الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيد المرسلين نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين إن الحدث كبير والمناسبة عظيمة والشخصية تتحدث عن نفسها والإنجازات بهرت البعيد قبل القريب والعطاءات تعدت نطاق والمحلية إلى العربية والإسلامية والعالمية. إن التحدث عن إنجازات خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبد العزيز (ملك المملكة العربية السعودية خلال هذين «العقدين الذهبيين» يصعب على العقل البشري سردها ففي هذين العقدين من الزمن شهدت المملكة العربية السعودية نقلة كبيرة في شتى المجالات المختلفة فعلى مستوى خدمة الإسلام والمسلمين شهدت الأراضي المقدسة خدمات لم يشهد لها مثيل في كافة العصور فذللت الصعاب وقامت أكبر توسعة للحرمين الشريفين وكذلك المشاعر المقدسة وتم طباعة المصحف الشريف على أعلى المستويات وتم تقديم العون والمساعدات في جميع المحافل الإسلامية وأصبحت المملكة في عهد خادم الحرمين الشريفين خادمة الإسلام والمسلمين في شتى أنحاء المعمورة. ولن أتطرق في هذين العقدين الذهبيين لما تم تحقيقه على المستوى العالمي وما وصلت إليه هذه البلاد من مستوى وثقل سياسي واقتصادي ولن أتحدث عن ما تم تحقيقه من تطور ملموس داخل هذه المملكة الغالية من الناحية الصحية أو الزراعية أو الخدمات الاجتماعية أو نعمة الأمن والاستقرار الذي ينعم به كل مواطن ومقيم بل سوف أتحدث عن أهم إنجاز ذهبي في عهد خادم الحرمين الشريفين ألا وهو نظرته الثاقبة لبناء الإنسان السعودي فكرس جل اهتمامه للاستثمار الباقي والدائم وأن الإنسان هو محور البناء فقبل توليه مقاليد الحكم كان هو الموجه لتطوير وتعليم الإنسان السعودي فهو رائد النهضة التعليمية وكان يردد مقولته الشهيرة: «إن نجاح أي أمة من الأمم مرتبط بتعليمها» فحرص عندما كان أول وزير للمعارف على تطوير مستويات جميع مراحل التعليم وحرص على أن يكون التعليم مواكباً للشريعة الإسلامية السمحة فبزغت الجامعة الإسلامية في المدينةالمنورة ثم جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية وجامعة أم القرى فبهذه الجامعات التي ركزت على تعاليم الإسلام السمحة لنشر وتثقيف المواطنين بالعلوم الشرعية التي هي أساس الركيزة الأساسية لبناء الفرد السعودي كما ركز على تطوير الجامعات التي تهم وتخدم المواطنين وتلبي احتياجاتهم فتطور سلسلة الجامعات السعودية المتبقية، جامعة الملك سعود، جامعة الملك عبد العزيز، جامعة الملك فهد للبترول والمعادن، وجامعة الملك فيصل كل هذه الاهتمامات كانت قبل توليه مقاليد الحكم وعندما تولى قيادة الحكم استمر حفظه الله بالتركيز على استثمار المواطن السعودي وأهتم بالتربية وكانت نظرته الثاقبة لهذا المحور هو أساس هما وصلت إليه هذه البلاد بهذه الحقبة الزمنية القصيرة فالتربية السليمة هي أساس التنمية وإن النجاح في شتى المجالات المختلفة يتركز على تكريس الجهود لبناء أفراد المجتمع وهذا هو محور التنمية وغايتها، فواصل الفهد مسيرة التعليم والتركيز على تطوير المناهج وتنويع التعليم والعناية بإعداد وتأهيل المعلمين ومتطلبات الوظائف وحاجة المجتمع لمخرجات التعليم .. هذا كم من فيض لقائد مسيرتنا حفظه الله ورائد النهضة التعليمية في بلادنا الغالية واتضحت أبعاد هذه النهضة التعليمية الكبيرة فيما وصلت إليه هذه المملكة من إنجازات ومواكبة لأحداث الساعة وأصبح المواطن السعودي مؤهلاً للعمل في كافة المجالات وأثبت الفرد السعودي قدرته وكفاءته في العمل وتولي المناصب القيادية..ولا يسعني في هذا المجال إلا أن أسأل الله العلي القدير أن يديم على هذه البلاد نعمة الأمن والاستقرار وأن يحفظ لنا ولاة أمرنا الذين يبذلون الغالي والنفيس لخدمة أبناء هذا الوطن. ونسأل الله العلي القدير أن يمد في عمر خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبد العزيز ويلبسه ثوب الصحة والعافية ويحفظ لنا سمو ولي عهده صاحب السمو الملكي الأمير عبد الله بن عبد العزيز وسمو النائب الثاني صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبد العزيز، وأن تنعم هذه الأسرة الكريمة بالعز والديمومة لخدمة الإسلام والمسلمين أنه سميع مجيب.