بالإضافة الى العديد من المهام المنوطة بمدير أو رئيس أي دائرة حكومية أو مؤسسة تربوية أو اجتماعية أو حتى تجارية كانت والتي يعرفها الكثير وكثيرا ما تطرق لها، فإن هناك ملامح وصفات خاصة قد لا يتمتع بها أي مدير أو رئيس، كما أنها هي الأساس في نجاحه في تأدية مهامه تلك وعمله عموما، قد نعرف بعضها وقد نجهل الكثير منها، ومن بينها على سبيل المثال: 1 أن يكون على قدر من التقى والصلاح، وأن يمثل قدوة ونموذجا حياً في الالتزام والانضباط في تأدية عمله وتبرئة ذمته أمام الله عز وجل. 2 أن يكون ممن يتسم بصفات القيادة والإدارة المطلوبة والتي تؤهله لشغل هذا المركز، كما أنها من جانب آخر تجذب من تحت يده من مرؤوسين ومن ثم تجعلهم يتفاعلون مع قراراته وتوجيهاته بكل رضا واقتناع مما ينعكس مؤخرا على آلية العمل وسيره بالشكل المطلوب.. من لباقةوحسن خلق وتعامل مثالي وسماحة وحلم وعفو.. وغير ذلك من صفات الشخصية المؤهلة للقيادة. 3 أن يتجنب الكبر والغطرسة والتعالي على الآخرين، كأن يشعرهم بطريقة أو بأخرى بعلو منصبه ومركزه أو تميزه عنهم، لأن ذلك دون أدنى شك سيوقعه في حرج واصطدام مع مرؤوسيه، وبالتالي فشله في مهمته وعدم انصياع من حوله لأوامره أو توجيهاته أو نصائحه، بل يكون متواضعا سمحا لينا، وأن يشعر أيضا أنه واحد منهم ولا يتميز عنهم بشيء، وأنه لن ينجح في عمله ومهامه وإدارته تلك إلا بتوفيق الله سبحانه وتعالى ثم بهم،وأن يأخذ بآرائهم ومقترحاتهم وأفكارهم إذا كانت تستحق النظر والتنفيذ، لأنهم هم من يعمل على نجاحه أو فشله، ولأنه بذلك سيعلو قدره لديهم أكثر مما لو حاول هو رفع نفسه أمامهم، ولا أدل على ذلك من قوله عليه الصلاة والسلام ( وما تواضع أحد لله إلا رفعه الله)، وقوله صلى الله عليه وسلم ( إن الله أوحى إلي أن تواضعوا حتى لا يبغي أحد على أحد ولا يفخر أحد على أحد). 4 أن يتصف بالأمانة والإخلاص في عمله وتعامله، وألا يستخدم مركزه أو منصبه أو سلطته لأغراض أخرى سيئة لا داعي لذكرها، بل أن يكون همه الرئيسي (الأول) سير العمل بصورة حسنة وكما ينبغي. 5 أن ينمي في مرؤوسيه روح الترابط والتلاحم والتعاون، وشعور كل فرد منهم بالآخر، لأنهم إنما يعملون لتحقيق هدف واحد وتسيير دفة واحدة. 6 النزاهة والعدل في تقييم أعمال مرؤوسيه والحكم على نجاحها من عدمه بالتشجيع والشكر لمن اجتهد وأصاب، وبالتوجيه والحث على البذل والعطاء لمن قصّر، وألا يكون للعاطفة مجال في الانحياز أو تفضيل أحدهم على الآخر إلا بقدر ما يقدمه من جهد يستحق نظيره أن يميز عن غيره، بمعنى (أن نقول للمحسن أحسنت وللمسيء أسأت). 7 القدرة والمهارة في إسناد وتوظيف المهام على العاملين كل في مجاله وتخصصه، وتجنب الإزدواجية والتضارب في الوظائف والمهام فمن الأمور التي تبطل وتفشل دور المدير أو الرئيس في عمله وتجعله يجانب النجاح في تأدية مهمته في الإدارة والرئاسة عدم الانتقاء والاختيار السليم للعاملين كل في مجاله وميدانه، وكذلك سوء التقدير في إسناد المهام وتوظيفها بدقة على العاملين حسب اختصاصاتهم. 8 التخطيط لكل عمل من الأعمال ووضع جدول وآلية لتنفيذه تجنبا للارتجال وتوفيرا لجهود وأموال قد نخسرها نتيجة عدم التخطيط والإعداد الجيد، وأن يساهم العاملون في وضع الخطط وتنفيذها وتقويمها. 9 القدرة على اكتشاف ا لمواهب وصقلها والاستفادة منها وتنميتها وتطويرها وتطويعها لصالح العمل، وكذلك توجيهها التوجيه السلم وذلك تلافيا لانطفائها واندثارها أو حتى تعثرها. 10 القدرة على حل ما يطرأ من مشاكل سواء ما يتعلق منها بسير العمل أو ما يخص العاملين ذاتهم من نزاعات أو خلافات وامتصاصها والتعامل معها بسياسة وحنكة ومنطق حتى لا يؤدي ذلك الى تفاقمها ومن ثم تأثيرها على سير وتنفيذ العمل. 11 محاولة تطوير نفسه وقدراته والبحث عن الأفضل دائما بالاطلاع والتزود بالمعارف والعلوم، وعمل البحوث والدراسات، وكذلك الالتحاق بالبرامج والدورات المؤهلة والمساعدة والمطورة لمستواه وكفاءته وحصيلته العلمية، وألا يقف بحثه وتزوده ومحاولة الارتقاء بقدراته وكفاءته عند حد معين، فالإنسان يظل منذ ولادته وحتى يتوفاه المولى عز وجل وهو في تعلم. عمر بن سليمان الشلاش المرشد الطلابي بمجمع الأمير سلطان للمتفوقين ببريدة