ليس سرا أن الخوف من الإخفاق في الوصول إلى نهائيات كأس العالم 2014 م، قد راود مشاعر المشجع السعودي، وهو يرى منتخبه يظهر بصورة متواضعه، في الدورة الرباعية في الأردن، حتى وإن ذهب المعذرون، إلى أنها دورة ودية تمثل جزءا من برنامج إعداد المنتخب للتصفيات، وهذا استسهال إن سمح له أن يسود قد ندفع ثمنه لا قدر الله. الكرة السعودية تعاني من مشكلات متعددة، بعضها يسكن أروقة الاتحاد السعودي، كالقوائم الجاهزة التي تقدم لكل مدرب نستقدمه، وعمليات تسمية مدربي المنتخبات بمختلف تصنيفاتها، وما يصاحبها من استسهال بكينونة المدرب وقدراته وإمكاناته، وإن كان تعيين المدرب الهولندي ريكارد، قد يكون بداية الخروج من هذا النفق، إلا أن هذه القناعة ما تزال تتحكم في بوصلة التوجه، كما يحدث في المنتخبات السنية، التي أعتقد أنها بحاجة ملحة، إلى مدربين من أكاديميات عالمية لها تاريخها في صناعة الأجيال. المشكلات المتموضعة في الأندية التي يصنع فيها اللاعب، متعددة ومتشعبة وذات مسببات متداخلة ما بين قدرات الأندية وسياسات هيئة دوري المحترفين ولجان الاتحاد السعودي لكرة القدم، فغياب الخطط وتداخل المسابقات وضعف الموارد المالية، والتوهان بين الاحتراف والهواية، ما زالت تربك عمل الأندية وتحد من قدرتها على أن تكون بيئات حاضنة للمواهب. نعود للخوف من الإخفاق في الوصول لكأس العالم القادمة، والذي يجب أن يعطى حقه من الأهمية، وأن نعتبر ما جرى في الأردن جرس إنذار، إن لم يحفز فينا كل قدرة كامنة للوصول لهذا الهدف الصعب، فإننا سنكون لا قدر الله خارج التجمع العالمي القادم، فالمنتخب ظهر في عمان مثقلا بالعبء الفني، ولم نشاهد منتخبا قادرا على فرض شخصيته في الملعب، بالرغم من أن المنتخبات التي قابلها، ليست بالمنتخبات الثقيلة الوزن كرويا، إلا أنها كانت لها اليد الطولى في الميدان. نحن بحاجة لحلول سريعة تعيد لمنتخبنا بعض عافيته، حتى نعبر مباراة هونج كونج، وما يليها من تصفيات، ثم نخطط لحلول بعيدة المدى تعيد لنا منتخبنا الغائب، وأخرى تكون لنا قاعدة صلبة في المنتخبات السنية، التي تعاني من المشكلات ذاتها التي يعاني المنتخب الأول. أرجو ألا يطغى صوت المهونين، حتى لا يسري الخدر في ذهن اللاعبين والمسؤولين عن المنتخب، ونجد أنفسنا لا قدر الله في أي منعطف ونحن خارج السباق نحو البرازيل.