تفحيط، مقارنة بين النساء السعوديات وبقية الجنسيات، نكت «محششين»، هدف ماجد عبدالله، مشي السيارة على إطارين، فوازير رمضان في الثمانينيات، كل هذه المواد وأكثر ستكون محور الحديث في برنامج «سلة الإيميل» الذي تقدمه القناة الثقافية ضمن برامجها الخاصة بشهر رمضان. تقوم فكرة البرنامج على استعراض بعض المواد التي يتم تناقلها من خلال المجموعات البريدية أو ما يُسمى «القروبات»؛ لمحاولة تفكيكها والتعرف على الأفكار والمضامين والدلالات التي تحملها، أو بعبارة أخرى: الأنساق كما تسمى في منهج النقد الثقافي، الذي هو المظلة الكبرى التي يتعامل من خلالها ضيوف البرنامج مع هذه المواد. حيث يهدف البرنامج إلى تسليط الضوء على الثقافة الجماهيرية أو الشعبية أو الهامشية كما تسمى نقدياً، مقابل ثقافة المؤسسة أو الثقافة المركزية؛ لمحاولة كشف ما تضمره لقطات الفيديو والصور والنصوص التي يتم تبادلها عبر البريد الإلكتروني، من أفكار ودلالات تتراوح ما بين السلبي والإيجابي. ويكون السؤال الرئيسي هو: ما الصورة الأخرى التي لا نراها؟ أو ما الأفكار الكامنة بين السطور؟ حيث يكون هذا السؤال مفتاح القراءة الواعية والاستقبال الذكي لهذه المواد البريدية. ويتم ذلك باستضافة متخصصين في مجال النقد الثقافي والإعلام الجديد بين أكاديميين وممارسين. وضيوف البرنامج ستة على مدار حلقات البرنامج، هم: محمد العباس الناقد والكاتب الصحفي والدكتور عبدالرحمن المحسني أستاذ الأدب والنقد والدكتورة لمياء باعشن أستاذة النقد والأدب الإنجليزي والدكتور معجب العدواني أستاذ الأدب والنظرية والدكتور حزاب الريس أستاذ الإعلام الجديد والدكتور عبد الرحمن الحبيب الباحث والكاتب الصحفي. وقال العدواني إن فكرة البرنامج غير مسبوقة حسب علمه. حيث تعتبر مثل هذه الرسائل في البريد من الثقافة المهمشة. وأشاد عبدالرحمن المحسني بالفكرة؛ حيث إنه كان له تجربة سابقة من خلال تفكيك رسائل SMS في كتاب منشور. كما لم يخفِ العباس حماسه للبرنامج، وهو الذي تناول كثيراً من خلال مقالاته صوراً كثيرة من المسكوت عنه. ويقدّم البرنامج خلطة مثيرة وممتعة بين الطرافة والثقافة متنقلاً بين تفاصيل لقطات الفيديو حول التفحيط والتطعيس والرياضة والصور الكوميدية والنصوص الفصحى والعامية التي تم التقاطها من المجموعات البريدية والحديث عن شبكات التواصل الاجتماعي فيس بوك وتويتر، وأسماء مثل إدوارد سعيد وميشيل فوكو ورولان بارت. وفي كل حلقة يتم استعراض لقطتَيْ فيديو وصورتَيْن، ونص واحد. البرنامج من فكرة وإعداد مدير جمعية الثقافة والفنون بالرياض المخرج المسرحي والكاتب ب (الجزيرة) رجاء العتيبي، ومن تقديم الصحفي ب (الجزيرة) الزميل فهد الغريري الذي يدشن أول تجربة له بوصفه مقدماً تلفزيونياً. وقد صرّح العتيبي إلى (الجزيرة) قائلاً: «يأتي البرنامج ليسلط الضوء على الثقافة الهامشية أو ما يُعرف بثقافة الظل, التي باتت اليوم أحد أهم الفاعلين في الإعلام الجديد عبر مواقع التواصل الاجتماعي والمجموعات البريدية». مشيراً إلى ضرورة التلقي الواعي لما تبثه المجموعات البريدية والوقوف عند الرسالة طويلاً قبل إعادة إرسالها. وأبان أن البرنامج كان محظوظاً بمشاركة نخبة من المتخصصين في هذا المجال، الذين قدموا مقاربات نقدية عميقة لمنتج الجماهير ومقارنتها بمنتج المؤسسات المركزية. أما الغريري فقد أكد أن حرصه على خوض التجربة التلفزيونية، وهو الذي قضى سنوات في الصحافة المكتوبة، جاء نتيجة لحداثة الفكرة وتميزها. وأضاف مخاطباً القارئ والمشاهد: عندما تشاهد هذا البرنامج ستتغير نظرتك لما تستقبله في بريدك الإلكتروني. ستتوقف كثيراً عند كل لقطة فيديو وصورة، وهذا التوقف سيفتح لك آفاقاً جديدة، ويعطيك متعة أكبر. ستعرف مثلاً أن النكت تحمل في داخلها أشياء أخرى غير الضحك، وعندها ستسأل نفسك: هل أعيد إرسالها لأصدقائي أم أجعلها تقف عندي؟ أو ربما أرسلها بعد أن أضيف تعليقي؟