حدث ماحدث في عالمنا العربي وانقلبت الموازين رأساً على عقب وهاجت الشعوب وتمردت على حُكامها وعمت الفوضى شوارع العواصم والمدن الكبرى في عالمنا وأعلنت القنوات الفضائية والسياسات العالمية المعادية لاستقرار ورفاهية الشارع العربي والإسلامي أعلنت نجاحاً غير مسبوق في تأجيج الفتن وإثارة النعرات الطائفية وشغلت أجنداتها المشبوهة وبثت سمومها المقيتة في سائر الجسد العربي لتمعن في تفتيته وتشتيته ونجحت أيضاً في إخلال توازن الدول والعبث بأمنها واستقرارها وامتدت تلك الفوضى حتى بلغت دول الخليج التي كنا نقول أنها تنعم باستقرار أمني ومستوى معيشي مرتفع مقارنة بالآخرين مما قد يجعلها بعيدة عن تلك الأحداث ولكنها أبت أيادي العبث إلا أن تصل إليها في أخطر ظاهرة يشهدها زمننا المعاصر وبدعم ومتابعة من دول اعتقدنا لفترة طويلة أنها صديقة يهمها أمن واستقرار المنطقة ولكن قانون المصالح ضرب ضربته على غفلة منا وانقلب ضدنا في وقت قاتل. هذا ما جرى حولنا. أما نحن في المملكة العربية السعودية فقد كنا على موعد مع تظاهرة عارمة وخروج جماعي للشارع وتعبير مرتفع الصوت ولكنه من نوع آخر. نعم خرجنا ورفعنا أصواتنا بالتهليل والحمد والشكر للخالق عز وجل فرحاً واستبشاراً بعودة مليكنا سالماً معافى ولله الحمد والمنة والفضل من قبل ومن بعد. خرج صغيرنا وكبيرنا شابنا وشايبنا نسائنا وأطفالنا في تظاهرة غير مسبوقة امتدت من مطار الملك خالد إلى وسط الرياض ومن ثم امتدت لتشمل جميع مناطق المملكة مدنها وقراها وهجرها تعبيراً عن الفرح والامتنان وليس عن السخط والاحتجاج تعبيراً عن الرضا والولاء والطاعة وليس عن الغضب والتمرد والعصيان. رأينا الدموع تترقرق من المحاجر فرحاً في مشهد أذهل جميع من كان يراهن على أن موجة الفوضى ستشملنا. عاد ولي أمرنا وعادت معه ابتسامتنا وسعادتنا... عاد وجاء معه الخير والبشرى بقرارات وإصلاحات وخطوات كبيره تصب في مصلحة الوطن والمواطن وهذه والله عادته حفظه الله وأدام عزه ومتعه بالصحة والعافية فقد عرفنا منه الإخلاص والتفاني لما فيه خير البلاد والعباد ........... ولكن.... تلك الأفراح والبهجة التي شاهدها العالم على مُحيا جميع السعوديون بدون استثناء لم ترُق للبعض بل سعى الساعون للتقليل من شأنها والتشكيك في مصداقيتها مع أنها كانت صادقة وعفوية بكل ما تحمله الكلمة من معاني وهنا انطلقوا يهددون ويحشدون ويروجون للأكاذيب عن ثورة تنتظر شارعنا الهادئ وحددوا لنا موعداً للخروج والتمرد على ولي أمرنا وكثفوا الدعوات عبر الوسائل كلها وكأنهم هم من يستحق أن يقرر مصيرنا ويحدد من يحكمنا ناسين أو متناسين بأننا شعب مسلم بأكمله وفي ذمتنا بيعة لوالي يحبنا ونحبه ووطن نعشقه لحد الموت وتهمنا وحدته ورفعته ومستعدين للتضحية بأرواحنا في سبيل ذلك. حددوا لنا يوم الجمعة السادس من ربيع الثاني لكي تكون جمعة غضب وحرضونا بل وتمادوا في التحريض لدرجة جعلتنا نشك في الأمر ونخاف من يوم الجمعة لدرجة أن البعض والله أحجم عن صلاة الجمعة خوفاً مما قد يحدث مع أن جميع المؤشرات كانت تدل على فشل حملتهم مسبقاً فقد سبق الجمعة الخميس بتظاهرة جمعت خمسون ألف مشجع في درة الملاعب كلهم حملوا علم الوطن وصورة الملك في تعبير واضح ورد سريع على من يراهن على الشارع السعودي المتزن والمحب لوطنه وقيادته. وجاءت الجمعة المباركة وكانت صفعة أخرى على وجه كل من تسول له نفسه ببث الفتنة بيننا وكانت جمعة رضا ولله الحمد وكانت جمعة وفاء وولاء لله ثم المليك والوطن. فعاش شعب المملكة العربية السعودية حراً أبياً وفياً مستعصياً على المحرضون والمرجفون. وعاش وطني مهبط الوحي ومنارة الإسلام عالياً مهوى الأفئدة وحديث الوجدان. وعاشت قيادتنا الرشيدة رمزاً للعطاء والوفاء والكرامة والعزة رغم حسد الحاسدين ورغم أنوف المنافقين. هكذا نحن لنا خصوصيتنا ولنا مواقفنا المشرفة متحابون ملتحمون متحدون في وجه من يريد تفرقتنا فيا ليتهم يفهمون. هكذا قال الشعب كلمته وأسكت المشككون وأبهر المحللون وخالف المتوقعون. وهنا أقول والله الذي لا إله إلا هو إن هذا الشعب على استعداد تام ليقول كلمته الأقوى إن لم ينتهي هؤلاء المرجفون والمحرضون ويدعوننا في شأننا فنحن نحب مليكنا ووطننا ومليكنا يبادلنا حباً بحب ووفاءً بوفاء وعطاءً بعطاء ولم يدخر جهداً في إسعادنا ورفعتنا. ولو تجرأ أحداً على تعكير صفو وحدتنا أو اللعب على مشاعرنا بإثارة الفتن في شارعنا سنكون صفاً واحداً ضده فطب نفساً يا وطني المعطاء فلك من الأبناء والبنات رجالاً ونساءً مستعدون للتضحية بدمائهم في سبيل استقرار أمنك ووحدتك ولك قيادة لا تألوا جهداً في سبيل رفعتك ومنعتك.