تشير آخر إحصائية للتركيبة السكانية في المملكة إلى أن 63% من إجمالي تعداد السكان في مرحلة الشباب.. وهذا يعني أن جميع خطط التنمية لا بد أن تكتب على أول صفحة 63% شباب، ولعلي أخص وزارة المالية وكافة الوزارات دون استثناء عندما يتم الإعلان عن وظائف شاغرة في قطاع أو مؤسسة حكومية مدنية أو عسكرية.. فإن هناك مئات الآلاف يتقدمون لشغل هذه الوظائف، ولعل جزءاً كبيراً منهم يعمل في القطاع الأهلي أو موظفاً حكومياً على راتب زهيد. هذه الأعداد الغفيرة لن تتوقف ستظل تبحث عن عمل.. لأن متطلبات الحياة ستفرض عليه ذلك فهو شاب، وغداً عريس وبعده أب ومعلوم من الضرورة بمكان كم ستكلف هذه الرحلة لقفص اسمه الكماشة السحرية.. ولعل هذا المقال المتواضع يعطي بعض الانطباع لدى كل مسؤول عن ريحانة الوطن وعطره وكنزه الثمين الشباب.. كن مع الشباب وانزل لمستواه وافتح جميع نوافذ قلبك ستجد كثيراً من الإبداع والعزيمة المستترة خلف هموم الحياة وصعوبة العيش. إن أول قضية أريدها أن تكون في ذهن المسؤول ورب الأسرة وكل من يقول هذه مسؤوليتي عن الشباب أو الفتاة.. هي الاحترام لا بد أن نحترم الشباب، والاحترام ليس معناه والله أنت كويس.. برافو، أو توسعة مدرجات الملاعب للاستيعاب أو إعطاء قروض سهلة التداول وخيمة العواقب من بعض الشركاء للقطاع الحكومي من القطاعات الأهلية.. ولربما التوسع في رصف الطرق لتخفيف الوزن.. أو إعطاء جرعات كثيفة من التصريحات الرياضية والشبابية والتوظيفية والوعودية والنرجسية، والشباب يريد احترام إرادته وعطائه وفكره وقدراته. يريد أسرة تحتويه وتحنو عليه وتشد على يديه وتقاسمه الهموم والأحزان وتعده الإعداد الرجولي المميز، ويريد من المسؤول أن يعترف بإنسانيته ومكانته وقدرته، وأن يستقبله بإحسان ويودعه بإحسان، دون النظر لشكله أو نسبه أو لونه. يريد من المسؤول أن لا يزحلق ملفاً من تحت الطاولة والآخر من فوقها، وأن يجعل أبناء الوطن عنده سواسية والكفاءة تفرض نفسها.. عندما يُوجِّه سيدي خادم الحرمين الشريفين المسؤولين بأداء الأمانة على أكمل وجه ويدعم هذا بعطائه السخي وبذله المستمر، فإن الواجب المفروغ منه أن تُنفذ هذه الطموحات لسيدي خادم الحرمين بالحرف الواحد دون إبطاء وعدم التمرد على شباب الوطن بحجج هي أوهن من بيت العنكبوت. لقد أصبح الشباب يمتلك أسلحة ثلاثة.. الوعي والفكر والطموح.. والشباب في حراك مستمر وعنده طاقات هائلة ولديه الرغبة الأكيدة في العمل والإنجاز والبناء.. ولم يعد لدى الشباب أي حواجز عن كشف الألاعيب في زمن الفيس بوك والتويتر وعالم النت الحر.. وهو يرصد باستمرار كل صور الاستهتار وعدم الاهتمام.. ويدوّنها ويحفظها للتاريخ وللأجيال من بعده. إن قضية الاحترام للذات والإمكانات والقدرات للشباب من جميع المسؤولين هي بذاتها احترام للرجل الأول وتقديراً لطموحه وحبه لهؤلاء الشباب.. إنني على يقين أن عملية الرصد مستمرة وكبيرة لكل فشل يحصل من مسؤول أو تقصير في مهمة تُوكل إليه ثم يدير لها ظهره بعد أن يقنع نفسه بسيل من المبررات وإلقاء التهم وتحويل المسؤوليات ذات اليمين وذات الشمال. سيظل هؤلاء الشباب هم عماد الوطن ودرعه الواقي وأمله الواعد.. على أكتافهم وبسواعدهم يحقق سيدي خادم الحرمين الشريفين لهذا الوطن عزه وأمنه واستقراره، فتحية احترام من كل شاب وفتاة لك يا خادم الحرمين. [email protected]