تنطلق في شهر رجب القادم المرحلة الثانية من الحملة الوطنية للتوعية الأمنية والمرورية، وستستمر ثلاثة أشهر بإذن الله، والهدف بالطبع هو تأصيل الأهداف في تنمية الحس الأمني، وبناء المصداقية، ومد جسور الثقة بين أفراد المجتمع والأمن العام من أجل تعزيز الجهود الوطنية للوقاية من الجريمة، والحد من الحوادث المرورية، وتأكيد الأهداف الرامية للحفاظ على النفس البشرية من خلال التصدي لظاهرة السرعة في قيادة المركبات، واستخدام المؤثرات العقلية لما لها من تأثيرات سلبية مروعة على حياة الإنسان وأسرته ومجتمعه. بالتأكيد فإن هذا الأمر مهم للغاية في حياتنا اليومية، ويحث عليه ديننا الإسلامي الحنيف بالمحافظة على الأرواح والممتلكات، فالإنسان هو القيمة العظمى في الحياة الإسلامية الصحيحة والصحية. إن القضية ترتبط بعملية متكاملة ومتناغمة تربط بين طرفين الأول هو المواطن أو الوافد، والثاني هو رجل الأمن، وهذه العلاقة بقدر قوتها ووديتها وتعاونها تكون النتائج إيجابية أكثر تعود بالنفع على مختلف الأطراف وعلى المجتمع ككل، فمن واجب المواطن والمقيم التعاون مع أجهزة الأمن في الالتزام بالنظام والتقيد به، والإبلاغ عن المفسدين والمتهورين والمخربين والمجرمين.وبنفس الوقت فإن من واجب رجل الأمن أن يسعى لبناء علاقات إنسانية مع الآخرين على اختلاف أنواعهم وأعمالهم وهوياتهم، وأن يكون مثالا للتعامل الإنساني والأخلاقي السليم، إن واجبه يقتضي أن يكون على خلق رفيع ومثالية معتبرة، وأن يبتعد عن التعالي، والكلام العنيف، وغلاظة القول، والسلوك الشرس، والتهجم على الناس وامتهان كرامتهم.إن هذه الأمور هامة للغاية، لأنه بدونها لن تنجح العملية إطلاقا، وبالتأكيد فإن هناك سلما هرميا في سلك رجال الأمن، وعلى القائد دوما أن يتفقد رعيته، ويراقب سلوكهم، ويوجههم، ويبعدهم عن الغطرسة والفلسفة، ويسير بهم نحو بر الأمان. أليس حريا برجل الأمن أن يكون بحد ذاته قدوة في تطبيق النظام، وأن يكون مثالا يحتذى في الأخلاق التعاملية.إن الأمر لا يقتصر على توزيع المنشورات، بل يجب أن يتجاوز هذه المرحلة لأسلوب أنموذجي وحضاري رفيع يعتمد على وسائل التكنولوجيا الحديثة ووسائل الاتصال والتقنية الحضارية، وبهذا المجال يجب أن نذكر أن الترصد للناس في طرق الخدمة وتحت الجسور وخلف الأشجار ربما لا يكون حضارة!!.إن الاستراتيجية الإعلامية في هذا المجال لها أبعادها الدينية والإنسانية والاجتماعية والنفسية والاقتصادية وكلها هامة وأساسية، وأما عناصرها فتعتمد على التخطيط العلمي، والتزام الدقة والموضوعية، والتنفيذ الاحترافي للأعمال المرئية والمسموعة والمقروءة والبث والنشر ومتابعة نتائج الحملة.إننا نطمع بحملة على المستوى المطلوب لها بل أكثر، وهذا طموح مشروع في ظل توفر كل الإمكانيات. والله من وراء القصد. alomari [email protected]