الاستاذ خالد بن حمد المالك تحية طيبة وبعد: اقدم بين ناظريكم الكريمين مشاركتي هذه آملاً ان تلقى القبول والاستحسان.. التعايش مع الناس وكسب ودهم والحصول على افضل ما لديهم عملية شاقة ومهمة كبرى لا كما يظن البعض انها متاحة وسهلة المنال فالواقع يشهد لذلك ويؤيده وأقول ذلك لاسباب كثيرة ربما كانت في نظر البعض قليلة الفائدة وعديمة النفع فالمجاملة و«المداراة» بالحدود المعقولة والمقررة شرعاً وعرفاً هي من تلك الوسائل المغفلة والتي اعرض عنها من يظن انها تنافي المنهج السليم والطريقة المثلى في التعامل. وهذا خلل في التفكير واستعجال سيئ لنتائج لا يمكن التنبؤ بها والحكم عليها مسبقاً «فالحكم على الشيء فرع عن تصوره» كما أن الاخفاق في ادراك نتائج طيبة ومخرجات حسنة لأي قضية لا يعني فسادها والحكم عليها بالفشل. فالمجاملة «المحمودة» والتنازل عن بعض حقوق النفس في الكثير من معاملاتنا وسلوكياتنا الحياتية يجب ان يكون لهما الاثر الايجابي والمؤثر في نفس الوقت.. اذ ان وجودها من غير حاجة هو من الظلم ووضع الشيء في غير موضعه.. فعلى سبيل المثال عندما يقوم الطالب بطرح رأي او ابداء فكرة يرى المعلم انها تصب في مصلحة الطالب وتعود عليه بالنفع والفائدة فاقراره لها ومباركته اياها هما من قبيل المجاملات الحسنة والتربية المطلوبة التي ستعود آثارها الطيبة على الطالب نفسياً ومعنوياً. بل هي حافز له على الابداع واعمال الفكر. بل ما هي التوقعات وكيف يكون الظن بطفل صغير جاء مسرعاً لابيه او امه طارحاً امامهما خبراً مفرحاً او حاملاً لهما كلاماً عابراً وسواء اكان ذلك «واقعياً» أم عبثاً طفولياً فلم يحظ بالقبول والرد الجميل فكيف ستكون النتيجة؟ حتماً سيتعرض لصدمة نفسية حادة. واعراض سيئ اختزل في كلمات هشة وعبارات قاتلة «خلاص.. خلاص.. ابعد هناك». والحق أنه اذا كانت المعاملة بهذه الطريقة وبذلك الاسلوب فان نتائجها وخيمة وآثارها سلبية.. ام كيف بشخص ثري ورجل مليء ممن انعم الله عليهم بالمال والنعمة الوفيرة يقوم بزيارة خاطفة «اجبارية» الى احد الاقارب او بعض الاصدقاء ممن هم اقل حالاً منه.. فيأخذ بتقليب انظاره الحادة عن اليمين تارة وعن الشمال تارة اخرى فيرتمي بنظره على الحيطان ومعالم البيت.. مبدياً ملاحظاته «القيمة» وآراءه «السديدة» قائلاً: «البيت زين.. لكن يحتاج لترميم وترى السجاد التركي.. رخيص.. ويمدحون اللوحات الزيتية» فكان الله في عون اصحابها مع ذلك الرجل «البصير». هذا غيض من فيض تصرفاتنا التي لا تليق بمن يؤمن بالله ورسوله فديننا الحنيف كما يأمرنا بتوحيد الله وعدم الاشراك به ويحثنا على فعل الطاعات وترك المحرمات لم يغفل جوانب اخلاقية وآداباً اسلامية تدعو الى تقارب الارواح وصفاء القلوب والقضاء على كل مسببات العداوة وإثارة البغضاء. فالآيات الكريمة والاحاديث الشريفة لا تخفى عن الجميع غير أن معانيها الجسام وفوائدها الجمة ربما غابت عن البعض. هذا وأسأل الله للجميع دوام التوفيق. خالد بن عائض البشري - الرياض