يتفق معي - بكل تأكيد - وزير التعليم العالي معالي د/ خالد بن محمد العنقري، وكل مسئول واع بالمتغيرات التي تحدث في الداخل والخارج، أن المواطن هو الهدف الأسمى لخطط الدولة ، والشباب والشابات على رأس كل خطة؛ لأنهم أهم فئة تحتاج إلى الرعاية وتذليل كل العقبات من طريقهم، لذلك تأتي خطط التعليم العالي التعليمية والتوظيفية في المرتبة الأولى من اهتمام الدولة وموافقة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله على القرارات التي اتخذها مجلس التعليم العالي مؤخرا سريعة وشاملة. القرارات التي زخرت بالعديد من المشروعات العلمية والاستشارية منشورة بالتفصيل في الصفحة الأولى من جريدة المدينة الأحد الماضي في تصريح معالى د/ خالد العنقري وهي قرارات جديرة بالتوقف والتمعن. وفي الجانب الآخر هناك قرارات وممارسات جامعية سواء مصدرها التعليم العالي أو الجامعات كنظام داخلى لا تواكب هذه التوجهات المتمثلة في الأوامر الملكية الأخيرة لرفاهية المواطن، ولنهضة الوطن وللشباب والشابات، كالأمر الملكي رقم (1): - صرف راتب شهرين لجميع موظفي الدولة من مدنيين وعسكريين. - صرف مكافأة شهرين لجميع طلاب وطالبات التعليم العالي في ظل كل هذا لم يعد ملائما ما يحدث في الجامعات كالتعاقد مع المحاضرات بنظام الساعة، كأنهن عاملات منازل؛ فالساعة ب 150 ريالا، لكن للأسف ( الحسابة لا تحسب ) وسأعرض لمعاليكم رسالة وصلتني من المحاضرة منال محمد السقاف التي تعاقدت معها جامعة أم القرى على العمل بنظام الساعة، ثم لم تصرف لها حقوقها ، واعتقد أن معها أخريات كما هو واضح من الرسالة التي تقول فيها : ( في بداية العام الدراسي الأول لعام (1431/1432ه ) عرض علي أن أعمل محاضرة بنظام الساعة في جامعة أم القرى نظراً للعجز الذي يعاني منه قسم علم النفس ورياض الأطفال لعدم وجود عضوات لتدريس المواد العلمية، و تم الاتفاق مع وكيلة رئيس قسم علم النفس المكلفة على أن يكون أجر الساعة 150 ريالا باعتبار أننا من حملة شهادة الماجستير، وفي منتصف العام الدراسي عادت وكيلة رئيس قسم علم النفس الأساسية من الإجازة المرضية وقبل الانتهاء من المحاضرات استعدادا للاختبارات النهائية بأسبوعين تقريباً ، تبين لنا أنه لن يتم صرف أي مبالغ مالية مقابل كدنا وعطائنا , عندها توقفت عن عطاء آخر محاضرتين نظراً لما وجدته من معاناة وتعب في تنقلي من مدينة جدة إلى مكة كوني من سكان مدينة جدة ، وعند سؤالنا للجهات المختصة بشطر الطالبات عند سعادة وكيلة رئيس قسم علم النفس قامت بتوجيهنا لرئيس القسم وهو أيضاً بدوره قام بتوجيهنا لسعادة عميد كلية التربية فهل من المنطق أنه يفعل بنا ذلك وكل جهة منهم تلقي اللوم على الجهة الأخرى . هل من الإنصاف أن يفعل بنا ذلك يامعالي الوزير، خاصة وأن الأقسام العلمية الأخرى تقوم بالصرف للمتعاونات لديهم ، فلماذا عدم المساواة بالعدل بين الجميع .) انتهت الرسالة وأنا على ثقة بأنها ستجد الاهتمام اللازم من معالي الوزير د/ خالد العنقري، وسأشرع في عرض ر سالتي الشخصية لمعالى الوزير، كصوت يحمل معاناة المواطن إلى المسؤول. المعاناة التي تصلني من خلال شكوى أم، أو رسالة طالب أو طالبة، أو قصص وحكايات تدمي القلب حول التوظيف ورسوم الانتساب والماجستير المدفوع. سيدي: ألا يكون جميلا ومناسبا ومتماهيا مع هذه المشاعر المتبادلة بين الملك والمواطن أن تبادر وزارتكم بإلغاء التعاقد بنظام الساعة وفتح باب التوظيف للشباب والشابات المؤهلين بعد كلمة خادم الحرمين وبعد هذه القرارات الملكية التي استهدف معظمها قطاع الشباب طالما أن هناك عجزا في كوادر التدريس أو الكوادر الادارية بدلا من هذه الأنظمة الغريبة العجيبة التي تجبر حملة الماجستير قبول العمل بنظام الساعة الذي لا يوفر لهم أبسط الحقوق الوظيفية؟ ألا يكون عدلا وإنصافا والعمل بمبدأ المساواة إلغاء رسوم الانتساب ورسوم الماجستير المدفوع في الجامعات السعودية طالما أن الجامعات تدفع للطالب المنتظم مكافأة شهرية ، وتقدم منحا مجزية لكثير من أبناء وبنات الوافدين وبرنامج خادم الحرمين الشريفين للابتعاث الخارجي يتكفل بكل نفقات المبتعث بمرافقيه؟ هل من العدل والانصاف أن يقسر من يدفعه طموحه العلمي لمواصلة الدراسة عن طريق الانتساب أو الطلبة الذين لم يوفقوا في الحصول على موافقة الحاسوب بقبولهم منتظمين فيحولون إلى نظام الانتساب على دفع رسوم تعتبر مرتفعة جدا لكثير من أبناء وبنات الوطن؟ إذا سلمنا بأن الرسوم تدفع رواتب للأساتذة الذين يدرسون طلبة الماجستير في الدورات التي تعقدها الجامعات لمساعدة الطلبة، وكذلك طلبة الانتساب،الا تستطيع وزارتكم الموقرة الرفع للمقام السامي لرصد الميزانية التي تغطي النفقات، وتفتح المجال أمام الجميع لطلب العلم دون هذا العبء المالي الذي يعيق الكثيرين عن تحقيق طموحهم- كما تم في المشاريع التي وافق عليها يحفظه الله وأشرت إليها في المقدمة؟ كما أحب أن أشير إلى معاناة طلبة الانتساب في بعض الجامعات من الدورات المقامة فهي لا توازي الرسوم المدفوعة، فالأعداد كبيرة لكن الفصول قليلة، وبعضها يقدم دورة واحدة في الفصل الدر اسي واعتذارات الأساتذة المتكررة أي أن المعاناة مزدوجة معالي الوزير. رسوم الماجستير المدفوع أيضا مرتفعة جدا تعيق شبابنا وشاباتنا عن مواصلة مشوارهم العلمي في جامعات الوطن لذلك استغلت كثير من الجامعات الوهمية والجادة هذه الرغبة والحاجة لدى شبابنا وشاباتنا وفتحت لهم أبواب الدراسة برسوم أقل كثيرا من الرسوم المفروضة من الجامعات السعودية الحكومية فأقبلوا عليها مكتفين بالدرجة العلمية التي يحصلون عليها دون النظر إلى الاعتراف بها من قبل وزارتكم الموقرة حيث تتيح لهم الترقي الوظيفي والمكانة الاجتماعية طالما أغلقت في وجوههم الأبواب الرسمية بالرسوم المرتفعة وضآلة المردود العلمي. وأخيرا الوجع الذي عم الجميع ( إختبارات القياس) أرجو أن يزال بقرار يصدر من معاليكم لأن أقلامنا جفت وأصواتنا بحت ونحن نكتب حول المعاناة التي أصبحت بندا ثابتا في قائمة معاناة المواطن. [email protected]