يحسب لقناة «BBC» أنها من أوائل القنوات الناطقة باللغة العربية التي استخدمت أجهزة الإنترنت ووسائل التواصل الاجتماعي «الفيس بوك وتويتر واليوتيوب.. وغيرها» لمتابعة الأخبار والوصول للمتحدثين عبر برامجها خصوصاً برامج الاستفتاء وقياس الرأي. حيث بدأت اليوم العديد من القنوات العربية الأخرى الاعتراف بوسائل التواصل الاجتماعي كشريك في صنع الأحداث ومحرك لها. مما جعل أصحاب القرار في هذه المؤسسات الإعلامية يعقدون تحالفاً «ضمنياً» مع هذه الوسائل كي لا تسحب البساط من تحت أقدامهم !! بكل تأكيد أن «الشباب» أصبح يمارس دوراً رقابياً و»صانعاً للحدث»، فالكثير من الأخبار تنتشر عبر هذه الوسائل بشكل أسرع من الوسائل التقليدية بل وباتت «مصدراً» يعتد به لتوثيق المعلومة !! مؤخراً وفي الأحداث الدائرة في العديد من البلدان ظهر «شاهد العيان» كلاعب رئيس في متابعة التطورات وتزويد القنوات بهذه المعلومة أو تلك من خلال توثيق ما ينقله بالصوت والصورة بل إن القنوات المتابعة بشكل مباشر تعتمد بنسبة كبيرة على نقل الصورة من قلب الحدث عبر هذه الوسائل !! كل هذا أوجد المئات بل الآلاف من «رؤساء التحرير الجدد» الذين باتوا يتابعون الأحداث بشكل يومي من حولهم ونجحوا في شد انتباه القراء والمتابعين لهم في صفحاتهم أو مدوناتهم!! فشباب العصر الحديث سخروا هذه التقنية لممارسة «حقهم» في نقل وإبراز ومتابعة الأخبار التي يرون «أهميتها» فهم يحجبون ما لا يريدون ويبرزون ما يريدون !! بالأمس القريب تابعت لقاء بواسطة «سكايب» عبر قناة العربية مما وفر لهم ضيفاً مجانياً دون تكلفه مالية ومتابعة سريعة للخبر !! كل ما سبق يدعوني لتقديم اقتراح لتلفزيوننا «الوطني» العزيز بالاستفادة من قدرة الشباب السعودي الذي يجيد التعامل مع هذه التقنية، وفتح المجال أمامه للمشاركة في البرامج المباشر وخصوصاً الصباحية لنقل فعاليات الصيف من المدن والقرى وعكس مدى ثقتنا في شبابنا الواعي من خلال فتح قنوات جديدة للتواصل معهم. والمشاركة في كل ما يخدم وحدتنا ولحمتنا الوطنية وتطور بلادنا ثقافياً واجتماعياً والاستفادة منهم رقابياً للخدمات المقدمة وعرض التجارب. فسنجد أنفسنا نملك ضيوفاً متفاعلين ومراسلين لمعظم البرامج في مختلف المناطق التي قد لا نملك فيها استوديوهات أو يصعب إيجاد طريقة للنقل المباشر منها دون أن نخسر ريالاً واحداً!!إنها تقنية جديدة يجب أن نتعامل معها باحتراف ونستوعب مهارة شباب بدأ في إخراج وتقديم مسلسلات ساخرة وبرامج عبر اليوتيوب !! يبدوا أنها فرصة ذهبية لخلق جيل إعلامي جديد سنجني منه خيراً كثيراً لبلادنا فقط لنفتح لهم نافذة للتواصل والدعم المحدود.. المحدود يا سادة فقط !! خصوصاً وأن هذه التقنية باتت معتمدة من كبريات المؤسسات الإعلامية حولنا!! وعلى دروب الخير نلتقي.