كل عام وأنتم بخير وتقبل الله من الجميع الصيام والقيام وصالح الأعمال، فرحة المسلم بعيد الفطر لا توازيها فرحة؛ تتجسد في اجتماع الأسر وتواصل الأحبة ويكون الاستعداد له كما أشبه ما يكون بكرنفال من حيث صنوف الحلوى والأزياء المتنوعة للرجال والنساء والأطفال على حد سواء، لاحظت في السنوات الأخيرة اهتمام البعض من النساء بالعودة إلى الأساليب التقليدية في تصاميمها أو ألوانها وخاماتها، والتي تعكس جمالية الذوق الرفيع الذي وصلت إليه مصممة الأزياء السعودية والتي غالباً ما تكون معتمدة على جهودها الشخصية المبنية على الدراسة الأكاديمية المتعارف عليها، ثم تتجاوزها لتسجل لها بصمة متبلورة بهوية وطنية معاصرة يشار إليها بالبنان في عروض الأزياء العالمية؛ فخطوط وألوان الزخارف التي كانت تميز زي الجدات قديماً أصبحت الآن مصدر إلهام في تصاميم الموضة العصرية، التي لاحظنا إسباغها على مجموعات حصرية من الحقائب والأحذية والعباءات والطرح إلى جانب الفساتين أو ما تعرف بالجلابيات، وهي بهذا تشكل جانب مهم في سوق العمل والإنتاج المحلي، وتعد مجالاً جيداً للعمل للفتيات في التصميم والتنفيذ بل يعد مجال التفصيل والخياطة من أنسب المجالات لعمل الفتاة عموماً، وقد نجحت تجارب هيئة السياحة والآثارفي تأهيل الأسر المنتجة من خلال تزويد المتدربات بالأسس العلمية في تصميم وتنفيذ الزي التقليدي وأنتجن قطعا جميلة جداً تقدم كإهداءات لكبار الزوار، في حين تغيب كثير عن منظومتنا الثقافية المحلية وجود متاحف لجمع وحفظ مثل هذه القطع التي تعد من أكثر التراث المادي حساسية وتأثرا بعوامل الطقس حيث تتعرض للتآكل والتلف بشكل سريع، ومع شح مصادر الزي التقليدي وعدم وجود مركز وطني لحفظه؛ فإننا نقف بالشكر والامتنان لأصحاب الجهود الشخصية في ذلك كدارة صفية بن زقر فلها كل الشكر والتقدير.