تحية طيبة يشتكي أغلب المعلمين في المدارس من الضغط الكبير الحاصل عليه من الحصص الأسبوعية والتي كما يقول العديد منهم تقيد حركته في الانطلاق والابداع في المجال التربوي، معللين ذلك بأن المعلم ليس متقيداً دائماً بتلك الحصص، وإنما هو مطالب بالاضافة إلى ذلك بالتحضير اليومي للدروس كتابياً وعلمياً وذهنياً وهذا يكون مرهقاً بالنسبة للمعلم عندما يكون نصابه من الحصص كاملاً أربعاً وعشرين حصة فكيف يستطيع اعطاء هذه الدروس حقها من التحضير النموذجي الشامل المتضمن كافة الأهداف السلوكية والتربوية المراد تحقيقها وخاصة إذا كان لديه في اليوم الواحد تحضير لأكثر من ثلاث أو أربع حصص ليست كلها داخلة في نطاق تخصصه، فكيف يكون التشتت الذهني في تلك الحالة، كما أنه مطالب بالاضافة إلى ذلك بإعداد الوسيلة اللازمة للدرس والتي أغلبها غير متوفرة في المدرسة مما يلزم المعلم بالتنقل بين محلات الخطاطين لانهاء عمله فيما يحول البعض منهم منزله في ذلك اليوم إلى ورشة عمل لإعداد وسيلة الدرس القادم، ويتذمر البعض من هؤلاء المعلمين بتلك الزيادة من الحصص كونها ترهقهم أيضاً بدنياً وذهنياً فهم مطالبون خلال اليوم الدراسي الواحد بالتنقل من صف لآخر ومقابلة أنواع مختلفة من البشر والكتابة على السبورة التي لا تزال الوسيلة القديمة التي تثير غبارها عند التنظيف الحساسية في الصدر والعيون، بالاضافة إلى الشرح الذي يستهلك من حباله الصوتية الكثير، والارهاق الذي يصيبه من مناقشة الطلاب وتدريب كل واحد على حدة، وتصحيح الواجبات ليخرج بعدها من الفصل لاكمال عمله في المناوبة بالطابور والفسحة وعند خروج الطلاب للمنزل وكأنه رجل أمن مطالب بحفظ النظام، وبذا لا يستطيع المعلم مهما حاول البعض منهم أن يضغط على نفسه لتطوير امكانياته وعمله من خلال الاطلاع في أوقات راحته لأنه لا يملك سوى حصة أو حصتين في اليوم بالكاد يستغلها في الراحة، وحتى بعد الدوام الرسمي بالكاد يلاحق متطلبات الأسرة والمنزل، وما بقي فهو حق مشروع له للراحة بعد عناء يوم شاق من العمل، وصدقوني لا أحد يستهين بعمل المعلم أو المعلمة فالانسان منا بالمنزل بالكاد يستطيع داخل المنزل السيطرة على أبنائه فكيف بمعلم يستنزف كل طاقاته وجهده بين ثلاثين طالباً في كل فصل ويتكرر ذلك في اليوم أكثر من ثلاث إلى أربع مرات أليس في ذلك مشقة وارهاق، وعندما يعطى نصابه كاملاً فلا أرى أن ننتظر منه أن يقدم أكثر مما لديه وشتان في المقارنة بين من جدوله خمس عشرة أو عشرين حصة، ولذا اقترح أن تقوم الرئاسة العامة لتعليم البنات ووزارة المعارف بدراسة أوضاع المعلمين من واقع الميدان التربوي ثم تقيم هذه النتائج على ضوء ذلك وتحكم الجهات التعليمية بصحته من عدمه فزيادة تلك الحصص بالاضافة إلى أنها تثقل كاهل المعلم فإنها كذلك تبعث في نفسه السأم والملل وتكون النتيجة أنه ينظر جرس الخروج على أحر من الجمر ليخرج يسابق هو الطلاب على باب الخروج متعباً يجر قدميه اللتين أتعبهما طول الوقوف. محمد بن راكد العنزي محافظة طريف