بعد العودة المباركة لخادم الحرمين الشريفين حفظه الله من رحلة الاستشفاء، والاستقبال الرائع الذي جسد اللحمة بين القيادة الشعب، وفي الوقت الذي شهدت فيه دول عديدة اضطرابات وفتن انعكس أثرها سلبيا على كثير من البلدان، وتجلت في أرض الحرمين الشريفين، الحكمة والفطنة، وتجلت المواقف الأصيلة لشعب تقوم ثقافته على قواعد الدين وأصول الشرع، والتلاحم الصادق مع قيادته الحكيمة التي تحرص على التنمية والبناء والرفاهية والوفرة والأمن والاستقرار، والمواطن يدرك ذلك جيدا، ويعيه ببصيرة نافذة مستمدة من وعيه، ومن أسلوب الشفافية والوضوح الذي تنتهجه قيادتنا الرشيدة أيدها الله وفي زمن الشدائد دائما يبرز المواقف الأصيلة، وهذا كان حال الشعب السعودي الذي رفض بقوة كل دعوات المرجفين والمنهزمين والمضلين الذين تخيلوا أن دعواتهم الجوفاء ستنطلي على وعي الشعب أو تؤثر حتى على نفر قليل منهم ولكن شعبنا الوفي المخلص الصادق في ولائه ووطنيته والثابت على البيعة كان أكبر من تخرصات المرضى والموتورين فقد جسد هذا الشعب موقفا تستمد منه الشعوب وتستلهم دروسا للتاريخ . واذا كان البعض استخدم التقنية، وهي نعمة من الله تعالى، ووظفها البعض لأجل دعوات الفتنة والخراب والضلال، فإن السعوديين كانوا على قدر من الوعي بحيث استخدموا ذات التقنية لرفض كل دعوات الفتنة، وتواصلوا من خلالها لتعميم رسالة الرفض والوقوف في وجه المضلين، وبالفعل نجحت التجربة وكان وحدة الشعب والقيادة صخرة تحطمت عليها أحلام المرجفين والمغرضين، وكذلك كان لبيان العلماء الأثر الواضح في توعية العامة وتبصيرهم بحكم الخروج على ولي الأمر. ونحمد الله الذي رزقنا هذه الحكمة وهذه البصيرة، ومن قبل ذلك وهبنا هذه الحكومة الرشيدة بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز، وسو ولي عهده الأمين وسمو النائب الثاني (حفظهم الله جميعا) التي لا تألوا جهدا في خدمة الوطن، وراحة المواطن والمقيم وكل من يقصد أرض الحرمين حاجا أو معتمرا أو زائرا، ولا نستطيع أن نعدد إنجازات القيادة في هذه العجالة ولكن يعرفها القاصي والداني، ويعرفها العالم أجمع . ان هذا الموقف الذي شهد له العالم بالحكمة والتعقل، ليس غريبا على شعب أحب قيادته وأخلص لها، وكذلك المواقف الكريمة من الملك والقيادة ليست غريبة فهي منبع الحب المتبادل بين القيادة والمواطنين، وقد تجلى ذلك في مواقف كثيرة، نسأل الله أن يحمي بلادنا من كل مكروه ويحفظ لها أمنها واستقرارها ووفرتها ورخاءها في ظل حكومتنا الرشيدة أيدها الله .