يقاتل جوزيف بلاتر حالياً - في حالة تاريخية غير مسبوقة - لتلطيخ سمعة القطري محمد بن همام، واستغلال كل صلاحياته وعلاقاته والامتيازات التي يمكن أن يتحكم بها لجهات عدة لإعطاء قرار لجنة الأخلاق المتضمن منع ابن همام من مزاولة العمل الرياضي الكروي مدى الحياة شرعية وشعاعاً عالمياً لافتاً، إذ لم يلتفت أحد من أعضاء الفيفا أو الوكالات الإعلامية لحق ابن همام في الاستئناف والأهم عدم وجود أي دليل مادي حقيقي يدين ابن همام في قضية الرشوة المضحكة! الحرب التي يديرها بلاتر وتمتلئ بها الصفحات الرياضية ومحطات التلفزة تشكل منعطفا حقيقيا مهما لكل من يريد أن يقرأ حقيقة عمل الفيفا وقذارة الحرب على المناصب، وإلا منذ متى كان ضمن أنظمة وعقوبات الفيفا نص قانوني تحت اسم الإيقاف مدى الحياة..!! الفيفا منظمة كروية بسيطة تعمل لصالح كرة القدم، لكن منذ تولي بلاتر عام 1998م سدة الرئاسة قادما من منصب الأمين العام والأمور تسير للأسوأ، حيث اصبح المال والسلطة أقوى من اللعبة؛ لذلك انهمرت المليارات على خزائن الفيفا واصبح يقاد اقتصاديا اكثر منه إداريا إذ إن أعضاءه التنفيذيين مجرد متطوعين يقدم لهم المال والهدايا في الاجتماعات ويمكنهم اصطحاب زوجاتهم لسويسرا أو للبطولات التي يشرف عليها الفيفا دون تكاليف، وقد اعترف أحد الأعضاء الجدد بأنه تفاجأ بأن الأعضاء يصطفون بالطابور للحصول على مكافآت مالية وهدايا مع كل اجتماع للفيفا..!! لهذا أصبح الفيفا إمبراطورية لا يمكن الاقتراب منها أبدا إلا لأناس لهم مواصفات خاصة جداً جداً.. ابن همام لا يحمل أهمها!! بودي أن أسأل بلاتر سؤالاً واحداً فقط: كيف وصلت لتكون رئيساً للفيفا؟ وكيف نجحت في التربُّع على الكرسي حتى اللحظة؟ نحن العرب أو بشكل خاص جدا نحن الخليجيين نعرف كيف وصل بلاتر ومن أوصله وبأي طريقة وصل فيها الأصلع السويسري، ومن المؤسف أن يحمل بلاتر شعارات هو أبعد من أن يطبقها بكثير ولعل قضيته مع ابن همام كشفت أي وجه يحمله هذا العجوز وأي نفوذ يمكن أن يعامل به بمعاونة أسياده خلف ستار اقتصاديات الكرة أو حكايا السياسة..!! لقد عرفت ابن همام عن قرب والتقيته في أماكن عدة من دول العالم بل حتى في بيته وأعرف الكثير عنه وعن عمله. إنه إنسان أمين شريف لا يمكن أن يقترف جرم الرشوة ولكيلا يكون الكلام على عواهنه فسأفشي سراً، ففي رحلة منافسته مع الشيخ سلمان الخليفة على منصب عضوية الفيفا التنفيذية عام 2009م بكولالمبور كان من السهل جدا أن يستخدم نفوذه كرئيس للاتحاد الآسيوي أو يستخدم الرشوة خاصة أن اتحادات آسيوية عديدة تحت خط الفقر الكروي المالي، بل أزيد أن بعضا من تلك الاتحادات ألمح إلى أن يدفع ابن همام اكثر ممن تم دفعه لهم للتصويت، لكنه اختار المنافسة العادلة وربح بفارق ضئيل لكنه فارق ديمقراطي يؤكد ألا مكان لقاموس التلاعب في قلب الرجل ابن همام، ولهذا كان النجاح حليفه في كل مكان! يعيبون على ابن همام قوته وصده لأي تطاول على اتحاده أو شخصيته بعنف لكنهم مؤمنون بمنهجه، وطوال سيادته الآسيوية وحتى اللحظة لم يقع ابن همام في محظور قانوني لا من قريب ولا من بعيد. لذا أسألكم هل من المنطقي أن يستخدم ابن همام الرشوة في منافسة انتخابية علنية بهذه البساطة..!! لم يجد الفيفا أي دليل على ابن همام إنما ذكرت لجنة الأخلاق ما نصه (لذلك يبدو مقنعا اعتبار تصرفات السيد ابن همام بمثابة دفع رشوة أو على الأقل محاولة ارتكاب فعل الرشوة).. تخيلوا أن الفعل يبدو يصدر من لجنة قانونية يفترض أن تطبق العدل وتخيلوا أن الفعل (يبدو) يوقف عضواً مدى الحياة!! إنها فضيحة بكل المقاييس للفيفا وفضيحة للإعلام الكروي الذي أذعن لنفوذ الفيفا، وظل يجلد ابن همام بروايات وتسريبات دون أن يكون للقانون حق في أن ينتصر أو يجد ضوءا ينفذ منه للحقيقة!! لقد انتصر ابن همام ثلاث مرات: أولاها، عندما وصل لكرسي رئاسة الاتحاد الآسيوي لكرة القدم، وثانيها، نجاحه التاريخي في القارة، وثالثها، هزه عرش الفيفا وتعريته لحقيقة بلاتر ومن معه!! يتحدى ابن همام خصمه بإيجاد دليل ضده فلا دليل لدى الفيفا سوى الفعل (يبدو)، وليس من المستبعد أن يتم شراء ذمم وضمائر ميتة للشهادة ضد ابن همام مستقبلا بعد أن ضاق الخناق على رقبة بلاتر بسبب القرار المضحك، والأيام حبلى بصواعق ستكون من النوع الثقيل على العالم!! سيبقى تاريخ ابن همام ناصعاً وسيظل للأبد، فرجل مثل ابن همام بدأ عصاميا وانتهى عصاميا لا يمكن أن يخون أو يكذب أو يضلل ومن عنده غير ذلك فليأت بأي دليل لكن دون الفعل (يبدو). قبل الطبع: كثيراً ما نرى الأشياء على غير حقيقتها لأننا لا نغوص في التفاصيل.