إن الناظر إلى النسيج الاجتماعي في المملكة العربية يتضح له بجلاء مدى التلاحم بين جميع أفراده من المواطنين كباراً وصغاراً، ذكوراً وإناثاً، وقوة أواصر الترابط والتواد بينهم، عملاً بالتعاليم الإسلامية المتجذرة في نفوسهم، والمتأصلة في أفئدتهم، جيلاً بعد جيل، أباً عن أب، حتى غدوا - كما قال الرسول صلى الله عليه وسلم -: «المؤمن للمؤمن كالبنيان يشد بعضه بعضاً»، كما أن قيادته الشرعية من آل سعود هم من الشعب، وجزء من الشعب، يرتبطون معهم بالروابط نفسها، والوشائج والصِلات المتأصلة بالتعاليم الإسلامية التي يتمسك بها الجميع حكاماً ومحكومين، مواطنين وملوكاً، وأمراء وعلماء، فالملوك السعوديون، ومنهم خادم الحرمين الشريفين - حفظه الله -، يستشعرون عظم المسؤولية الملقاة على عاتقهم، وأنهم مسؤولون عن رعيتهم أمام الله تعالى، والمواطنون يدركون تمام الإدراك أن في أعناقهم بيعة شرعية يجب الوفاء بها، والتمسك بها، وعدم التفريط فيها؛ لأن الإخلال بها يُعدّ من كبائر الذنوب التي حرّمها الدين الإسلامي، لما تفضي إليه من عظائم المفاسد، وكبائر الشرور، وإثارة الفتن، وانتشار الفوضى، كما أوضحته هيئة كبار العلماء في بيانها المشهور. ولا شك أن هذا التلاحم بين أفراد الشعب، وقوة أواصرهم، وتمسكهم بدينهم، والتفافهم حول قيادتهم، كل ذلك قد أدى إلى قوة الجبهة الداخلية وتماسكها، وصمودها أمام كل دعاوى المغرضين، واستعصائها على كل محاولات المرجفين. وقد ظهر هذا بكل وضوح يوم الجمعة الشهير 6-4-1432ه عندما حاول بعض مثيري الفتنة والشغب أن يستغلوا الأحداث الجارية في بعض الدول العربية الإسلامية لزعزعة الأمن والاستقرار في بلاد الحرمين الشريفين، فاصطدمت محاولاتهم البائسة وأساليبهم اليائسة بجدار صلب من تلاحم الشعب مع قيادته، وتكسرت أمانيهم الباطلة على صخرة الحقيقة والواقع، فرجعوا يجرون أذيال الخيبة والحسرة والندامة، وأيقنوا أنه لا سبيل لهم - بإذن الله تعالى - إلى النيل من وحدة هذا الوطن الغالي، وإضعاف جبهته الداخلية. وقد وقف الشعب السعودي موقفاً مشرفاً وبطولياً أمام هذه الدعوات الباطلة، والاتجاهات المدمرة، عالماً بمخططاتها ومقاصدها وأهداف مروجيها، هذا الموقف العظيم الذي جعل رجل الأمن الأول في المملكة العربية السعودية صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبدالعزيز النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية يعلن بكل شموخ واعتزاز افتخار القيادة السعودية، وفي مقدمتها خادم الحرمين الشريفين وولي عهده الامين - حفظهما الله ورعاهما - بهذا الموقف العظيم من الشعب السعودي، وهنأ القيادة الحكيمة بهذا الشعب العظيم الوفيّ، كما هنأ هذا الشعب الكريمة بقيادته الرشيدة. ولا شك أن تهنئة سمو النائب الثاني - حفظه الله - وكلماته النيرة كانت نابعة من قلبه الكبير الذي يحمل همّ الوطن والمواطن، ويسعى إلى المحافظة عليه، والسهر على أمنه وأمانه؛ فقد كانت كلماته نابعة من القلب؛ فنفذت إلى قلب كل مواطن، وأشعرته بالعزة والكرامة، وبثت الحماسة في الشعب السعودي؛ فأصبح كل مواطن مستعداً للدفاع عن وحدة وطنه وأمنه واستقراره بكل غال نفيس. فهنيئاً للشعب السعودي الكريم هذه القيادة العظيمة التي تسهر على أمنه ورخائه وازدهاره. نسأل الله تعالى أن يديم على بلاد الحرمين الشريفين نعمة الأمن والاستقرار والرخاء في ظل القيادة الرشيدة لخادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده الأمين وسمو النائب الثاني - حفظهم الله ورعاهم -. * وكيل وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد للشؤون الإدارية والفنية