فاصلة: (لكل واحد بالنسبة الى ذاته نظام جيد، شرط أن يتمتع بالجدارة لمراقبة نفسه عن كثب) -حكمة لاتينية - في بريطانيا كشف استطلاع شمل أكثر من ألفي عائلة في بريطانيا عبر -دراسة بريطانية قامت بها شركة «وان بول» البريطانية -( أن 55 في المئة من الأهالي يحاولون رصد تحركات وتصرفات أولادهم على صفحات الفيسبوك، وأوضح الاستطلاع أن 11 في المائة من الأهالي أسسوا صفحات خاصة بهم على «فيسبوك» لهدف وحيد وهو متابعة أولادهم، بينما قال 13 في المائة من الأسر المستطلعة إنهم دخلو إلى الموقع بحسابات تعود لأصدقاء، وذلك بعد أن رفض الأولاد قبول دعوات الصداقة المقدمة من ذويهم على الموقع، ربما خشية من اكتشاف شيء ما يخفونه أو لمجرد اعتبار ذلك انتهاكاً لخصوصيتهم). اذا كان هذا يحدث في بريطانيا في بلد يعرف فيه الطفل حقوقه جيدا ويستطيع باتصال هاتفي أن يشكو والديه إذا عاملاه بعنف ويستطيع من تجاوز الستة عشر عاما أن يستقل عن الارتباط بأسرته فماهو الحال في مجتمعنا؟ لدينا دراسة ماجستير حديثة للطالب جارح بن فارس العتيبي من قسم الإعلام بكلية الآداب بجامعة الملك سعود، شملت الدراسة طلاب وطالبات السنة التحضيرية في ثلاث جامعات سعودية، وأظهرت ان انتشاراستخدام الفيس بوك بين طلاب وطالبات الجامعات السعودية بنسبة 77%، لكن الدراسة لم تتحدث عن الرقابة الاسرية. وحسب بحثي فلا يوجد للأسف معلومات لدينا عن سلوكيات الوالدين تجاه اهتمام أبنائهم بموقع الفيس بوك. كيف يتعامل الوالدان مع هذه التقنية وكيف يتم موافقتها للقيم التربوية والاجتماعية ؟ بمعنى الأم التي تؤكد لأولادها خطورة وعدم مشروعية العلاقة بين الجنسين كيف ستتعامل مع موقع الفيس بوك، وكيف ستظل هذه القيم ثابتة في وجدانهم؟ الشباب بالطبع في مجتمعنا يمارسون العلاقات غير المشروعة وأحيانا بموافقة الوالدين الضمنية لكن الشابات هن اللواتي يقعن تحت طائلة المساءلة الأسرية، مع أن هذا السلوك في ديننا لا يفرق بين الذكر والأنثى! ولذلك تعاني الشابات من تضييق الأسرة والرقابة التي لن تفيد شيئا أمام عالم تقني واسع.ما يفيد هو بناء علاقة ثقة قوية مع الشباب وربط السلوكيات بالناحية الدينية التي تقرب مفهوم الخطأ في وجدان المراهقين والشباب لعلاقات تدور في الخفاء. علاقة بناء الثقة مع الأبناء ليست أمرا سهلا لكنه يستحق أن يتعب الآباء من أجل تحقيقه لبناء الضمير الداخلي ولضمان الاستقرار النفسي لأولادهم وثبات قيمهم التي تساهم في بناء الشخصية السويّة.