيلاً لمقولة وبضدها تتميز الأشياء لم لا يقتدوا بكبار الشعراء الذين قدموا اعتبارهم ورجولتهم ومقامهم على أي عاطفة أخرى لا ينبغي لها أن تعطى أكبر من حجمها يقول الأمير الشاعر خالد الفيصل: كانك بزينك يا أريش العين موهوم ترى لنا زودٍ على الصبر شيمه ويقول الأمير الشاعر بدر بن عبد المحسن: مثل النخيل خلقت أنا وهامتي فوق ما اعتدت أنا أحني هامتي إلا فصلاتي ويقول الأمير الشاعر محمد السديري رحمه الله: شخصٍ يورّيك المذلّه وتغليه أنا اشهد إنك ميت القلب عامي من لايودّك لاتودّه وترجيه ارفع مقامك يا عزيز المقامي وما دعاني لتوضيح ذلك إلا أن الشاب في طور التكوين كشخص لم تتبلور تجربته الشعرية يجب أن يختزل كل مشرِّف من الشعر لأنه فيما بعد كما تأثر سابقاً سيوثر لاحقا في تجربته إذا كانت مميزة، ولن يكون الراصد (من منظور نقدي) يومئذ أقرب منه إلى نفسه التي تعنيه تماماً من كل زوايا التطرق إليها.