كل منطقة من مناطق المملكة تضم مدناً ومحافظات ومراكز، وكل مدينة ومحافظة ومركز تضم عدة أحياء، وكل حي يضم عدة منازل سكنية، والأحياء السكنية متوزعة باتجاهات أربع في كل مدينة، تكتظ بالسكان، الأحياء السكنية تحتاج إلى تواصل من سكانها إلى الدوائر الحكومية، وهذا شيء معروف لأن المواطن علاقته مستمرة بمراجعة الدوائر الحكومية له أو لأفراد أسرته بغض النظر عن مدى إقامته في الحي، هناك نظام ولا زال متبعا عند مراجعة دائرة حكومية لاستخراج مثلاً بطاقة أحوال أو بدل فاقد، أو عندما يحتاج الابن للانضمام لأحد القطاعات العسكرية نلاحظ عند ذلك تعبئة النموذج، ويوجد فقرة توقيع عمدة الحي، وعمدة الحي معروف بأن تواجده يكون في مركز الشرطة، ومكتبه يستقبل المراجعين، السؤال الذي يفرض نفسه لماذا لا يتم تحوير وظائف العمد من الإمارات التابعة لكل منطقة إلى البلديات؟ لأن الحي السكني مربوط بالبلديات والأمانة، العمدة من المفترض أن يكون دوره أكثر اتساعا، ولا يقتصر فقط دوره على تعبئة نموذج، عمدة الحي دوره يجب أن يكون لمطالب الساكنين في الحي، ويكون همزة وصل بين الساكن والدائرة الحكومية الخاصة والمربوطة بالمنزل مثل البلديات والكهرباء والمياه، ويكون متواصلاً مع أفراد الحي بصفة دورية بدوام رسمي، لأن الحاصل الآن بتواجد العمدة داخل أروقة مركز الشرطة لا يعرف من هم ساكنو الحي، مجرد أن تتفوه وتبلغه بأنني فلان بن فلان يقول من جارك؟ ومن هو إمام المسجد ومن ومن..!! في معظم الدول في العالم، خصوصاً المقاطعات السكنية، نجد أن هناك مكاتب اجتماعية في الأحياء تخدم الحي وساكنيه، ويوجد في كل مكتب خدمات متفرقة، يعني دوائر حكومية داخل دائرة معينة ونجد الجوازات والأحوال والمرور والشرطة والمياه والكهرباء وجميع ما يتعلق بخدمة ساكني الحي تجدها داخل هذا المكتب في الحي نفسه، ولكن لدينا داخل الأحياء السكنية (فقط عمدة للتعريف بخدمة ساكني الحي) كشفاعة وتعريف لشخص معين، تنقص أحياءنا السكنية الكثير من الخدمات التي يتطلع بها، فعلى سبيل المثال لو نظرنا إلى مكتب البلدية نجد أنه يخدم أكثر من حي، لماذا لا يوجد ربط مباشر بين العمدة والمكتب؟ الشرطة والمرور وجميع الخدمات التي تخص المواطن يجب أن تجد رابطا بينها وبين عمدة الحي ليس للتعقيب عليها ولكن لتوسيع الخدمة وتدوين الملاحظات التي يحتاجها، فانقطاع التيار الكهربائي داخل الحي السكني يمتد إلى يوم ويومين، وشركة الكهرباء لا حس ولا خبر، بوجود العمدة نجد أن هناك همزة وصل وقوية لإعادة التيار، كذلك المياه، الآن العمدة مكتبه داخل مركز الشرطة ولا يعرف من ساكنو الحي، بعكس إذا كان موجودا داخل الحي، ويعرف ساكنيه، ويلبي مطالبهم المعقولة وما يحتاجون لتوصيل شكوى معينة، أو تواجد الأمن للحد من السرقات، وغيرها الكثير من احتياجات الحي، فالعمدة الآن يجب أن يأخذ دوره الحقيقي في ظل التقدم الهائل للنطاق العمراني، ونتمنى أن يكون دوره على جهات متعددة ولا يقتصر دوره فقط على جهة معينة، ويكون من فئة الشباب ويحمل مؤهلا مناسب جداً. [email protected]