نظمت الهيئة الاستشارية للمتحف الوطني أمس محاضرة بعنوان “ التربية المتحفية .. بين الواقع والمأمول “ ألقتها المحاضرة في كلية التربية قسم التربية ورياض الأطفال بجامعة الملك سعود غادة الموسى بحضور صاحبة السمو الملكي الأميرة عادلة بنت عبدالله بن عبدالعزيز رئيسة الهيئة الاستشارية للمتحف الوطني و500 سيدة من وزارة التربية والتعليم والجامعات وذلك في قاعة الملك عبدالعزيز للمحاضرات . واستهلت غادة الموسى ورقتها بالترحيب بسمو الأميرة والحاضرات ، موضحة الهدف منها إكساب الطلاب عادة زيارة المتاحف واحترامها كحرم للتاريخ والعلم وتدريبهم على أساليب البحث والاستفادة العلمية منها إيمانا بدورها الحيوي والمؤثر في التربية وبالأثر الإيجابي لما تعرضه من مقتنيات على نفوس وعقول المتعلمين بما لا يمكن تحقيقه داخل الصفوف الدراسية بالوسائل التقليدية . وأوضحت خلالها أن المتاحف وما تقدمه من مصادر تعتبر مرفقا مهما من مرافق المعلومات وتكمن مهمتها الأساسية في اختيار وانتقاء مصادر المعلومات والعمل على تنظيم عرضها بحيث تختصر الكثير من الجهد وتضيف المعرفة الممتعة . ثم استعرضت في المحاور التالية أولا : واقع تطبيق التربية المتحفية من خلال “ التعريف بالتربية المتحفية ودورها في العملية التعليمية ، كيفية تطبيق التربية المتحفية عن طريق عرض تجربة بعض المدارس ، تقييم التجربة عن طريق المقارنة بتجارب عالمية “ ثانيا : استعراض المأمول للتربية المتحفية من خلال “ إدخال التقنية في برنامج التربية المتحفية “المتاحف الرقمية” ، توسيع خدمات المتحف بحيث تشمل ذوي الاحتياجات الخاصة ، مدى مساهمة القطاع الخاص والجمعيات الخيرية في البرامج المتحفية “العمل التطوعي”“. واختتمت الموسى ورقتها قائلة : إن المتاحف في العصر الحاضر لم تعد مجرد جدران وخزائن لحفظ الآثار كما كانت في الماضي إنما مؤسسات تربوية علمية لها دور بالغ الأهمية في العملية التربوية فيجب على كل أسرة ومدرسة تشجيع أبنائها للاستفادة من هذه القيمة العظيمة . ثم فتح مجال لطرح التساؤلات والإجابة عليها وبعض الاقتراحات . وقالت سمو الأميرة عادلة بنت عبدالله على هامش المحاضرة : نجد اليوم الحماس بعرض التجربة المتحفية التي تتيح للمعلمات وطالبات الدراسات العليا بالجامعات المبادرة لتطبيق برامج التربية المتحفية , فالمتحف عبارة عن مجموعة من القطع الأثرية ونحن كرائدين علينا أن نتفاعل معها لأن الأطفال يصعب عليهم معرفتها عن طريق المناهج لكن الزيارات المتحفية فرصة ليرونها واقعيا حيث نطلق لهم التفكير والتأمل فيها فكل قطعة تحكي قصة . وأكدت سموها أن البعد الحضاري العريق للمملكة وما تزخر به من آثار منافسة عالميا يحتم تطوير أداء المتاحف تربوياً لتعزيز الهوية الوطنية للأجيال وتنمية مهارات التفكير الناقد والرغبة في التعلم والإكتشاف، وهذا هو واجبنا تجاه مستقبلهم والذي يشكل نواة لمستقبل الوطن وقدراته التنافسية، مشيدة بجهود الهيئة العامة للسياحة والآثار في زيادة عدد المتاحف حول المملكة. وأشارت أن في المتحف الوطني يوجد 8 قاعات صممت من قبل وزارة التربية والتعليم وهي مطابقة 80 % للمناهج الدراسية منها التاريخ والجغرافيا والكيمياء والفيزياء والأحياء والفنون الجميلة من أجل تعريف الأجيال بالتاريخ والماضي بأسلوب ممتع وترسيخها بالمادة وتعتبر أفضل وسيلة لاستكشاف المواهب وتبادل الأفكار ثم وجهت شكرها للمشاركة وجميع القائمين بالمحاضرة مرحبة بفكرة إحدى الحاضرات في تكوين مسرح متحفي يحكي للأجيال قصص واقعية للتاريخ السعودي وتوحيد المملكة وعرض جميع النشاطات الوطنية لأنها عامل جذب للزوار من كل القطاعات .