في الثالث والعشرين من سبتمبر من كل عام، نعيش مناسبة عزيزة علينا جميعا نستذكر فيها الأمجاد ونجدد العهد والولاء بالعمل على عزة وطننا ورقيه سلم الأمجاد. في هذا التاريخ يعود الجميع بالذاكرة سنوات طوال ويتأمل سيرة البطل الراحل جلالة الملك عبد العزيز طيب الله ثراه، الذي وحد المملكة تحت شعار لا إله إلا الله محمد رسول الله. احتفالنا باليوم الوطني هذا العام، في ذكراه التاسعة والسبعين، يأتي في خضم مناسبات سعيدة متعددة أكسبته الكثير من التميز والتفرد، فهو يأتي في إجازة عيد الفطر المبارك، وفي جو احتفالي يعم جميع مناطق المملكة التي تتنافس لتقديم ما لديها من مظاهر البهجة والسرور في احتفالية تبرز تراث وتاريخ كل منطقة. احتفالنا بيومنا الوطني هذا العام أيضا، يتشح برداء زاه يميزه عن غيره من الأيام، فهو يتزامن مع الحفل الكبير الذي يرعاه خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز - حفظه الله - لافتتاح جامعة الملك عبد الله بحضور عدد من قادة الدول العربية والإسلامية والصديقة. اختيار افتتاح هذه الجامعة العملاقة في هذا اليوم، وبهذا الحضور المميز من القادة، له أبعاد وطنية وتعليمية يدركها الجميع. ففي مثل هذا التاريخ في كل عام نزهو باستعراض ما حققنا من إنجازات، وفي مثل هذا التاريخ نقول هذا العام شكرا لك يا خادم الحرمين الشريفين على مواصلتك مسيرة التنمية التي اختطها المرحوم والدك. أصبحت بلادنا ولله الحمد مقصدا لطلاب العلم والمعرفة الذين وفدوا إلينا من الدول المتقدمة لينهلوا في جامعة الملك عبد الله من معين معرفة لا ينضب، وفي تخصصات علمية وتقنية متطورة، بعد أن كنا نرسل أبناءنا إليهم بحثا عن درجات علمية متقدمة في شتى الفنون والمعارف. طلاب هذه الجامعة من غير السعوديين، وهم يمثلون نسبة 50 في المائة من مجموع الطلاب، سيكونون لنا رسل إعلام وإعلان وسينقلون لمن يقابلهم في إجازاتهم السنوية أو بعد تخرجهم ما رأوه وعايشوه من مستوى علمي وبحثي متقدم في جامعة الملك عبد الله، الذي بدوره يعكس ما وصلت إليه المملكة من مستويات حضارية متطورة. دعوة خادم الحرمين الشريفين الشخصية لعدد من القادة للمشاركة في حفل افتتاح جامعة تحمل اسمه لم تأت من فراغ، فهي ستكون فرصة لهم لكي يروا بأعينهم أين وصلت بلادنا من الرقي والتقدم، وحجم الجهود التي تبذل لدعم مسيرة التعليم. سيرون بالعين المجردة أن المملكة تسير بخطى متوازنة في جميع مناحيها. سيرون مدينة جامعية مكتملة المرافق والتجهيزات الحديثة تم الانتهاء منها في ألف يوم، وهو زمن قياسي لا يمكن أن يتحقق فيه مثل هذا المشروع لولا المتابعة الشخصية والإصرار من خادم الحرمين الشريفين على أن يتم الانتهاء من بنائه وتجهيزه في أقصر وقت وبأرقى مستوى. ستبقى جامعة الملك عبد الله على شاطئ البحر الأحمر فنارا يشع نوره ليضيء صفحات سطرها خادم الحرمين الشريفين بمداد من ذهب، وجاء في مقدمتها قوله لدى وضعه حجر الأساس لهذه الجامعة في شهر شوال 1428ه إنها تأتي «انطلاقا من مبادئ الإسلام الخالدة التي تحث على طلب العلم، وتدعو إلى عمارة الأرض، وتعارف الناس... آملين أن تكون منارة من منارات المعرفة، وجسرا للتواصل بين الحضارات والشعوب، وأن تؤدي رسالتها الإنسانية السامية في بيئة نقية صافية، مستعينة بالله ثم بالعقول النيرة من كل مكان بلا تفرقة ولا تمييز) ودام عزك يا بلادي. [email protected]