لا شك أن إقدام أمانات المدن والبلديات على جعل المقاهي الخاصة بالتدخين (المعسل والشيشة) خارج المدينة فيها جوانب إيجابية ومن أهمها حماية غير المدخنين من أضرارها وما تحدثه في البيئة من روائح لا يستسيغها الكثير من الناس إضافة إلى إبعادها عن متناول الشباب والأطفال ولكن الجانب السلبي من وجهة نظري هو الأخطر والدليل على ذلك الحوادث التي نشاهدها في الطرقات والشوارع الموصلة لهذه المقاهي وضحيتها معظمهم من الشباب المرتادين لهذه المقاهي الذين أصبحت بالنسبة لهم أشبه ما تكون باستراحات يقضون فيها عشرات الساعات متخذين من هذه المقاهي غرفاً خاصة تؤجر عليهم من قبل أصحاب هذه المقاهي ولا ندري عن الممارسات التي تحدث داخل هذه الغرف وإن كان الهدف منها الخصوصية والاقتصار على أصدقاء معينين للتسامر وتعاطي التدخين والشيشة بأنواعها فلهذا لابد من الجهات المسؤولة إعادة النظر في وضعية هذه المقاهي التي لم تتقيد بالتعليمات الملزمة بها وأصبحت هماً للكثير من الأسر الذين ليس لهم حل ولا قوة لوقوع أبنائهم أسرى لها ترتب عليها عدم اهتمامهم بواجباتهم المدرسية والتزاماتهم العائلية وما ينتج في هذه المقاهي من سلوكيات خاطئة تتجاوز التدخين فلهذا أطالب المسؤولين معالجة وضع المقاهي وذلك بإغلاقها نهائياً وبهذه الطريقة سوف يقل عدد المدخنين وليس باستطاعة الكثير منهم استئجار استراحة لهذا الغرض نتيجة لظروفهم المالية لأن معظم مرتادي هذه المقاهي هم من الطلاب أيضاً عدم استطاعتهم مزاولة هذه العادة ولاسيما الشيشة داخل بيوتهم كذلك تقل الحوادث ويختفي هذا المشوار البعيد الذي يقطعه الشاب للوصول إلى هذه المقاهي وسوف تحقق أيضاً جانباً مهماً وهو اختفاء المغريات التي يجدها في المقاهي وتدفع البعض منهم على ترك التدخين بأنواعه وقبل أن أختتم هذه المقالة أحب أن أوجه رسالة للمسؤولين في رعاية الشباب وأمانة مدينة الرياض وذلك بإنشاء مرافق تمارس فيها جميع الأنشطة الرياضية والمسرحية طوال الأسبوع ويتخللها جوائز تشجيعية ورحلات داخل المدينة وخارجها وأن تكون إدارتها من الشباب أنفسهم كذلك وزارة التربية والتعليم لها دور في احتضان هؤلاء الشباب ولا سيما الطلاب وذلك بتفعيل النشاط المدرسي في الفترة المسائية وإقامة دوري بين المدارس لجميع الألعاب بالإضافة إلى الهوايات الأخرى كالرسم والأشغال وألعاب البلايستيشن والكمبيوتر وخلافها. والله من وراء القصد... مكتب التربية العربي لدول الخليج