يخطئ كثير من الناس الذين يعتقدون ان التقاعد مقبرة للمتقاعد ولكن هذا الأمر قد يتحقق إذا استسلم المتقاعد ووضع نفسه في موضع الكسل والخمول والملاحظ يرى ان هناك نسبة كبيرة من المعلمين يقومون بالتقاعد المبكر بعد مضي 20عاماً على عملهم في هذا المجال وللتعرف على هذا الموضوع وما هي مسبباته رأينا ان نطرحه على بعض من المعلمين والمدراء المتقاعدين للتعرف على وجهة نظرهم حيال هذا الموضوع في البداية يقول الأستاذ.. أسباب التقاعد المبكر أحمد الزهراني أحد المتقاعدين ان التقاعد ليس بالضرورة ان يصاحبه جلوس في المنزل أو الاستسلام للكسل والخمول وإنما يجب على الشخص ان يعمل بجد واجتهاد وان لا يكون التقاعد هو نهاية العالم فأنا مثلاً خرجت من التعليم والتحقت للعمل بإحدى الشركات نظراً لأني أملك شهادة تؤهلني وكذلك إلمامي بالحاسب الآلي ولم أجلس في المنزل لاستريح كما يهمل كثير من المتقاعدين وأما عن التقاعد المبكر فإن هناك أموراً كثيرة تفرض على المعلم التقاعد المبكر منها عدم وجود الحوافز التشجيعية التي تجعل منك راغباً في العمل ثم ان هناك ضغوطاً كثيرة على المعلم تجعله يفكر بالتقاعد المبكر منها ان المعلم لديه 24حصة ولديه إشراف على الطلاب ولديه حصص انتظار ولديه الكثير ليعمله مما يولد الضغط النفسي والبدني لدى المعلم ويجعله يتقاعد مبكراً بحثاً عن راحته وكذلك بحثاً عن فرص أفضل مما هو فيه كذلك من ضمن الضغوط التي يواجهها المعلم أنه يقوم بالتدريس طوال 20عاماً دون وجود ترفيع او ترقية له فهناك دول تطبق نظام المعلم والمعلم الأول وغيره حتى يحس المعلم ان هناك تغيراً في نمط حياته ثم ان هناك أمراً هاماً وهو الروتين القاتل الذي يعيشه المعلم من خلال يوم دراسي مثقل بالحصص كل هذه الأمور تجعل من التفكير بالتقاعد المبكر أمراً مرغوباً. الوضع التعليمي أحد الأسباب يشاطره الرأي الأستاذ خليفة بن علي الخليفة وكيل مدرسة متقاعد حيث يقول ان المعلم مهضوم في كثير من الأمور التي يجب توفيرها حتى يؤدي رسالته تلك الرسالة المهمة التي يحملها ويحمل معها هموماً كثيرة تجعله يطالب بالتقاعد المبكر بعد ان أمضى 20عاماً في التربية والتعليم ومن المشاكل التي تواجه المعلمين هي كثرة التعاميم التي تصدرها الوزارة بين فترة وأخرى والتي تخص المعلمين وكذلك ازدحام الفصول باعداد كبيرة من الطلاب قد يتجاوز عددهم في كثير من الأحيان إلى 40طالباً فكيف يطلب منه الحضور مبكراً والشرح ومن ثم تصحيح دفاتر الطلاب ومن ثم ان ينتج وهو يحمل 24حصة كنصاب ورغم ان هناك الكثير من الموظفين البعيدين عن مجال التعليم يحسدون المعلم على إجازته إلاّ أنني أطلب منهم الحضور للتدريس يوماً واحداً ليعرفوا المعاناة التي يعيشها المعلم المسكين ولذلك تجد الكثير من المعلمين الذين مازالوا في ريعان شبابهم يتقاعدون مبكراً للبحث عن فرص أخرى بعيداً عن روتين العمل المرهق والمضني! الأستاذ عبدالرحمن الحصان المدرس المتواجد على رأس العمل يقول ان فكرة التقاعد المبكر للمعلم دائماً متداولة بين المعلمين نظراً للاحباط الذي يعيشه المعلم فهو منذ قدومه الصباح الباكر وحتى خروجه من المدرسة في عمل فالنصاب 24حصة والانتظار والمراقبة والحوافز معدومة وكذلك التطوير كل هذه الأمور مجتمعة قد تؤدي في نهاية الأمر إلى ان يهرب المعلم إلى التقاعد المبكر. من جانبه، يقول الأستاذ صالح الغامدي وهو حديث عهد بالتعليم حيث لم يمض على عمله سوى عدد قليل من السنوات ان التفكير بالتقاعد المبكر لمسته من أول أيام عملي في التدريس مما أصابني بالاحباط فأغلب زملائي المعلمين يفكرون بالتقاعد المبكر كما يقولون لعدم وجود الحوافز اللازمة وكذلك ارهاق العمل الذي لا يتوقف مع توقف عجلة اليوم الدراسي فمطلوب منك تحضير دروس الغد وكذلك تصحيح دفاتر أكثر من 100طالب يومياً لا شك ان ذلك يجعل من الأمر موضوعاً للتفكير ولكن المستقبل مشرق إن شاء الله للمعلم من خلال قيام خادم الحرمين الشريفين بتوجيه أمره السامي بتطوير التعليم بمبلغ 9مليارات ريال.