أعربت دول مجلس التعاون الخليجي أمس السبت عن «القلق البالغ والأسف الشديد» حيال «الاستخدام المفرط للقوة» في سوريا داعية إلى «الوقف الفوري لإراقة الدماء» في هذا البلد. وأوضح بيان للمجلس أن دوله «تتابع بقلق بالغ وأسف شديد تدهور الأوضاع» في سوريا و»تزايد أعمال العنف والاستخدام المفرط للقوة ما أدى إلى سقوط عدد كبير من القتلى والجرحى». وأضاف «إذ تعرب دول المجلس عن أسفها وحزنها لاستمرار نزيف الدم، تؤكد حرصها على أمن واستقرار ووحدة سوريا وتدعو إلى الوقف الفوري لأعمال العنف وأي مظاهر مسلحة، ووضع حد لإراقة الدماء واللجوء إلى الحكمة، وإجراء الإصلاحات الجادة والضرورية، بما يكفل حقوق الشعب ويصون كرامته، ويحقق تطلعاته». وعلى الصعيد الميداني شهدت عدة مدن سورية انتشاراً عسكرياً واسعاً. ففي حماة أفاد ناشطون أن القوات السورية ارتكبت مجزرة جديدة أمس السبت, مؤكدين سقوط أعداد كبيرة من القتلى, وخلال الأيام الماضية قتل ما يقارب 200 شخص في مدينة حماة وحدها إثر عمليات عسكرية بدأت منذ أيام بررتها السلطات بالعمل على إعادة الأمن والاستقرار إلى المدينة في مواجهة «التنظيمات الإرهابية المسلحة». وفي دير الزور (شرق) انتشرت 250 دبابة ومدرعة في الأحياء الطرفية للمدينة, فيما تحولت مدينة حمص (وسط) التي شهدت انتشار تعزيزات عسكرية إلى جبهة. وذكر مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان رامي عبدالرحمن أن «نحو 250 دبابة ومدرعة انتشرت في أربع مناطق في مدينة دير الزور». وأوضح الناشط أن الآليات العسكرية توزعت «خلف حي بور سعيد وفي حي الحريقة وبجانب الحريقة وجانب مقر الأمن السياسي وفي منطقة المطار». وكان المرصد أكد الجمعة أن مدينة دير الزور في شرق سوريا تشهد منذ الأربعاء حركة نزوح واسعة النطاق تكثفت الخميس، وذلك خوفاً من هجوم وشيك قد تشنه قوات الجيش على المدينة المحاصرة. وفي وسط البلاد، أضاف مدير المرصد أن مدينة حمص «كانت أشبه بجبهة حتى الصباح». وقال إن المدينة «شهدت انتشاراً مكثفا لمدرعات الجيش وعربات مدرعة وسيارات تابعة للأمن في حي باب السباع»، مشيرا إلى أن «السكان يسمعون أصواتها في الطرقات». ونقل المرصد عن ناشطين في المدينة أن «إطلاق الرصاص استمر في غالبية أحياء حمص من دوار باب الدريب والفاخورة الإنشاءات والفوطة والقرابيص لغاية الساعة الثامنة صباحا (5,00 تغ)». وتابع «كما استمر إطلاق النار بالأسلحة الرشاشة الثقلية وامتوسطة والخفيفة في حي بابا عمرو حتى الصباح». ولم يتمكن المرصد من معرفة ما يجري في مدينة حماة (وسط) «نظرا لانقطاع الاتصالات عنها». ويأتي ذلك فيما قتل 22 شخصا وجرح أكثر من 50 عندما أطلق رجال الأمن النار لتفريق متظاهرين الجمعة حيث شهدت سائر أنحاء سوريا تظاهرات احتجاجية حاشدة ضد النظام في أول يوم جمعة من شهر رمضان. من جهة أخرى أكد وزير الخارجية السوري وليد المعلم أمس السبت «إصرار القيادة السورية على السير فى طريق الإصلاح وإنجاز الخطوات التي سبق أن أعلن عنها الرئيس (السوري بشار) الأسد»، كما نقلت عنه وكالة الأنباء السورية (سانا). وأضافت الوكالة أن المعلم جدد تأكيد «القيادة السورية على أن الطريق لحل الأزمة الراهنة هو طريق الحوار الوطني». وأشار إلى أن «في غياب مثل هذا الحوار بسبب سلبية موقف المعارضة فإنه ليس أمامنا إلا السير في طريق الإصلاح دون ترك الإصلاح رهينة لأي عامل مانع لها». كما أكد المعلم «حرص سورياعلى الأمن والاستقرار ووقف أعمال التخريب والسير بالبلاد فى طريق الديمقراطية والتقدم». وأشارت الوكالة إلى أن ذلك جاء خلال لقاء المعلم سفراء الدول العربية والأجنبية المعتمدين في دمشق «لعرض حزمة الإصلاحات التي طرحها الأسد (...)». إلى ذلك نصحت وزارة الخارجية الأمريكية جميع الرعايا الأمريكيين في سورية بمغادرة البلاد بسبب الاضطرابات الشديدة التي تشهدها حاليا. وأعلنت الوزارة أمس الجمعة (التوقيت المحلي) في واشنطن أنه يتعين على المواطنين الأمريكيين في سورية مغادرة البلاد طالما أنه ما زالت هناك رحلات طيران تجارية.