زيورخ - أ ف ب - ازدادت دقات الصراع الانتخابي لرئاسة الاتحاد الدولي لكرة القدم تسارعاً، فبعد أيام من نيران التحقيق مع المرشح الثاني رئيس الاتحاد الآسيوي محمد بن همام التي طاولته من لجنة الأخلاق في «الفيفا» والتي يترأسها حالياً التاميبي بيتروس داماسيب، لحق المرشح الأول الرئيس الحالي جوزيف سيب بلاتر بمنافسه، إذ قررت اللجنة ذاتها أمس الجمعة استدعاءه للمثول أمامها. ولم تكد كلمات بلاتر التي أدلى بها في تصريحات صحافية أول من أمس الخميس أن تجف، قبل أن يصدر القرار الذي يعد ضربة قاسية في خاصرته، لأن خضوعه لمظلة التحقيق ذاتها مع بن همام يضع الاثنين في سلة واحدة أمام المصوتين، على عكس الوضع السابق الذي كان يمنحه الأفضلية لظهور ابن همام وحيداً في دائرة الاتهامات بسبب جلوسه على طاولة التحقيق. وكان بلاتر رفض في تصريحات صحافية أول من أمس اتهامه بأنه العقل المدبر للأزمة، قائلاً: «أشعر بالحزن لرؤية منافسي الرئيسي، وهو يمثل لجلسة اجتماع، ليس هناك شخص عاقل يتمنى أن يشاهد ذلك. هناك أزمة ولا يمكن التنبؤ بنتيجة ما يحدث». وجاء في بيان للاتحاد الدولي أصدره أمس (تلقت «الحياة» نسخة من)، «طلب عضو اللجنة التنفيذية في الاتحاد الدولي محمد بن همام من لجنة الأخلاق التابعة للفيفا أن تفتح تحقيقاً بحق رئيس الفيفا جوزيف بلاتر على أساس أن التقرير المقدم من عضو اللجنة التنفيذية في الفيفا تشاك بلايزر في وقت سابق من هذا الأسبوع، يؤكد أن جاك وارنر نائب رئيس فيفا ورئيس اتحاد الكونكاكاف أعلم جوزيف بلاتر بدفع بعض الأموال نقداً إلى بعض أعضاء الكونكاكاف في الاجتماع الذي نظمه ابن همام ووارنر في 10 و11 آيار (مايو) الحالي، وبأن رئيس الفيفا لم يعارض هذا الأمر». وأضاف البيان: «وبالتالي، قررت لجنة الأخلاق بالفيفا أن تفتح تحقيقاً بحق رئيس الفيفا، عملاً بالبند السادس عشر من قانون لجنة الأخلاق». وتابع: «سيكون جوزيف بلاتر مدعواً لتقديم الدفاع في ال 28 من آيار (مايو)، على أن يمثل في ال29 أمام لجنة الأخلاق في زيوريخ». ويأتي قرار اللجنة على إثر الطلب الذي تقدم به محمد بن همام الخميس الماضي، والذي أصدر بياناً رسمياً عبر مكتبه الإعلامي جاء فيه: «الاتهامات تضمّنت اسم الرئيس الحالي جوزيف بلاتر، فإن محمد بن همام يطالب أن تشمله التحقيقات». وأضاف: «الاتهامات تتضمن أقوالاً بأن بلاتر كان على علم بعمليات الدفع المزعومة لبعض المسؤولين في الاتحاد الكاريبي، ولم يعارض هذا الأمر». وكانت لجنة الأخلاق فتحت تحقيقاً مع ابن همام وجاك وارنر رئيس الكونكاكاف إثر التصريحات التي أدلى بها تشاك بلازر عضو اللجنة التنفيذية للفيفا والأمين العام للكونكاكاف إلى الأمين العام للاتحاد الدولي جيروم فالكه بخصوص «احتمال خروقات» لقانون الأخلاق ارتكبت من بعض مسؤولي الهيئة الكروية الدولية. وكان بلاتر ندد بالخصوص باجتماع للاتحاد الكارايبي نظّم بمشاركة وورنر وابن همام في ال10 و11 من آيار (مايو) الماضي، وسيقدم بلاتر حجج الدفاع اليوم السبت، على أن يتم الاستماع إليه في جلسة غد الأحد، وهو اليوم ذاته الذي سيتم فيه الاستماع الى ابن همام وورنر. وكان ابن همام نفى نفياً قاطعاً أي تصرف خاطىء منه إثر قرار لجنة الأخلاق، واعتبر أن «الأمر ليس سوى نوع من التكتيك يستعمله الأشخاص الذي لا يثقون بقدراتهم على الخروج ظافرين من معركة انتخابات الفيفا». وأوضح «أريد أن أنفي نفياً قاطعاً أي تصرف خاطىء من قبلي، أكان عن قصد أو من دون قصد خلال تواجدي في البحر الكاريبي». وتابع: «سأتحدث إلى السيد وارنر في هذا الموضوع، وسأقدم له كل الدعم، وأنا واثق من أن لجنة الأخلاق التي أقدرها كثيراً ستبرئنا من هذه التهمة». وكشف: «أنا واثق من عدم وجود أية اتهامات للرد عليها، وواثق من قدرتي على خوض انتخابات رئاسة الفيفا المقررة في الأول من حزيران (يونيو) المقبل كما هو متوقع». من جانبه، نفى رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم جوزيف بلاتر تورطه في الاتهامات بالفساد التي تستهدف منافسه القطري محمد بن همام، مؤكداً أنه «أصيب بصدمة وذُهِل» جراء هذه الفضيحة التي تصيب عالم كرة القدم. ووصف بلاتر الافتراضات التي تشير إلى أن الاتهامات الموجهة لابن همام سببها سياسي مع اقتراب موعد الانتخابات في الأول من حزيران (يونيو) ب«المضحكة»، وأضاف: «لا يسرني على الإطلاق أن أرى أناساً كانوا إلى جانبي على مدى عقدين يشكون الآن من هذه الإهانة العلنية دون التأكد من أي مخالفة. لنفترض الآن أن الاختبار الذي يصيب خصمي، يحمل إلي بعض الرضا أو أنني كنت وراء تنظيم هذه القضية برمتها، فهذا مثير للسخرية ويستوجب العقاب». وانتهز بلاتر هذه الفرصة لتأكيد القيام بإصلاحات واسعة النطاق داخل «الفيفا» في حال انتخابه لولاية جديدة من أجل أن تدير هذه الهيئة الدولية الرياضية «شؤونها بطريقة شفافة ونظيفة واحترافية». ويبدو أن صورة «الفيفا» ستتأثر كثيراً بهذه الاتهامات، خصوصاً أن نغمة الحديث عن الفساد داخل المنظمة الكروية تصاعدت أخيراً بشكل لافت، وبات الحديث الرئيسي عند التطرق لها، وهو ما أثار غضب بلاتر أثناء تواجده في زيارة لجنوب أفريقيا الشهر الجاري، حينما وجه له أحد الحاضرين سؤالاً عن «الفساد في الفيفا» وهو ما دعاه إلى ضرب الطاولة بيده والقول: «لا أحب أن يرتبط الفساد بالفيفا». يذكر أن رئيس لجنة الأخلاق كلاويو سولسر ابتعد عن رئاسة اللجنة «موقتاً» بسبب توافق جنسيته السويسرية مع جنسية أحد المرشحين (بلاتر)، ما أدى إلى تولي خلفه التاميبي للمنصب لحين انتهاء التحقيقات الجارية حالياً. الأربعاء 25 مايو لجنة الأخلاق التابعة للاتحاد الدولي لكرة القدم تفتح تحقيقاً بحق 4 مسؤولين في الفيفا بينهم محمد بن همام وجاك وورنر بخصوص «احتمال خرق قانون الأخلاق وادعاءات الاحتيال» إضافة إلى ديبي مينغيل وجايسون سيلفيستر من الاتحاد الكاريبي. الأربعاء 25 مايو محمد بن همام ينفى قطعياً قيامه بأي تصرف خاطىء، ويصف ما يحدث ب«التكتيك الذي يستعمله من لا يثقون بقدراتهم على الخروج ظافرين من معركة انتخابات الفيفا». الأربعاء 25 مايو رئيس اتحاد الكونكاكاف الترينيدادي وارنر يتساءل عن سبب توقيت الاتهامات الموجهة بحقه وبحق بن همام قبل أيام قليلة من إجراء انتخابات رئاسة للاتحاد الدولي. الخميس 26 مايو محمد بن همام يطالب بمثول رئيس الاتحاد الدولي جوزيف بلاتر أمام لجنة الأخلاق. الخميس 26 مايو جوزيف بلاتر ينفى تورطه في الاتهامات بالفساد التي تستهدف منافسه، ويصف الافتراضات بأنه وراء تنظيم هذه القضية ب«المثيرة للسخرية». الجمعة 27 مايو لجنة الأخلاق تقرر فتح تحقيق مع رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم السويسري جوزيف بلاتر. الجمعة 27 مايو رئيس الاتحاد الأوروبي لكرة القدم ميشال بلاتيني يصف استدعاء جوزيف بلاتر للمثول أمام لجنة الأخلاق ب«اللحظة الهامة جداً».