أكد قائد طيران الدفاع المدني اللواء الطيار محمد بن عيد الحربي عن وصول ثلاث طائرات عمودية من أصل (70) طائرة عالية التقنية سبق أن تم التعاقد بشأنها مع كبرى الشركات عالمية المتخصصة في صناعة الطائرات بأمريكا، مؤكداً أن توجيهات القيادة تتمثل في الإسراع بتأمين أفضل الطائرات وتوظيفها في خدمة المواطن، وأن الطائرات الحديثة توجد بها تقنيات تقوم بجميع المهام من إنقاذ وإخلاء واستطلاع، مشيراً إلى أن العمل جارٍ على الانتهاء من إنشاء قاعدتين جديدتين في المدينةالمنورة. وقال اللواء الحربي في حديث ل»الجزيرة» خلال جولة ميدانية شملت عدة مواقع بقاعدة الرياض: إن إعادة تأهيل القواعد الأربع القديمة، تأتي ضمن الخطط التي نعكف عليها حالياً، حيث تم صرف (630) مليون ريال حتى الآن، مشيراً إلى أن قيادة الطيران العمودي تعكف على أنشاء (12) قاعدة في عدد من المناطق بهدف تغطية مدن وقرى المملكة ومباشرة الحالات الطائرة في زمن قصير جداً، مضيفاً: إن طائرات الدفاع المدني تغطي في الوقت الحاضر جميع مناطق المملكة، وإن طائراتنا وطيارينا قد امتدت جهودهم لتصل إلى خارج الوطن في كثير من الأحيان وعند وقوع بعض الكوارث لإخواننا.. ويحضرني من بينها جهودهم في السودان ومصر وباكستان وغيرها من الدول العربية والصديقة. وبيّن اللواء الحربي أن المهابط بالمملكة يقدر عددها بأكثر من (190) مهبطاً تم عمل لجان للاستغناء عن بعضها وإعادة تأهيل البعض الآخر خاصة الموجودة في الإمكان الحيوية كالمستشفيات وبعض القطاعات الحكومية التي على قدر كبير من الأهمية ولا يمكن الاستغناء عنها. وقال اللواء الحربي: نحن نشهد الآن خططاً تطويرية كبيرة بداية من إعادة تأهيل القواعد القديمة بأكملها، كما تم إنشاء مبان جديدة من بينها مشروع في قاعدة الرياض وأيضاً في قاعدة جدة والشرقية وعسير، وتم إنشاء مركز تدريب رئيسي، ومركز طبي شامل بالرياض، يوجد به جميع التخصصات الطبية بما فيها (طب الطيران) المتمثل في الكشف الطبي السنوي على الأطقم الجوية لقياس مدى قدرتهم على الطيران، بهدف تقديم أفضل خدمة طبية لمنسوبي الجهاز، حيث يوجد أطباء متخصصون ومسعفون ينتقلون مع الطائرة في حالة مباشرة الحوادث، مضيفاً: إن من بين المباني المخطط لها وما يتم إنشاؤه حالياً، «هناجر» جديدة على أحدث طراز عالمي، بها كافة الوسائل المساعدة لعملية الصيانة ومكيفة وتعطي جواً مريحاً للعاملين بهدف إنهاء إعمالهم في أي وقت وفي جميع ظروف الزمانية والمكانية. وبيّن اللواء الحربي أن توجيهات القيادة الحكيمة والمتابعة الدقيقة من صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن نايف بن عبدالعزيز مساعد وزير الداخلية للشئون الأمنية تهدف إلى تطوير ودعم الطيران والمساهمة بشكل كبير في رفع قدرات الطيارين بهدف سرعة عمليات الإنقاذ والإغاثة والاستطلاع بما يخدم المواطن والمقيم على حد سواء. مضيفاً: إنه تم تحديث الطائرات بأبرز ما هو موجود بالعالم وأعلاها تقنية، مشيراً إلى وجود (41) طائرة قيد الخدمة ولديها القدرة على العمل بكامل طاقمها متى ما دعت الحاجة إلى ذلك. لافتاً إلى وجود اتفاقيات مسبقة على شراء طائرات سوف تصل على دفعات من نوع (92 اس) ليكتمل استلامها نهاية عام (2013م)، مؤكداً وجود طائرات من نوع الشويزر تستخدم في عمليات الاستطلاع والتدريب وهي موجودة حالياً في قاعدة الرياض وفي القريب العاجل سوف تكون لدينا طائرات من نوع (70 أي) أمريكية الصنع. وقال قائد طيران الدفاع المدني: بعد شهرين من الآن سوف تصل ثلاث طائرات أخرى، لتصل عدد الطائرات لدينا (47) طائرة تعمل بكامل أطقمها لخدمة القاطنين على أرض المملكة وفي أي زمان ومكان. تقنية عالية وبين اللواء الحربي أن أبرز ما يوجد في الطائرات الحديثة التقنية العالية جداً حيث إذا قارنا بالطائرات في الماضي فالطيار كان يعاني من جهد كبير خلال تنفيذ مهامه، أما الطائرات المتوفرة حالياً فهي تسهم في خدمة الطيار لوجود أجهزة حديثة يمكن أن تؤدي كثيراً من الأدوار التي كان الطيار يقوم بها في السابق ومنها مثلاً إدخال البيانات والمعلومات وتجهيزها، لكن الطائرة حالياً تشتمل على كل شيء، كما أن الراحة متوفرة للطيار لإنجاز المهمة بسرعة ودون إرهاق لطاقم الطيران، كاشفاً عن وجود الرؤية الليلية التي دخلت السعودية منذ قرابة (30) شهراً ساهمت -بعد الله- في العثور على الأشخاص في حالة تنفيذ المهام الليلة، وكذلك وجود الرادار يساعد في معرفة الأحوال الجوية وبشكل كبير جداً يمكن أن يتجنب الكوارث، ويوجد جهاز على الطائرة ينبه الطيار بوجود طائرات أخرى بالجو خارج نطاق تغطية الرادارات الأخرى، ويوجد جهاز يحذر الطيار في حالة الهبوط واقترابه من الأرض، ويساهم في سرعة وصول الطائرة لإنقاذ أشخاص أو مكان وقوع كوارث وبهذه التقنية والسرعة اختصرنا ثلث المدة التي تستغرقها الطائرة في السابق. وكشف اللواء الحربي عن وصول أسطول من (15) طائرة من نوع (اس سفنتي سكس) يمتاز بالانسيابية والسرعة، بالإضافة إلى المميزات الأخرى وتقوم بجميع المهام المطلوبة منها مثلاً إسعاف إنقاذ إطفاء إخلاء طبي وغير ذلك. وقال اللواء الحربي: إن النساء يبادرن أكثر من الرجال في حالة تعرضهن لمخاطر ووصول فرق الدفاع المدني لإنقاذهن عبر الطائرات، مؤكداً أن لدينا تعليمات بإنقاذ أي شخص يتعرض لخطر بالقوة دون أخذ موافقته. حيث نواجه أحياناً بعض الأشخاص يرفضون الصعود للطائرة بالرغم من تعرضهم للخطر جراء الكوارث. وحول مجال الطيران ومدى علاقته بالسن والحالة الصحية قال: لا بد من متابعة الطيار منذ بداية التحاقه بالطيران حتى نهاية آخر طلعة جوية، من فترة إلى أخرى، ويمكن الاستغناء عن طيارين لوجود بعض الأمراض التي يمكن أن تقلل من قدرة الطيار وخاصة الحالات الصحية التي تستدعي انتهاء خدمة الشخص من الطيران وبفضل الخطط المدروسة البديل دائماً يكون جاهزاً، والاستمرار في إيجاد البديل قائم وتم ابتعاث ثلاث دفعات للتدريب والتأهيل بالولايات المتحدةالأمريكية. حيث بلغ عدد المبتعثين قرابة 80 طياراً و150 فنياً، وبعثنا ثلاث دفعات لأستراليا بالإضافة إلى إصدار مساعد وزير الداخلية للشئون الأمنية برنامج ابتعاث لمدة خمس سنوات قادمة يتضمن طيارين وفنيين. وقال الصعوبة في عمليات الإنقاذ التي واجهتنا خاصة خلال العامين الماضيين تمثلت في كوارث الإمطار والسيول بمحافظة جدة، وإن الطيارين دخلوا مواقع خطيرة للغاية ولكن الفضل يعود لله ثم لتمكن الطيارين السعوديين من التعامل مع المواقف الخطيرة بحرفية عالية جداً، خاصة في حال وجود أشخاص بين أعمدة الإنارة الخطيرة. وقال اللواء الحربي هذه الكوارث في الماضي كانت خارج المدن وكانت لا توجد صعوبات، وكذلك نواجه مشكلة في تزويدنا بمعلومات بطريقة خاطئة، حول مداهمة السيول وسط المدن، وهنا مكامن الخطورة تزيد، لأنك تتعامل مع أعمدة إنارة ومطلوب أن تصل للمكان المحدد وفي ذلك مخاطرة كبيرة جداً من أجل الوصول، وتتعامل مع الأطباق بأسطح المنازل والأبراج العالية واللوحات الدعائية وهذه يمكن أن يؤثر عليها هواء الطائرة وهناك عوائق في المدن، وبعض الأشخاص لا يتجاوبون معنا. وقد يكون البعض معرضين لخطر الوفاة من الإمطار ويرفض البعض التجاوب مع نقلهم خائفاً من الصعود للطائرة وعدم التجاوب مع المنقذ وكثيراً ما يتم نقلهم بالقوة في حالة وجود خطر حفاظاً على أرواحهم. مشيراً إلى أن المناطق المفتوحة سهلة جداً في التعامل مع المنكوبين، وفي حالة وجود الأبراج يتم توجيه البلديات بوضع مهابط طيران، حيث يوجد لدينا أكثر من 190 مهبطاً ولدينا إحداثياتها، وتم تثبيت ما يتم استخدامه بهدف الاستفادة منه في حالة وجود بعض الكوارث واستمرار الحاجة له، وإزالة ما هو خطير حيث توجد مهابط غير صالحة تمت إزالتها.. كذلك توجد مهابط رئيسية ويتم استخدامها باستمرار مثل الأماكن الحيوية، مستشفى قوى الأمن، وبعض الدوائر الحكومية والمستشفيات بعدة مناطق المملكة، وهناك عدد كبير من المهابط يتم تشغيله بنسب عالية. وقال اللواء الحربي تمتاز الطائرة اس 92 بأداء بجميع الأدوار، وحسب متطلبات المهمة ويمكن تجهيز الطائرة لاستيعاب الأعداد مثلاً كطائرة نقل جنود تنقل 26 مقعداً ونقوم بتغيير الكراسي لكراسي الخطوط ويوضع 18 مقعداً وتنقل 14 نقالة (حالة مرضية) بدل الكراسي والطائرة تحتوي على وسيلة اتصال متطورة وعالية الدقة ويمكن الاتصال بالطيار من أي موقع حتى في حالة عدم وجود وسيلة اتصال وكذلك الاتصال بالقيادات الأمنية، وكل ما هو موجود في الطائرات العالمية وصناعة الطيران موجود بطائرة اس 92 ولا تواجهنا أي مشاكل سواء في الفنيين أو الصيانة. وتوجد كاميرا داخل الطائرة وخارجها للرؤية الليلة ويمكن بواسطة الإضاءة والطيار يشاهد كيفية نقل المصابين ودخلت خدمة المشاهدة التامة وتم الاستغناء عن الطائرات القديمة تدريجياً، ويوجد بالطائرة موقعان للتخلص لقص الكيابل والوصول للموقع المراد إنقاذ أشخاص فيه، ويوجد خزان إضافي يمكن أن يغذي الطائرة لمدة خمس ساعات وهي في الجو، وتجهيز الطائرة في كثير من الحالات بحدود 30 دقيقة وفي أغلب الحوادث لدينا طائرات جاهزة لأي مهمة ولدينا برنامج للتشغيل وتجهيز للطائرة، وهناك طائرات تجهز يومياً ويتم فحص جميع الطائرات، وأي قطع متحركة يتم الكشف عليها يومياً وحسب برنامج يومي، واختتم اللواء الحربي حديثه، بان الطيران العمودي نجح في إنقاذ أكثر من 5000 شخص خلال العامين الماضيين. وقد شارك النقيب بندر الثقيل في إنجاح هذا التقرير من خلال تسهيل مهمتنا والتنسيق والإعداد، وكان لجهوده الدور الفاعل في إخراج هذه المعلومات بشكلها ومضمونها الذي بين أيديكم، وله منا كل الشكر والعرفان.