إلهي لَكَ الحمد الذي أنت أهله على نعمٍ ما كُنتُ قطّ لها أهلا!! متى ازددت تقصيراً تزِدني تفضلا كأني بالتقصير أستوجب الفضلا!! لا نكاد نلتقط أنفاسنا من فاجعة في قطر من الأقطار، إلا ونفجع بما هو أدهى منها وأمر!! وأنكى وأضر!! ثورات عربية، ونعرات طائفية، وحركات مذهبية، وعنصريات قبلية وأحزاب متناحرة سياسية، ومجاعات قاتلة، وفيضانات مهلكة، وزلازل مدمرة، وبراكين هائجة، فلله الحمد من قبل ومن بعد!! حقاً إن الصحة تاج على رؤوس الأصحاء لا يعرفها إلا المرضى!! والسلام يَعْدِلها شيء!!. استقرار سياسي، وعيش رغيد، وقرآن مجيد، فمن أصبح آمناً في سربه، عنده قوت يومه (لا سنته) معافى في بدنه، فكأنما حيزت له الدنيا بحذافيرها... وصدق الله وإن تعدوا نعمة الله لا تحصوها!!.. لأن الإنسان ظلوم كفار!!، لو أعطي وادياً من ذهب لابتغى ثانياً وثالثاً، وما يملأ جوف ابن آدم إلا التراب، ويتوب الله على من تاب!!.. إن شكرنا لنعم الله عبادة نتقرب بها إلى الله، فليست تملقاً وتزلفاً كما يتوهم من قلّ نَظرَه، إن شكر نعمة مُؤذِنٌ بزيادتها.. لَئِن شَكَرْتُمْ لأَزِيدَنَّكُمْ وَلَئِن كَفَرْتُمْ إِنَّ عَذَابِي لَشَدِيد !! وَلَقَدْ أَهْلَكْنَا مَا حَوْلَكُم مِّنَ الْقُرَى وَصَرَّفْنَا الْآيَاتِ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ!! فأغلب دول العالم ترزح تحت نِيِر، الثورات والفساد والفقر، والزلازل، والبراكين، والاحتلال، والمجاعات والحوائج الكونية و... و... و... إلخ.. فهل استشعرنا عظم هذه النعمة؟ حتى نؤدي زكاتها!! وأد زكاة الفضل وأعلم بأنها كمثل زكاة المال، تم نصابها!! هل ابتغينا بما آتانا الله والدار الآخرة؟! هل عطفنا على المسكين، واليتم، والأرملة، والفقير؟!! هل اقتسمنا رغيف الخبز مع من مستهم البأساء والضراء وزلزلوا؟؟ أم نحن كما قال الناظم: يموت المسلمون ولا نبالي ونهتِف بالمكارم والخِصالِ وننسى أخوة في الله ذرَت بهم كف الزمان على الرمالِ تمزقهم نيوب الجوع هوجا ويقتسمون أرغفة الخيالِ يشدون البطون على خِواء يكاد الشيخ يعثر بالعيالِ!! قوله: نهتف بالمكارم والخصال؟.. نتباهى بأمجادنا ونتفاخر بقبائلنا!!.. ويشدون البطون على خواء؟ أيّ كما كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يشد الحجر على بطنه من شدة الجوع!!.. ويكاد الشيخ يعثر بالعيال؟: أي يضيق بهم ذرعا!! وأذكر أحد الإخوان العراقيين كان مبسوطاً، فقيل له في ذلك؟... فقال: الحمد الله أسقيت أسرتي السم فهلكوا جميعاً!! فضمنت أن أبنائي لا يفتقرون ويذلون، ولا بناتي تعوزهم الحاجة والفقر لبيع أعراضهن!! وهذا هو جزء من عمل الجاهلية الأولى كما قال تعالى وَإِذَا الْمَوْؤُودَةُ سُئِلَتْ بِأَيِّ ذَنبٍ قُتِلَتْ ؟. وقوله: وَلاَ تَقْتُلُواْ أَوْلادَكُمْ خَشْيَةَ إِمْلاقٍ أيّ فقر.. فالحمد لله الحمد لله الحمد لله. فهل فتش كل واحد منا في جيرانه وأقاربه، وتلمس حاجات من يقبعون في الأحياء الفقيرة؟!.. وصدق الرسول صلى الله عليه وسلم حيث يقول: والله ما آمن من بات شبعان وجاره جائع... فعسى الله أن يوزعنا شكر نعمته، فالشكر نفسه نعمة تحتاج إلى شكر، والشكر لا يكون باللسان فَحَسب!! بل باللسان والجنان والأركان... (أفادتكم النعّماء مِني ثلاثة يَدِي، ولساني، والضمير المحُجّبا) والسلام عليكم... - رياض الخبراء [email protected]