في تاريخ الأمم شخصيات لا تنسى، كتبت أسماؤها بحروف مضيئة على صفحات الزمان.. اشراقا وعملا وعطاء وجهدا وحكمة وبناء، ديدنهم الخير، وسلوكهم العمل المخلص لأمتهم. يمتد عطاؤهم خارج حدود وطنهم ليضع لمسات حانية هنا وليضيف مواقف انسانية معطاءة هناك. ويأتي فهد بن عبدالعزيز واحدا من أبرز أولئك الرجال، فقد تعلم في مدرسة أبيه، فتشرب منها اتساع الأفق، والصبر والأناة، وبعد النظر للأمور.. وفتح فكره على رمال هذه الصحراء المترامية الأطراف، فاكتسب شموخها وإباءها.. وتفاعل مع الأحداث التي مرت بها المنطقة فعرف كيف يتفاعل ويتعامل مع أمثالها.. ووصل الى سدة الحكم محفوفا بحب أبناء الشعب.. محاطا بتماسكهم ووفائهم للمؤسس الأول لهذا الكيان الكبير ولأبنائه من بعده. وجاء فهد بن عبدالعزيز ليصبح كلمة يكتبها كل مثقف على أرض خصبة في مجالات العطاء المختلفة.. وكلما جاءت ذكرى البيعة الميمونة له - التي مضى عليها عشرون عاما - فإننا نقف أمام كم هائل من الأعمال والانجازات التي تشهد وتنطق على تلك المسيرة المباركة التي يقودها «فهد» بحكمة وأناة فأثمرت وأينعت وآتت أكلها.. وقد مضى ينشر الخير على ربوع هذا الوطن وصارت المملكة ذات الأرض الصحراوية تصدر القمح الى بلدان العالم في وقت صار القمح فيه سلاحا يحقق الأمن الغذائي.. ووصل التعليم الى أماكن كان الوصول اليها يعد ضربا من الخيال.. ولا يملك المرء عندما يتابع تلك الانجازات إلا أن يقرر أن أمتنا ومواطنينا يعرفون الخير ويقدرونه، ويلتفون حوله بالمحبة والدعاء الصالح أن يرعاه الله وأن يحفظه وأن يعينه على تحمل ومواصلة مسؤولياته الجليلة التي تشتمل الجميع وينتفع بها الكل. لقد صارت خدمة الاسلام شغله الشاغل، وصارت هموم المسلمين في مشارق الأرض ومغاربها هي محل اهتمامه وتقديره وفكره الدائم. إن مواقف «فهد» الانسان، و«فهد» القائد لا يمكن أن نفهمها جيدا ونعي كثيراً منها إلا إذا نظرنا اليها من منظار خدمة الاسلام الذي سار سمة مميزة لشخصه الكريم. زاده الله توفيقا وتمكينا، ووفق الله الجميع لما يحبه ويرضاه.