هل أتاك حديث ذلك المنادي من على سطوح المصمك وهو يعلي بصوته (الملك لله ثم لابن سعود) كان ذلك في الخامس من شهر شوال عام 1319ه، لتتوافد الجموع مهللة مكبرة مبايعة لذلك الفارس الشهم الأمير عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود رحمه الله، ولتتواصل بعدها مسيرة التوحيد والبناء ولتقام أكبر وحدة عربية في عصرنا الحاضر باسم المملكة العربية السعودية ويبايع الملك عبدالعزيز ابن عبدالرحمن آل سعود ملكاً على المملكة العربية السعودية. ونحن اليوم نمر بذكرى الاحتفال بيومنا الوطني نشعر بالفخر والاعتزاز فأيامنا طوال السنة ولله الحمد أيام وطنية، ففي كل يوم نجد: إما مشروعا منجز، أو اقرار لإنجاز أو خطاباً موجهاً أو قرار خير للوطن والمواطنين، نعم مشروعات كاملة، انجازات متلاحقة ويكفي أن نشير وبمزيد من الاعتزاز إلى سلسلة هذه المشروعات منذ أنهينا صفحة احتفالنا بيومنا الوطني في العام الماضي فنذكر منها على سبيل المثال:- 1- وضع حجر الأساس لتوسعة الحرم المكي الشريف وافتتاح عدد من المشاريع التطويرية للحرمين الشريفين والمشاعر المقدسة والتي تعتبر أكبر توسعة لامست الحرم المكي الشريف. 2- مشروع تطوير الساحة الشرقية للمسجد النبوي الشريف وإنشاء محطة للنقل وتظليل الساحات بعدد (250) مظله. 3- بناء خمسمائة ألف وحدة سكنية في جميع مناطق المملكة وتخصيص مبلغ مائتين وخمسين مليار ريال لذلك. 4- توسيع الخدمات المقدمه للرعاية والتنمية الاجتماعية وتطويرها. 5- اعتماد مبلغ ستة عشر مليار ريال لوزارة الصحة لتنفيذ وتوسعة عدد من المدن الطبية والمراكز والمستشفيات. 6- دعم الرئاسة العامة لهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر بمبلغ مئتي مليون ريال لاستكمال بناء مقرات لها في جميع مناطق المملكة. 7- زيادة المخصصات التي تقدم للجميعات الخيرية من الدولة بنسبة 50 %. 8- دعم صندوق التنمية العقاري ورفع الحد الأعلى للقرض ليصبح خمسمائة ألف ريال. اذن فنحن أمام سلسلة ذهبية تتلألأ بها مساحة الوطن، فإذا كنا نتذكر في هذا اليوم ذكرى وحدتنا ولم شملنا بعد فرقة، فإننا نفخر بذلك ومثله معه من معطيات النماء والازدهار، هذا هو وطننا موئل وملتقى الشعوب والأمم، وقائدنا خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن العزيز - حفظه الله - مصدر إضاءة وحكمة لهذا الوطن العزيز وأبنائه، يتلمس مواطن الخلل في وطننا فيداويها ويلتفت إلى ما حوله من جيران فيهب منجداً وناصحاً، وتتسع الدائرة لتشمل الوطن العربي كله. احتفاؤنا بالوطن يدعونا إلى أن نلبي حاجة وطننا ونسعى لازدهاره ونحافظ على مكتسباته، وعلى ثرواته، وطاقاته، نهتم بأبنائنا وتنشئتهم نشأة صالحة، ننمي فيهم روح المواطنة والمحبة لوطنهم، فجميع ما هو موجود من ثروة، أو مرافق أو طرقات فهي مكتسبات يجب أن يحافظ عليها وعدم التهاون في صيانتها والدفاع عنها، وأن نكون قدوة، نحرص كل الحرص على عدم خدش جمال حدائقنا أو نعبث بمرافقنا (مدارسنا - أماكن أعمالنا - دورات المياه) كل مرافقنا بشكل عام، هذا هو الوطن وهذا ما يجب علينا تجاهه ليكون احتفالنا باليوم الوطني ليس شعاراً وتقليداص نضع فيه الأعلام، ونتزين فيها بزي الوطن لنخرج أمام الناس بمظهر الاحتفال الخارجي فقط. وفي يوم الوطن علينا أن نقدم صورة حضارية عن هذه الاحتفالات بكل هدوء ورزانة ودون تجاوز على حقوق الآخرين.. حفظ الله بلادنا وولاة أمرنا وشعبنا من كل سوء، وجنبنا الفتن ما ظهر منها وما بطن. والله الموفق،،، مدير عام المهرجان الوطني للتراث والثقافة