يقال إن (أعذب الشعر أكذبه) وقد يكون من أطلق تلك المقولة قد قصد أن الشعر كلما جنح إلى الخيال وابتعد عن العقل وسلطته كان أقرب إلى الصدق على اعتبار أن (الشعر سماع ما لا يُسمع ورؤية ما لا يُرى) حسب رأي من حاول تعريف الشعر، ولو نظر القارئ بتمعن إلى ما طرح من شعر لوجد أن القليل منه فاز بالإبداع والريادة، وشعر المراثي كغيره من الشعر يجيء منه الجيد والرديء وكل شعر يأتي كتسجيل موقف دون العناية الحقيقية به لن يكون له نصيب من البقاء عوضاً عن الإعجاب. وقد لفت انتباهي عدد من القصائد التي كتبت بسمو الأمير سلطان بن عبدالعزيز -رحمه الله- لما تتسم به تلك القصائد من روعة وعلو قيمة ورقي طرح، فالوزن والقافية والتعبير الهزيل عن الحزن ليس له حظ من لفت الانتباه.