استمتعت صباح الاثنين الماضي بمحاضرة (التربية المتحفية؛ الواقع والمأمول) والتي ألقتها المحاضر غادة الموسى في قاعة المحاضرات في مركز الملك عبد العزيز التاريخي بتنظيم وإشراف من الهيئة الاستشارية بالمتحف الوطني. تتمحور المحاضرة حول مفهومنا عن التربية المتحفية ومدى استيعابنا للمصطلح، الذي يعني التربية والتعليم باستخدام المتحف كوسيلة تصل لكافة الحواس، خصوصا إذا كان المتحف مهيأ بالمعروضات التفاعلية، وتم وضع برنامج لهذا النوع من الزيارات التربوية التعليمية، وهو ما بدأت به الهيئة الاستشارية منذ حوالي عقد من الزمان، في محاولة جادة لنشر ثقافة المتحف من ناحية وتوعية المجتمع ثقافياً عبر معروضات المتحف ومضمونه كوعاء ثقافي يحوي كنوزا تاريخية وأثرية يفخر بها الوطن من ناحية أخرى. أيضا شدني طرح الأستاذة غادة في حديثها حول دور المتحف في تنمية الحس الوطني أو المواطنة، خلافاً لتصور البعض من خلال مشاهداتنا إبان احتفالات اليوم الوطني الماضي، وطرح خلال النقاشات التالية ونقاشات الإعلاميات ومنهن الزميلة في جريدة الجزيرة الأخت جواهر الدهيم، فكرة تفعيل ذلك مستقبلا من خلال أنشطة متحفية يتم التخطيط لها مثل المسرح التفاعلي الذي تحدثت عنه سمو رئيسة اللجنة الاستشارية. وكمؤرخة فنية، وآثارية ومهتمة بالمتاحف، يؤسفني عزوف شريحة واسعة من المجتمع عن زيارة المتاحف، وعدم الوعي بأهمية تلك الزيارات تربوياً وثقافياً، مع أن المأمول من إدارات المدارس تنظيم زيارات دورية لقاعات المتحف المختلفة، خصوصاً وكما أشارت سمو رئيس الهيئة إلى أن تصميمها متوافق مع مناهج التعليم العام، هذا متوقع إذا علمنا أن المتحف أنشئ تحت مظلة وزارة المعارف سابقاً (التربية والتعليم)، حين كانت وكالة الآثار تابعة لها، قبل أن تنتقل إدارياً إلى الهيئة العامة للسياحة والآثار. وجاء إنشاءه لخدمة التربية والتعليم، إضافة إلى خدمة المجتمع ثقافياً. هذا بطبيعة الحال يستدعي أن تكون زيارات المدارس للمتحف جزء من تطبيق المناهج ووسيلة تعليمية ناجحة (إذا طبقت وفق المعايير التي تم عرضها في المحاضرة)، تُخرج التعليم التقليدي في الفصل من جموده، إلى تعليم تفاعلي أشد تأثيراً وبطبيعة الحال أكثر إمتاعاً بالنسبة للطلبة، بل نأمل تعميم هذه التجربة التي عُرضت، وغيرها من التجارب التي أشرفت عليها الهيئة الاستشارية في السنوات السابقة، كما نرجو أن تساهم مستقبلاً في إنتاج جيل متذوق للفنون والثقافة ومُقدراً أهميتها.