حجز صانع الألعاب الكاميروني الشهير في فريق الهلال أيكيل إيمانا تذكرة الرحيل عن الملاعب السعودية باكراً، بعدما تأكد للجميع تمرد اللاعب على مدربه الألماني توماس دول لتصل إدارة الهلال إلى قناعة تامة بعدم جدوى بقاء اللاعب وضرورة تسريحه عن الفريق وتسويقه إلى أحد أندية الخليج، ليرحل اللاعب بذكريات سيئة مع ناديه وجماهيره الكبيرة والغفيرة التي طالبت بعودة السويدي الأشقر كريستيان ويلهامسون بديلاً عنه في الأسابيع المقبلة. وتتجه الأنظار في الهلال صوب المهاجم الكوري لي بيونغ سو الذي لم يقدم حتى الآن الإضافة الفنية التي ترضي طموحات الهلاليين، وربما يلحق به المهاجم المغربي يوسف العربي الذي هو الآخر ظهر لاعباً عادياً في الكثير من مواجهات الحسم، وسط مطالبات دول بتغيير الثلاثي وإبقاء هرماش وحيداً ودعم صفوف الفريق بمحترفين من طراز رفيع في الأيام المقبلة. وفي الجار المنافس فريق النصر لم يكن الوضع بأفضل حالاً في ظل سرعة رحيل المحور الأرجنتيني المقلب مارسير الذي كلف خزانة النادي مبالغ باهظة وكان ثغرة واضحة ونقطة ضعف في متوسط الميدان، ليحمل اللاعب حقائبه قبل بداية فترة التسجيل صوب فريق الوصل الإماراتي الذي يدربه ابن جلدته العالمي دييغو أرماندو مارادونا، ولم تتضح الصورة تماماً حيال بقاء المدافع الجزائري العملاق عنتر يحيى من عدمه في ظل تباين الأداء وعدم تقديم الفائدة الحقيقية التي يرجوها النصراويون، والحال ينطبق على المحترف الكولومبي الشهير خوان بابلو بينو الذي لقي خبر التعاقد معه أصداءً واسعة، ولكنه لم ينجح في إنقاذ العالمي من سقوطه المريع في أكثر النزالات الكروية. وفي الشباب، يدور الهمس حول رحيل الغيني الشهير إبراهيما ياتارا، وفي الاتحاد فشل المحترف الكويتي فهد العنزي في رحلته الاحترافية الأولى وغادر إلى بلاده في الأيام الماضية، ولم يقدم صانع الألعاب البرازيلي ويندل ما كان يقدمه من مستويات مميزة في الدوري الفرنسي ما جعل المطالبات تتزايد بضرورة تسريحه عن صفوف الفريق، وحزم المهاجم الجزائري زيايا حقائبه إلى فريق بني ياس الإماراتي، وفي التعاون غادر المهاجم الهداف ميملي الذي تألق كثيراً مع الفيصلي. وعلى النقيض تماماً نجحت بعض الصفقات القليلة المغمورة في فترة الانتقالات الأولى والتي لم تكلف خزانة أنديتها مبالغ كبيرة ولكنها كانت معدودة على أصابع اليد ولا تقارن مع سلسلة الفشل الذريع الذي صاحب أكثر الأندية، إذ نجحت صفقة المهاجم الجزائري في القادسية الحاج بوقاش وكانت من أبرز الصفقات في الموسم الرياضي، ووفقت إدارة نجران في التعاقد مع صانع الألعاب السوري جهاد الحسين، ودعمت إدارة الأهلي فريقها بالثنائي البرازيلي كماتشو والكولومبي بالومينو اللذين انضما إلى البرازيلي فيكتور سيموس والعماني عماد الحوسني وهو الرباعي الأفضل من دون منازع في الدوري السعودي. من جانبه، أبدى المحلل والناقد الفني في قناة «ابوظبي» الرياضية خالد الشنيف استياءه من طريقة اختيار الأندية للاعب الأجنبي، مبيناً أن الطريقة العشوائية هي سبب تدهور اللاعبين الأجانب في الدوري السعودي وقال: «التعاقد بشكل عام ما زال يمارس بشكل عشوائي مع اللاعبين الأجانب من خلال نقاط عدة، فأولاً المركز الذي يحتاجه الفريق وثانياً نوعية اللاعب وثالثاً صفات اللاعب المطلوبة، خصوصاً أن الأندية لديها فترة طويلة في التعاقد وهي الفترة الصيفية لكنها لا تفكر فيها إلا في وقت متأخر، فمن المفترض أن تكون الأسماء جاهزة قبل نهاية كل الموسم». وأضاف: «المشكلات التي تواجه الأندية في فترة التسجيل الحالية (الشتوية) هي قصر الفترة، فمن الصعب إيجاد اللاعب الجيد، وايضاً مغالاة الأسعار عن فترة الصيف بشكل عالٍ جداً، ومع ذلك يستمر القدوم والخروج في أنديتنا إلى أن يشاء الله، وأحياناً نجد تعاقدات مع أسماء قوية لكن الفريق لا يحتاجها ولا تتناسب قدرات اللاعب مع حاجات الفريق، والاختيار الخطأ يسبب استنزافاً للمال وأيضاً استنزافاً فنياً كبيراً، وربما مجهود موسم كامل يضيع بسب سوء اختيار اللاعب الأجنبي، وفقط النادي الأهلي هو من أعلن عدم نيته في التغيير أما بقية الأندية فأعتقد أنها سترحل وتجلب، وسيستمر هذا المسلسل في كل موسم». وعن أسباب التغيير المستمر قال الشنيف: «بعض المدربين هداهم الله عندما يأتون إلينا يقومون بعملية السمسرة على بعض اللاعبين، وشاهدنا منها الكثير، وأيضاً من المشكلات عندما تجلب الأندية اللاعبين الأجانب ولم تجلب مدرباً، ونحن عندما نبحث عن استقرار للاعب الأجنبي في أنديتنا ونجد المدربين يتخبطون موسماً وموسمين، والمثال الذي يحتذى به في أنديتنا هو نادي الفتح من خلال النتائج التي يقدمها واستقرار مدربه على رغم المادة الضعيفة مقارنة بالأندية ذات الامكانات المالية الكبيرة». وحول أبرز اللاعبين الراحلين، قال لاعب ناديي الشباب والاهلي والمنتخب السعودي سابقاً: «أبرز الراحلين من وجهة نظري هو اللاعب الكوري في الهلال لي يونغ سو، فهو لم يقدم أي إضافة للفريق وكذلك الكاميروني ايمانا، وفي الاتحاد يبدو لي ان أول الراحلين هو الكويتي فهد العنزي فهو أيضاً لم يقدم شيئاً للاتحاد، والبرازيلي ويندل الذي تجده في مباريات يقدم مستويات جيدة وفي أخرى لا تجده نهائياً، أما في الشباب فياتارا ما بين صعود وهبوط وعندما تشاهد 13 جولة للشباب تجد اللاعب قدم مستويات جيدة في ثلاث مباريات فقط، أما الأهلي فهو النادي الوحيد الذي لا يحتاج للتغيير فأجانبه يقدمون مستويات جداً رائعة ويخدمون الفريق وفق المطلوب، فيما النصر ربما يبقي فقط على بينو الذي أتوقع أن يقدم مستويات رائعة في الفترة المقبلة، والبقية لم يقدموا شيئاً للنصر، والاتفاق يملك ثلاثياً أجنبياً جيداً وهو الآخر لا يحتاج للتغيير، والأندية التي خرجت من المنافسة على بطولة الدوري أتمنى أن تعمل من الآن على آلية البحث عن رباعي أجنبي مميز للاستفادة منه في الموسم المقبل كما هو حاصل في أوروبا، وهذه الطريقة الناجحة تمت في الأهلي الموسم الماضي وفي الشباب والهلال على فترات متباعدة».