أين كنا قبل هذا اليوم كيف كانت مشاعرنا لقد سبق هذا اليوم حيرة وتفكير وتخيل حيال صحة خادم الحرمين كيف عشنا فترة غيابه للعلاج كنا نسأل عنه وخيط الود ممدود ولو شاغلتنا الحياة فقد كان حاضراً بيننا وهو في القلب والعين واليوم تتجاذب وسائل الإعلام بتهنئة خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بعودته إلى أرض الوطن توقفت قلوب المواطنين عن الخوف والهواجس وانتابتهم الفرح والسرور وهم يشاهدون قدمي الملك تلامس أرض الوطن فلله الحمد إنه عاد سالماً وحفظ الله لتلك القلوب خيرها وما فيها من معروف وإنسانية وابتسمت الأرض والوجوه لتلك اللحظة إن جموع الشعب السعودي تعيش فرحة العودة فلا بدع إذا كانت البلاد قاطبة تستقبل الملك بمظاهر الترحيب والتأهيل وعواطف التعظم والتمجيد مجسمة بالحفاوة الكبرى والتاريخ يشهد أن دولتنا في عهده أنجزت وطورت وحققت وحافظت على أمان واستقرار الوطن وازدهاره ورفعة إنسانه رغم الظروف والمتغيرات الخارجية وما تحمله من أخطار وتحديات لأن همة الملك عبد الله في علوها غير محصورة في دائرة ضيقة بل إن له همة شماء وآمال واسعة في رقي هذه الأمة والحفاظ على ما للدين من رونق وبهاء وما للعلم من جدة وشباب وقد استسهل في سبيل تلك الأمنية. سيدي لقد عرفك المواطنون ورافقوك وتعلموا منك الوفاء وحملوا لك جميل المواقف لأنك تنتمي إلى قائمة القلة في هذا الزمن الشحيح التي تمثل للعلاقات الإنسانية رابطها المقدس وأبناء الوطن يعلمون أنك من الرجال أولو العزم والإخلاص والاجتهاد والتضحيات والصبر والإيمان الشديد بالله والوطن والإنسان. سيدي أنت من الذين وجدوا ليغيروا التاريخ حتى يكون أكثر إشراقاً وأمناً وسعادة واستقرارا وأنت بطل هذه الأمة الذي يستجمع في شخصه صفاتها ومزاياها على أتمها وأوضحها وأقومها وأنت مرشح بالفطرة لحكمها وقيادتها والحقيقة أن الله قد وفقك إلى قيادة سفينة بلادنا قيادة حكيمة بارعة جنبتها ويلات الانهيار العالمي. سيدي الحديث عن جلالكم يطول ولا تستوعبه صفحات فأوجز ما أقول إن الخبر يصدق الخبر وإن المشاهد تطابق السماع في كل ما رأيناه وسمعناه منك. ففي شخصكم تتجلى العروبة الصحيحة ويتجلى الإيمان والإخلاص والإحسان وفي بساطة مظاهركم تتجلى أسمى معاني الديمقراطية وفي أعمالكم الباهرة نرى قوة العزم والعظمة. سيدي ما أعظم حظ الشعب السعودي فقد كتب له الملك عبد الله أنصع الصفحات التي تلفت النظر إلى ما يحدث في المملكة من تطور وتبدل محسوس في مجال الاستقرار السياسي والاستقرار الاجتماعي واستثمار الموارد المالية في تطور البلاد ورفاهية المواطن فلا عجب أن استثيرت النفوس هنا بعودتكم واستضاءت البلاد سروراً بإشراق طلعتكم معلنة الولاء لكم ولا باطنة الحب لهذا الوطن والثقة والإخلاص لقيادتكم وحلمهم الأكبر أن يكون هذا الحب والولاء في أجيال المستقبل الذين سيكملون الملحمة ويحملون الوطن. أهلاً وسهلاً بك يا خادم الحرمين أدام الله ملكك محفوفاً باليمن والسعد وأمدك بموفور الصحة والعافية.