ها نحن أمام البحر.. وها هو كما عهدناه يزداد بهاء.. يتألق ويضيء ويفتح أبوابه لنا.. فقط لو نملك قدرة على الحلم.. لو نملك قدرة على التخيل.. على التأمل كي نحتضن لحظات هذا العمر الذي ينسرب من بين أيدينا مثلما تنسرب ذرات الرمال. تشرَّفت مساء الخميس الماضي أن أكون في استضافة جمعية الملك فهد بجيزان وكنت أسعد بأن يشاركني صوت آخر جميل صاحبته هي ابنة هذه المدينة الطيبة (جيزان) الزميلة العزيزة (نجوى هاشم) حيث اشتركنا في إحياء ذلك المساء بقراءة بعض القصص. كانت فرصة مناسبة أن أتعرف على بعض نساء بلادنا وهن القائمات على تلك الجمعية.. حيث تحتضن (جمعية الملك فهد بجيزان) مجموعة من الأطفال الذين حرموا من أبويهم أو من أحدهما منذ سن الولادة حتى الست السنوات لتلحقهم بعد ذلك بدور التربية الاجتماعية التي بدورها تؤهلهم لأن يكونوا أفرادا فاعلين في المجتمع.. إضافة الى ذلك تحوي الجمعية قسما لإيواء المسنات اللاتي لا عائل لهن.. هذا عدا الكثير من أوجه الخير الأخرى والكثير من الأنشطة الاجتماعية التي تساهم بها الجمعية. بعد انتهاء الأمسية قمنا بجولة في أروقة الجمعية.. كانت أمسية لا تُنسى.. فمدينة جيزان تبدو أجمل بأهلها، ببساطتهم ونقائهم وكرمهم الذي لا حدود له واحتفائهم بضيوفهم.. كانت استضافة رائعة وتكريما أخجلني.. وفي الوقت ذاته حبا طوقني وغمرني من الجهات الأربعة تماماً كذلك العقد المحبوك من الفل الجيزاني الرائع الذي طوَّقت به عنقي نائبة رئيسة الجمعية الأستاذة فاطمة الغامدي نيابة عن عضوات ورئيسة الجمعية.. غادرت جيزان.. وبقيت تلك الأصوات والوجوه في الذاكرة على أمل لقاء قريب.. قد يحدث.. يوما * * «وهكذا تبدأ هذه العلاقة لرحلات في مدن لا وجود لها على أي خارطة.. والغرابة في هذه المدن ليست جغرافية فحسب، فالمرء لا يدري إلى أي ماض أو حاضر أو مستقبل تنتمي هذه المدن التي تحمل كل منها اسم امرأة» إيتالو كالفينو fowzj:@hotmail.com ص. ب 61905 الرياض الرمز البريدي 11575