أتشرف باسمي ونيابة عن كافة منسوبي سفارة المملكة العربية السعودية في وارسو جمهورية بولندا وجميع الطلبة والطالبات الدارسين في جامعات البولندية والرعايا السعوديين المقيمين أن أتقدم إلى مقام خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز آل سعود وولي عهده الأمين صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبد العزيز آل سعود وزير الدفاع والطيران والمفتش العام وصاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبد العزيز آل سعود النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء ووزير الداخلية وإلى الأسرة المالكة الكريمة والشعب السعودي الوفي بأسمى آيات التهاني والتبريكات بالمناسبة الغالية التي نحتفل بها وهي الذكرى الواحدة والثمانون لليوم الوطني الذي يؤرخ توحيد المملكة تحت راية لا إله إلا الله محمد رسول الله بقيادة المغفور له الملك عبد العزيز بن عبد الرحمن آل سعود طيب الله ثراه. لقد جاء توحيد المملكة فاتحة خير ليس فقط لهذه الأرض المباركة وشعبها السعودي النبيل رجالاً ونساءً وأطفالاً وشيوخاً والانتقال بها في ظرف عقود قليلة إلى مصاف الدول المتقدمة وإنما أيضاً امتدت يدها المعطاءة لتقديم العون لاشقائها وأصدقائها في العديد من الدول الإسلامية والعربية والأجنبية. وبفضل السياسة الحكيمة للقيادة التي كانت دائما تتبع نهج الملك المؤسس في جمع الكلمة وليس التفريق في الصون وليس التفريط في التعقل والتأني وليس التهور والتسرع حتى أصبح لبلادنا ولله الحمد ما نراه اليوم من سمعة ووزن يقدره الجميع سياسياً واقتصادياً وإعلامياً على الساحات الإقليمية والدولية والتي لنا نحن سفراء خادم الحرمين الشريفين خارج المملكة القدرة على تقديره والإحساس به ربما أكثر من غيرنا من خلال ما تقتضيه واجبات مهامنا من الاحتكاك بالمسؤولين في الدول المضيفة والسياسيين والإعلاميين ورجال الأعمال والاقتصاد حيث يداومون على الإشادة بما يرونه ويسمعون عنه من مآثر وإنجازات للمملكة وقيادتها والتقدم الذي أحرزه شعبها في الميادين العلمية والتعليمية والاقتصادية والنقلة الحضارية في كافة المجالات والأصعدة التي تعيشها بلادنا الغالية حاليا في عهد خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبد العزيز آل سعود أطال الله في عمره. لقد كانت عودة مليكنا من الرحلة العلاجية بداية هذه السنة وقد مّن الله عليه بالشفاء والصحة وألبسه ثوب العافية بعد الوعكة الصحية وما شاهدناه من فرحة شعبية عارمة على جميع المستويات عبارة عن إعادة للبيعة لخادم الحرمين الشريفين من أفراد شعبه المحب الوفي. وكما قد مر على المنطقة العربية خلال السنة الماضية أحداثا جسام رافقها دعوات مغرضة توجهها أيادٍ خارجية حاسدة تدعو إلى الخروج على توجيهات ولي الأمر فلم يتلقاها أفراد الشعب السعودي إلا بكل ازدراء واستهجان ففشلت خططهم السوداء ضد المملكة التي كانت تعمل على محاولة الوقيعة بين الشعب وقيادته فارتد الأعداء الحاسدين على أعقابهم تأكلهم الحسرة حيث التف الشعب بكل طوائفه والتحم مع قيادته في صورة تاريخية نادرة كانت بمثابة البيعة مرة اخرى وكان من الطبيعي أن يلقى المسيء نتيجة إساءته ويلقى المحسن نتيجة إحسانه فصدرت حزمة القرارات السامية الكريمة للأمر بالإسراع في إكمال المشاريع الإسكانية والتنموية الضخمة وزيادات الرواتب واعتماد الوظائف الجديدة في عدة قطاعات ومنح المخصصات للباحثين عن وظائف لحين إيجاد الوظائف المناسبة لهم وغيرها من القرارات الهامة. وبينما رأينا دولا عديدة في المنطقة والعالم تمر بظروف سياسية أو اقتصادية صعبة فإننا نرى مملكتنا الغالية ولله الحمد تبحر بثبات وقوة وسط البحار الهائجة يمسك بدفة سفينتها مليكنا وقائد مسيرة هذه الأمة وراعي نهضتها وتقدمها خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز أيده الله وسدد خطاه وجزاه خيرا لما يوليه من عناية واهتمام ورعاية لهذا البلد وهذه الأمة وهذا الشعب. وأقول للجميع كل عام وأنتم بخير وأعاد الله هذه المناسبة علينا كل سنة وبلدنا بخير وسلام وأمان وتقدم. * سفير خادم الحرمين الشريفين في وارسو