أكد الدكتور هشام الفالح مستشار أمير منطقة مكةالمكرمة ورئيس اللجنتين التحضيرية والتنفيذية لأعمال الحج أن العقوبات التي تطبقها الجهات الحكومية المختصة بحق المخالفين للأنظمة (هي آخر حل تلجأ إليه الجهات الحكومية بحق المخالفين). وقال الفالح في حديث جمعه مع عدد من مسؤولي الصحف (لا أعتقد أن مواطناً أو مقيماً لا يعرف أن الحج بلا تصريح وعدم الالتحاق بحملات حج نظامية، وكذلك الافتراش في طرقات المشاعر، أو نقل الحجاج غير النظاميين جميعها مخالفات للأنظمة، ومع ذلك نطلق في كل عام وقبل موسم الحج حملة للتوعية بجميع تلك التعليمات بهدف التذكير بها والتحذير من مخالفتها). وأوضح الفالح أن الجهات المعنية بالحج وبإشراف من لجنتي الحج العليا والمركزية تأخذ في الاعتبار ارتفاع أعداد الحجاج في خططها المعدة لموسم الحج في كل عام، وقال: (ما يقلق تلك الجهات ليست الزيادة في أعداد الحجاج القادمين من الخارج أو حجاج الداخل الحاصلين على تصاريح حج رسمية، بل يقلقهم الحجاج المخالفين الذي يسعون للحج بلا تصاريح، بسبب عدم القدرة على حصرهم وإحصاء أعدادهم سلفاً، ما يؤثر سلباً في جميع الخطط المعدة للعمل، ويتسبب في انخفاض جودة بعض الخدمات المقدمة للحجاج بنسب تصل إلى 50 في المئة، بسبب الزيادة في الطلب عليها فوق التوقعات)، مستطرداً :(نسعى جاهدين لتوعية الراغبين في أداء فريضة الحج بضرورة الالتزام بالأنظمة والتعليمات، والحصول على تصاريح لأداء الفريضة، والالتزام بالالتحاق بحملات الحج النظامية، لمساعدة الجهات الحكومية المعنية في تقديم أفضل الخدمات لضيوف الرحمن). وفيما يلي نص الحديث: بدأ ضيوف الرحمن في التوافد على المنافذ الدولية للمملكة كما يستعد مئات آلاف المواطنين والمقيمين لأداء فريضة الحج، ما هي توقعاتكم لأعداد حجاج بيت الله الحرام؟ أعتقد أن الأوان لم يحن بعد للحديث عن إحصاءات مفصلة عن عدد الحاج القادمين لأداء الفريضة، سواءً من داخل المملكة أو خارجها، لكننا والحمد الله وبفضل دعم حكومة خادم الحرمين الشريفين وولي العهد وولي ولي العهد، وبتويجهات صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل مستشار خادم الحرمين الشريفين رئيس لجنة الحج المركزية، أكملنا كافة الاستعدادات لتقديم أفضل الخدمات لضيوف الرحمن. هل تشعرون بالقلق من أي ارتفاع لأعداد الحجاج القادمين لأداء فريضة الحج، سواءً من داخل المملكة أو خارجها؟ جميع الجهات المعنية بالحج، وبإشراف من لجنتي الحج العليا والمركزية واللجان التحضيرية والتنفيذية، تأخذ في الاعتبار ارتفاع أعداد الحجاج في خططها المعدة لموسم الحج في كل عام. لكن ما يقلق تلك الجهات ليست الزيادة في أعداد الحجاج القادمين من الخارج أو حجاج الداخل الحاصلين على تصاريح حج رسمية، بل يقلقهم الحجاج المخالفين الذي يسعون للحج بلا تصاريح، بسبب عدم القدرة على حصرهم وإحصاء أعدادهم سلفاً، ما يؤثر سلباً في جميع الخطط المعدة للعمل، ويتسبب في انخفاض جودة بعض الخدمات المقدمة للحجاج بنسب تصل إلى 50 في المئة، بسبب الزيادة في الطلب عليها فوق التوقعات. ولذلك نسعى جاهدين لتوعية الراغبين في أداء فريضة الحج بضرورة الالتزام بالأنظمة والتعليمات، والحصول على تصاريح لأداء الفريضة، والالتزام بالالتحاق بحملات الحج النظامية، لمساعدة الجهات الحكومية المعنية في تقديم أفضل الخدمات لضيوف الرحمن. كيف تقيمون استعدادات الجهات الحكومية لهذا الموسم؟ الاستعدادات لموسم حج هذا العام تعد بإذن الله بموسم ناجح، بعون الله أولاً ثم بحرص قيادة هذه البلاد وعلى رأسها خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وصاحب السمو الملكي الأمير محمد بن نايف بن عبدالعزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية ورئيس لجنة الحج العليا، وصاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان ولي ولي العهد وزير الدفاع على إنجاح موسم الحج، أداءً للأمانة الملقاة على عاتقهم وعاتق كل فرد من أبناء المملكة. وكذلك متابعة صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل مستشار خادم الحرمين الشريفين أمير منطقة مكةالمكرمة رئيس لجنة الحج المركزية لأعمال المؤسسات الحكومية والأهلية في المنطقة المعنية بالحج، وتضافر جهود جميع الوزارات وغيرها من الجهات المعنية لتقديم أرقى الخدمات لحجاج بيت الله الحرام، وكذلك مبادرات أبناء هذا الوطن الكريم، لتقديم كل ما من شأنه التيسير على ضيوف الرحمن في أداء فريضتهم في أجواء روحانية آمنة. وأود أن أطمئن الجميع بأن التقارير الواردة إلى لجنة الحج المركزية من جميع الجهات الحكومية المعنية بالحج تؤكد إنجاز تلك الجهات لمشاريعها المقرر أن يستفيد الحجاج منها هذا العام في مكةالمكرمة والمشاعر المقدسة، وكذلك اكتمال جاهزيتها لاستقبال ضيوف الرحمن، مع بدء توافدهم خلال الأسابيع الماضية على أراضي المملكة براً وبحراً وجواً. كما أود أن أنقل للجميع تأكيدات الأمير خالد الفيصل المشددة، على ضرورة تقديم أفضل الخدمات لحجاج بيت الله الحرام منذ لحظة وصولهم إلى أراضي المملكة وحتى مغادرتها إلى أوطانهم سالمين بإذن الله، ومتابعته لعمل جميع القطاعات المعنية بخدمة الحجاج، وحرصه على أن يكون موسم الحج موسماً حضارياً بحق، يعكس الصورة المشرقة للإسلام كدين، وللمسلمين كأصحاب رسالة سامية ترتقي بالإنسان وتعلي شأنه ومكانته، وتبرز دور المملكة حكومة وشعباً في خدمة الحرمين الشريفين وضيوف الرحمن. للعام الثامن على التوالي تنظم إمارة مكة الحملة الإعلامية التوعوية "الحج عبادة وسلوك حضاري"، والسؤال المطروح الآن مع استمرار هذه الحملة… هل توجد مشكلات لا زالت قائمة في موسم الحج، وبالتالي تسعى الحملة لمعالجتها؟ حملة "الحج عبادة وسلوك حضاري" جاءت نتيجة إدراك لجنتي الحج العليا والمركزية استمرار العديد من السلوكيات والظواهر السلبية على نجاح موسم الحج، وإعاقتها لجهود الجهات الحكومية لتقديم خدماتها المختلفة لضيوف الرحمن، وكذلك تأثيرها السلبي في أداء الحجاج لمناسكهم في طمأنينة وروحانية، وإكمالهم تلك المناسك بيسر وسهولة، إضافة إلى إدراك الدور الحيوي لوسائل الإعلام التقليدية ووسائط الإعلام الجديد في توعية الحجاج حول الظواهر السلبية في موسم الحج والحد منها. ولذلك، صدر قبل ثماني سنوات توجيهات صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن– رحمه الله – حينها بتنظيم الحملة "الحج عبادة وسلوك حضاري"، تحت إشراف إمارة منطقة مكةالمكرمة، وبالتعاون مع وزارة الحج والجهات الحكومية والأهلية المعنية بالحج التي يصل عددها إلى نحو 30 جهة. أما بالنسبة للمشكلات التي لا زالت قائمة ومستمرة، ففي مقدمها الحج من دون تصريح، وافتراش الحجاج، وخصوصاً غير النظاميين، لطرقات المشاعر، ما يسبب أخيراً في حدوث الازدحام والاختناق المروري في بعض المواقع ما تقييكم لنتائج الحملة في السنوات الماضية؟ وهل أنتم راضون عنها؟ تقارير الأجهزة الرقابية والجهات الحكومية المشاركة في مواسم الحج الماضية أكدت أن الحملة والإجراءات المشددة لضبط المخالفين لأنظمة وتعليمات الحج أسهمت في تحقيق نتائج إيجابية، تمثلت في انخفاض بعض الظواهر السلبية، يقابله ارتفاع نسبة التزام المواطنين والمقيمين بالتنظيمات الخاصة بالحج، ما ساعد في تحقيق مواسم حج ناجحة – بفضل من الله ثم بالتزام وتعاون الإخوة المواطنين والمقيمين–. وهذا النجاح شجع إمارة منطقة مكةالمكرمة على الاستمرار في تنفيذ حملة "الحج عبادة وسلوك حضاري"، والسعي لتحقيق مرتكزاتها وتنفيذ أهدافها المتعددة، في إطار الجهود المبذولة للحد من الظواهر السلبية في موسم الحج، على غرار ما تحقق في الأعوام الثلاثة الماضية. ولذلك ستواصل الحملة في هذا العام جهودها لنشر الوعي بين المواطنين والمقيمين الراغبين في أداء فريضة الحج حول ضرورة الالتزام بتطبيق الأنظمة والتعليمات الصادرة لتنظيم أدائهم للفريضة، في مقدمها: الحصول على تصريح رسمي يسمح بالحج للمواطنين والمقيمين مرة واحدة كل خمس سنوات، والتسجيل في حملات الحج النظامية، ومنع المركبات من الدخول إلى المشاعر للحد من الزحام الذي تسببه في طرقات المشاعر، وغيرها من التنظيمات الهادفة إلى جعل الحج أكثراً يسراً وسهولة. الواضح أن حملة "الحج عبادة وسلوك حضاري حملت على عاتقها بعض المسؤوليات خلال الأعوام الماضية؟ لكن في هذا العام تحديداً هل أضيفت إليها أهداف جديدة غير الأهداف المعلنة في الأعوام الماضية؟ أهداف حملة "الحج عبادة وسلوك حضاري" ثابتة، وتنطلق من ثلاثة مرتكزات رئيسية، هي: احترام المكان والحدث (الحج)، واحترام الإنسان (الحاج)، والثالث احترام النظام (الأنظمة والتعليمات الحكومية). وتسعى الحملة من خلال أهدافها المعتمدة إلى تمكين القطاعات الحكومية والأهلية من تقديم أفضل الخدمات لضيوف الرحمن، تحقيقاً لتطلعات وتوجيه ومتابعة حكومة خادم الحرمين الشريفين، وتفعيل المرتكز الثاني من إستراتيجية تنمية منطقة مكةالمكرمة التي تؤكد على التعامل الراقي مع الحاج والمعتمر، والارتقاء ببناء إنسان المنطقة ليتحقق على يديه النهوض بمستوى خدمات ضيوف الرحمن ليبلغ وصف (القوي الأمين). كما تعمل الحملة على تنبيه المواطنين والمقيمين إلى ضرورة الالتزام بالأنظمة والتعليمات الخاصة بالحج، وصولاً إلى تحقيق التوازن بين أعداد الحجاج والطاقة الاستيعابية المكانية للمشاعر المقدسة، والقضاء على ظاهرة الافتراش، وتخفيض الضغط على المسجد الحرام وجسر الجمرات، وتطبيق إستراتيجية تأصيل ثقافة البلد الحرام خلال موسمي الحج والعمرة لكل من ضيوف الرحمن ومقدمي الخدمة والمجتمع كافة. وما الوسائل والآليات التي ستتبعها الحملة لإيصال رسائل التوعية إلى المواطنين والمقيمين؟ في كل عام تشهد حملة "الحج عبادة وسلوك حضاري" توسعاً في استخدام أساليب جديدة في تحقيق الأهداف، سواءاً من حيث اخيتيار وصول الرسائل إلى المستهدفين وانتشارها، مثل الإعلانات الخارجية والتلفزيونية والإذاعية، حيث يتم المزج بين الطرق الحديثة مثل الصحف الإلكترونية ومواقع التواصل الاجتماعي facebook وtwitter وYouTube في بث رسائل توعوية إعلامية، بهدف خلق حوار تفاعلي يسهم في تعزيز أهداف الحملة. كما ستواصل الحملة توجيه الرسائل التوعوية عبر وسائل الإعلام التقليدية المرئية والمسموعة والمقروءة، وكذلك بث رسائل الsms لتوعية المواطنين والمقيمين حول التعليمات والسلوكيات الواجب عليهم الالتزام بها، والتحذير من ارتكاب المخالفات، إضافة إلى الاستفادة من الوسائل الدعائية والإعلانية المختلفة، وتوزيع المطبوعات والنشرات التوعوية. هل تعتقدون أن الأنظمة الحالية وما تفرضه من تبعات قانونية مثل العقوبات.. كافية؟ لدينا في إمارة منطقة مكةالمكرمة غاية نسعى إلى تحقيقها من خلال حملة "الحج عبادة وسلوك حضاري"، وهي أن يلتزم المواطنين والمقيمين بالنظام ويطبقون التعليمات الحكومية المنظمة لأداء فريضة الحج انطلاقاً، من شعورهم الذاتي بأن الالتزام بتلك الأنظمة واجب ديني ومسؤولية وطنية، وأن هذه الأنظمة والتعليمات التي تفرضها الجهات المختصة هدفها أولاً وأخيراً راحة الحجاج القادمين من داخل السعودية وخارجها معاً، وبالتالي لا يكون التزامهم بدافع الخوف من التبعات القانونية، وتصل في بعض المخالفات إلى السجن والغرامة في حال بعضها مثل المتسللين والمهربين ونقل الحجاج المخالفين. وبودي أن أنبه إلى أمر هام جداً هنا، وهو أن العقوبات التي تطبقها الجهات الحكومية المختصة بحق المخالفين للأنظمة، هي آخر حل نلجأ إليه بحق المخالفين، ولا أعتقد أن مواطناً أو مقيماً لا يعرف أن الحج بلا تصريح وعدم الالتحاق بحملات حج نظامية، وكذلك الافتراش في طرقات المشاعر، أو نقل الحجاج غير النظاميين جميعها مخالفات للأنظمة، ومع ذلك نطلق في كل عام وقبل موسم الحج حملة للتوعية بجميع تلك التعليمات بهدف التذكير بها والتحذير من مخالفتها. كأننا نفهم أنكم تحاولون المزج ما بين التوعية باعتبارها العمود الرئيس لحملة "الحج عبادة وسلوك حضاري"، ومن جهة فرض الأنظمة المشددة وصولاً إلى العقوبات على المخالفين؟ كما قلت سابقا، تهدف الحملة إلى توعية الحجاج حول أهمية تجنب الظواهر والسلوكيات السلبية التي تؤثر في سلامة وأمن الحج كالحج بدون تصريح والافتراش والتسول والتدافع والظواهر السلبية الأخرى من جهة، وتطوير الأنظمة والإجراءات الحكومية من جهة أخرى وصولاً إلى الارتقاء بأعمال الحج. على سبيل المثال، كان قرار منع المركبات التي تقل حمولتها عن 25 راكباً هو أول الأنظمة التي صدرت في بداية الحملة، واعتمدت لذلك الأنظمة والضوابط اللازمة لتطبيق قرار المنع، وأسهم تطبيقها خلال مواسم الحج السابقة في منع دخول مئات الآلاف من المركبات إلى المشاعر المقدسة، كما انخفض عدد المركبات التي حاول ركابها الدخول في مواسم الحج تلك، ووفر هذا الإجراء مساحة أوسع لتحرك الحجاج داخل طرقات مكةالمكرمة والمشاعر المقدسة. أما بالنسبة للحجاج غير النظاميين، فإنه طبقاً للأرقام المتوافرة لدينا، حدث انخفاض في أعدادهم في مواسم الحج السابقة، لكنه انخفاض محدود، بسبب غياب العقوبات الرادعة. استطيع أن أقول إنه عندما يخالف المواطن أو المقيم نظام الحج، ولا يلتزم بالحصول على تصريح نظامي، ويصر على أداء فريضة الحج رغم مخالفته، فإن الأجهزة الحكومية المعنية لا تملك إلا منعه من الدخول إلى مكةالمكرمة والمشاعر المقدسة فقط، مثلما حدث في موسم حج 1432، إذ أعيد أكثر من 150 ألف مخالف من حيث أتوا، دون أن تطبق بحقهم أية عقوبات. ورداً على سؤالك.. عندما بدأ تطبيق قرار منع دخول المركبات، لم تفرض على المخالفين أية عقوبات، وفي العام الثاني ازداد التزام المواطنين والمقيمين بالقرار بعد توعيتهم حول قرار المنع وأهمية الالتزام به، ما يعني أن الالتزام جاءت نتيجة مزج التوعية وفرض الأنظمة المتضمنة العقوبات. أخيراً وفي هذا الجانب.. هل تقترحون فرض عقوبات على من يقدمون على الحج بدون تصريح في السنوات المقبلة؟ نحن مستمرون في موسم حج هذا العام والأعوام المقبلة في تطبيق وسائل جديدة لتوعية المواطنين والمقيمين، وقد تصدر أنظمة تعاقب من يخالف أنظمة الحج ويصر على أداء الفريضة من دون تصريح، متجاهلاً عمداً كل الأنظمة والتعليمات. وبودي أن أؤكد مرة أخرى وأشدد على أن حملة "الحج عبادة وسلوك حضاري" لا تزال تهدف إلى توعية الراغبين في أداء فريضة الحج، وحتى عندما فرضت عقوبات في السنوات الثلاث الماضية على مرتكبي المخالفات، وتحديداً مخالفة نقل الحجاج غير النظاميين، فإن ذلك يعود إلى رغبتنا في توعية الحجاج النظاميين وغير النظاميين. في السنوات الماضية وردت شكاوى من مواطنين ومقيمين من قصور في خدمات شركات ومؤسسات حجاج الداخل وارتفاع أسعارها، ما هي الإجراءات المتخذة لتلافي تلك الشكاوى؟ بودي أن أوضح أولاً، أن دراسات ميدانية أعدت عن ظاهرة الحجاج غير النظاميين وافتراشهم في المشاعر، أظهرت أن المسبب الرئيس لنشوء هاتين الظاهرتين السلبيتين هو المبالغة في أسعار حملات الحج، ولذلك صدرت التوجيهات من لجنة الحج العليا والمركزية لوزارة الحج بضرورة إيجاد الحلول الكفيلة بمعالجة هذه المشكلة. وبالفعل، بدأت الوزارة منذ عامين في برنامج "حج منخفض التكلفة"، بمشاركة مع عدد من الشركات والمؤسسات المصرح لها بتقديم خدماتها لحجاج الداخل. وفي هذا العام أطلقت وزارة الحج المسار الإلكتروني لحجاج الداخل من المواطنين والمقيمين، حيث أعلنت أخيراً عن تدشينه، وهي يضم نحو ستة شرائح، منها: البرنامج العام، والحج المنخفض التكلفة، والحج الميسر، ويشمل المسار الإلكترونيي خدمات السكن والنقل والإعاشة في مكة والمشاعر المقدسة. وبدأ البرنامج في اعتباراً من تمام الساعة (8) من صباح يوم الأحد الموافق 01/11/1436ه. في استقبال طلبات المواطنين والمقيمين على الرابط التالي (localhaj.haj.gov.sa) وسيتم إيقافه يوم الاثنين الموافق 01/12/1436ه. في تمام الساعة (6) مساءً، وسيتاح بعد هذا التاريخ لمنشآت الحج التعاقد مع الحجاج بمعرفتها، ووفقاً للتعليمات المنظمة لذلك. وتجدر الإشارة هنا إلى أنه صيغة التعاقد الإلكتروني لخدمة حجاج الداخل في المسار يصبح العقد نافذاً بين طرفيه بعد سداد قيمة البرنامج، دون الحاجة للتوقيع عليه من أيٍ منهما، كما أن وزارة الحج أعدت معايير لتقويم أداء شركات ومؤسسات وحجاج الداخل، وجميع هذه الشركات حاصلة على تراخيص لمزاولة النشاط وفق نظام حجاج الداخل الصادر بقرار مجلس الوزراء رقم (263) في 26 شوال 1426ه، والموافق عليه بالمرسوم الملكي الكريم رقم (م/58) في 28 شوال 1426ه، ولائحته التنفيذية التي تحدد ضوابط تقديم الخدمة، وإجراءات محاسبة المخالفين. ماذا عن حملات الحج الوهمية التي يقع بعض المواطنين والمقيمين ضحايا لها؟ في هذا العام تحديداً، ربما نشهد انخفاض الشكاوى بوجود المسار الإلكتروني، علماً بأن وزارة الحج وبدعم من جميع الجهات العاملة في الحج وفي مقدمها إمارة منطقة مكةالمكرمة واللجان التحضيرية والتنفيذية، تبذل جهوداً حثيثة لمساعدة المواطنين والمقيمين في الالتحاق بحملات حج نظامية، وعدم التعرض لاحتيال حملات الحج الوهمية، من خلال نشر إعلانات متكررة عن الشركات المرخصة، ونشر قوائم بأسماء الشركات المرخص لها عبر الموقع الإلكتروني، وتخصيص رقم مجاني يتيح للمواطنين والمقيمين التأكد من نظامية حملات الحج، إلى جانب إطلاقها فرقاً ميدانية في مختلف مناطق ومدن ومحافظات المملكة، من أجل التأكد من مكاتب شركات ومؤسسات حجاج الداخل. ماذا تقولون للراغبين في أداء فريضة الحج هذا العام؟ يجب أن نعي جميعاً أن كل مواطن ومسؤول بدوره عن خدمة الحجاج وتقديم العون والمساعدة لهم كضيوف أعزاء، نتشرف باستضافتهم ونعتز بخدمتهم، كلاً منا في موقعه، وأول واجب علينا في هذا الخصوص الالتزام بالأنظمة والتعليمات الهادفة إلى تنظيم جميع شؤون الحج. وعلينا أن نحمد الله عز وجل أن منحنا شرف جوار بيته العتيق، ويسر لنا كل عام أداء فريضتي الحج والعمرة وسهل الوصول إلى الحرمين الشريفين، ومن فاته أداء الفريضة هذا العام من مواطنين أو مقيمين فلن يفوته – بإذن الله – أدائها في أي عام مقبل، ومن حج هذا العام بإمكانه العودة لأداء الفريضة مرة أخرى بعد خمسة أعوام. وأملنا أن يدرك كل مواطن ومقيم أن شعار "خدمة الحاج شرف لنا" يعنينا جميعاً قيادة وحكومة وشعباً، ابتداءً من الرجل الأول في هذه البلاد الذي يتشرف بحمل لقب خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده الأمين وسمو ولي ولي العهد– حفظهم الله ورعاهم–، وصولاً إلى كل فرد منا يشترك بمسؤولياته الوظيفية أو بالتزامه بالأنظمة والتعليمات في شرف الخدمة، انطلاقاً من شعوره الديني وانتمائه الوطني.