العبارة الشهيرة تقول.. دع القيادة لنا واستمتع بالرحلة.. إدارة الهلال تسابق الزمن لحسم صفقات الفريق من المحترفين الأجانب وقبلهم المدرب.. مشكلة الإدارة أنها تقع تحت ضغوط جماهيرية متعجلة تريد حسم التعاقدات بسرعة.. فكثير من جماهير الهلال لا شغل لها إلا تتبع أخبار التعاقدات في الصباح والمساء.. وتسقُّط الأخبار ومتى وأين وليه وكيف ولماذا؟؟.. والمدرب الفلاني واللاعب العلاني.. وجيبوا فلان وحطوا علان.. ويشغلون أنفسهم فيما لا لزوم له.. فالإدارة هي المسئولة عن الفريق وهي من وكل لها إدارة دفة شئون النادي.. وهي تُحاسب على نتائج عملها.. وليس على أسلوب أو كيف تعمل.. فطريقة عقد وإبرام الصفقات وكيف ولماذا..؟ هي آلية وأسرار مفاوضات الإدارة فقط معنية بها.. الإدارة تحاول التماهي مع الضغوط الجماهيرية وامتصاصها.. وتحاول أن تتماسك ولا ترضخ لها فتتخذ قراراً متسرعاً قد تندم عليه.. ولا تريد الاستعجال وهو دليل على أنها حريصة على التعاقد مع مدرب متميز ويكون إضافة للفريق ولو تأخر إبرام العقد معه.. وحتى لو تم تأخير انطلاقة معسكر الفريق لأجله.. الإدارة قادرة أن تبرم عقداً مع مدرب خلال أربع وعشرين ساعة لترضي القطاع الجماهيري.. لكن هل سيكون مدرباً مناسباً للفريق؟.. النادي سيبرم عقداً مع المدرب لمدة لا تقل عن عامين.. فلا بد من التأني والاقتناع التام بقدرات المدرب قبل التوقيع معه.. لذا نصيحة لا تربكون الإدارة ودعوها تعمل فهي حريصة مثلكم على الفريق.. وهذا الطرح ينطبق على صفقات المحترفين الأجانب.. فالجماهير في مطاردة للمنتديات والمواقع الإلكترونية في سعي حثيث لمعرفة الصفقات وتحديد أسماء اللاعبين المرشحين.. والإدارة لا يمكن أن تفصح عن اسم لاعب أو مدرب قبل التوقيع الرسمي معه احترازاً من المزايدات وربما التخريب.. ومع هذا تجد من يريد معرفة اسم اللاعب أو المدرب.. وكأنه يجهل أن تداول الأسماء كشف للأوراق أمام المنافسين.. ولا أدري ما الذي يمنع من أن يصبر أياماً وسيعرف كل شيء بشكل رسمي.. استمتعوا بحياتكم وتفرغوا لشئونكم وأعمالكم وإجازاتكم بعد موسم مرهق.. وانتظروا.. وهذا لا يعني عدم تقديم الاقتراحات والآراء الجيدة للإدارة.. ولكن بعيداً عن لغة الأوامر والتوبيخ والتقريع والتهكم.. اقرؤوا ما بين السطور إذا لم تفهم.. أو لا تريد أن تفهم.. فهذه مشكلتك وليس مشكلة الآخرين.. إدارة الهلال معنية بمصلحة الفريق وليس معنية بإرضاء وسائل الإعلام.. ولا أعتقد أنها من السذاجة بحيث تكشف الستار عن صفقات أو مفاوضات لم تحسم بعد.. لذا استخدمت الذكاء الإعلامي في بيانها الذي أصدرته.. وأجادت في التلاعب بالألفاظ والعبارات واستخدمت أسلوب التورية بشكل ذكي.. وعندما لا يفهم المتلقي أو لا يستوعب.. ويعتبره كذباً أو تناقضاً.. فهذا قصور في الفهم لديه.. وقراءة ساذجة للتصريح.. لذا انتقاد بعض الصحف ووسائل الإعلام الورقي والإلكتروني لتصريح المركز الإعلامي عن صفقة يوسف العربي قبيل التوقيع معه بساعات.. هو انتقاد متجاوز وغير منطقي.. والتصريح لا غبار عليه وليس فيه كذب أو تناقض كما زعموا.. فالبيان أو التصريح الذي صدر يقول: (نفت إدارة نادي الهلال ما يتم تداوله في بعض وسائل الإعلام حول التوقيع مع محترف أجنبي جديد لتمثيل فريق الهلال... إلخ).. فهنا ينفي التوقيع.. ولكن لا ينفي وجود مفاوضات أو حتى اتفاق.. بل هذه الصيغة تؤكد أن النادي قطع شوطاً كبيراً مع اللاعب.. وإذا فهم البعض أنه ينفي أي تواصل مع اللاعب أو ينفي مفاوضته نفياً كاملاً.. فهذه مشكلة في الفهم لديه.. رباعي.. (ينشد) به الظهر أنهى الهلال رسمياً صفقتين.. المهاجم يوسف العربي والمحور عادل هرماش.. وبقي لاعبان أجنبيان.. والمؤكد سيكون إحضار لاعب آسيوي.. ويبقى ويلي وضعه معلقاً بين البقاء والرحيل.. وأتمنى رحيله إذا وصل له عرض مغرٍ ومناسب.. وليس من الواضح إستراتيجية الفريق في (الخانتين المتبقيتين).. وهناك من يطالب بأن يكون أحدهما صانع ألعاب.. ولي رأيي المختلف في هذه المسألة.. فالهلال لديه في منطقة المناورة أو صناعة الألعاب أفضل اللاعبين المحليين.. رباعي موهوب وصاعد.. ومؤهل أن يتطور مستواه مع زيادة التجارب والخبرة.. بل هذا الرباعي تعتمد عليه منتخباتنا في صناعة الألعاب.. العابد والدوسري والفريدي والفرج إضافة للشلهوب.. العابد صانع ألعاب في المنتخب الأول والأولمبي والفريدي كذلك في المنتخب الأول وحتى الدوسري يستطيع بموهبته العودة للمنتخب.. والفرج إذا لعب في منطقة صناعة الألعاب يبدع جداً وشاهدت له أكثر من مباراة مع المنتخب الأولمبي.. كان مبدعاً ومايسترو في هذه المنطقة.. ولكن في الهلال موهبته ستضمر وتندثر إذا أصروا على مشاركته كظهير أو محور دفاعي.. هذا الخماسي قادر على تحمل عبء صناعة الألعاب في الفريق.. ويكفي الإدارة مؤونة تكبد تكاليف إحضار صانع ألعاب.. ويمنحها فرصة تدعيم خط الهجوم بالمحترفين لأنها منطقة الضعف والندرة في الفريق. منطقة المناورة دعوها لهؤلاء الشبان.. فباستمرار منحهم فرصة المشاركة نضمن مستقبل الهلال لأنهم يتطورون مع زيادة خبراتهم وتجربتهم.. وتوجيههم في تلافي بعض السلبيات ليصبحوا من كبار اللاعبين في سماء الكرة السعودية.. والفائدة أيضاً للمنتخب الوطني.. فمن الخسارة حجب الفرصة عن أحدهم لمصلحة لاعب أجنبي.. يمكن تحويل تكلفته إلى دعم خط الهجوم.. ضربات حرة عندما يستخدم الإداري أو الرئيس (التويتر) والتقنية الحديثة للتواصل مع الجماهير.. يسخرون به ويتهكمون.. ولو انتشر استخدام هذه التقنية ولم يستخدمها لتهكموا به وقالوا.. وينه ووين التويتر.. هذا رئيس من عصر (أبو هندل). ليست العبرة أو الإشكالية في استخدام هذه التقنية.. ولكن التقييم يجب أن يتجه إلى ما يقدم من خلالها.. وهل الشخص قادر أن يقدم من خلالها لغة راقية وتواصلاً مفيداً وإيجابياً؟! حسب الأسماء المرشحة لدخول المعسكر الهلالي.. يوجد نسبة جيدة من اللاعبين الأولمبيين.. أي أن الفريق يتجه للتحديث وحقنه بالدماء الشابة. رغم تحفظي على رحيل بعض اللاعبين دون استفادة الفريق.. ولكن من تتضح صعوبة أن يفرض نفسه بالفريق والفرصة أمامه ضيقة.. فإطلاق سراحهم أفضل لهم وللفريق. عيسى المحياني مهاجم جيد.. ولكن إذا لديه رغبة في الانتقال للبحث عن فرصة اللعب أساسياً.. فهذا من حقه.. وبعض الجماهير تنظر بعين العاطفة.. ولا تنظر بعين العقل والمنطق وتكون نظرتها أكثر شمولية. ياسر القحطاني رفض حتى فكرة مناقشة العروض الخارجية وأصر على البقاء في الهلال.. وأعتقد أنه بهذا يرفع راية التحدي.. والقدرة على استعادة مستواه.. خصوصاً أن الموسم القادم هو موسم الفرصة الأخيرة. حسن العتيبي (صبر وظفر) وأكل الجو هذا الموسم.. فعقب تتويجه بلاعب الموسم السعودي.. توج مع المنتخب بجائزة أحسن حارس في بطولة الأردن الدولية.. لا أحد يفهم ما هي إستراتيجية أو منهجية الهلال في التعاقدات المحلية.. مثلاً مهاجم النجمة زامل السليم عندما كان مرتبطاً بناديه فاوضوا ناديه وعرضوا مبلغاً معيناً وفشلوا بعد مبالغة ناديه بالسعر.. وعندما أصبح اللاعب حراً بعد هبوط النجمة تجاهلوا استقطابه ليتجه للاتفاق.. وهذا اللاعب لا أعرف مستواه ولكن أتيت به كمثال حي. يبدو أن الهلاليين ترتفع قيمة اللاعب لديهم كلما تمسك به ناديه وكلما ارتفع سعره.. وعندما يكون سهلاً استقطابه وينزل سعره فهم يزهدون به!!.. هذا مثل من يحضر (عسلاً أصلياً) ويبيعه بسعر 60 ريالاً للكجم.. فإن الناس يشككون ويزهدون فيه وقد لا يجد من يشتريه.. ولو أحضر عسلاً مغشوشاً أو رديئاً وجعل سعره خمسمائة ريال.. لارتفعت قيمته بأعين الناس وذهبوا يتسلفون لشرائه. المدرب بيكرمان باعتذاره عن تدريب النصر أبعد الحرج عن إدارة النادي.. خصوصاً أن دلائل كثيرة تشير إلى أن المدرب يحمل جنسية مزدوجة (أرجنتينية وإسرائيلية)..