المدير الناجح: كما يراه البعض هو الشخص الذي تتوافر فيه سمات الشخصية الاجتماعية المتزنة إضافة للشعور بالمسؤولية والقدرة على اتخاذ القرار وتوجيه الطاقات البشرية الممكنة لسير العمل والأخذ بالجانب الإنساني في المعاملات، أو ذلك الشخص الذي تتوافر فيه المهارات الذاتية والفنية والإنسانية والإدراكية وغيرها من الصفات المتممة لنجاح العمل في حين يرى الآخرون أن نجاح المدير يتوقف على مدى براعته في بناء العلاقات الشخصية حتى لو أخفق في الجوانب الأخرى لعمله، وهذا ما أشار إليه العالم (فيدلر) أحد المهتمين بعلم الإدارة في نظريته حين ضمنها أسسًا ثلاثة لنجاح القائد أو المدير واعتبر مدى علاقة القائد أو المدير بتابعيه الأساس الأول إلى جانب الأساسين الآخرين وهما: طبيعة العمل الذي يؤديه مرؤوسوه بالإضافة لمقدار القوة (الثواب والعقاب) الذي يملكه فضلًا عن الخبرة السابقة وتوفر الظروف المحيطة.. من ناحية أخرى ربما يعكس استجابة المدير لأمر (ما) أو يسعى لتنفيذ مطلب معين خارج حدود التعليمات وجه آخر للنجاح في نظر بعض المستفيدين وهو ليس كذلك حيث يعد ذلك مخالفة صريحة بحق النظام، وهذا ما نلمسه أحيانًا في هذا العصر وللأسف الشديد (فزيد من الناس) ربما يكون مديرًا ناجحًا لمجرد أنه كسب ثقة الآخرين بناء على مدى ما يربطه بهم من علاقات شخصية لها صفة الخدمات الخاصة وهو ربما لا يعرف من مهام عمله سوى التوقيع وتأدية العمل بأي شكل من الأشكال أو جاء الحكم عليه بناء على المظاهر البراقة التي ظهر بها ليخفي بذلك نقصه وعيوبه. أما المدير الفعال كما وصفه الدكتور (سيد الهواري) فهو الذي يعتمد في عمله على السلطة الشخصية على جانب السلطة الرسمية، وبالتالي يمكن أن يكون المدير الناجح مديرًا فعالًا، على أن الجمع بينهما يمكن أن يحقق التطوير والتنظيم المطلوبين للعمل، ومن ثم الكفاءة الإنتاجية العالية، أما المدير الفاشل، فهو ذلك المدير الذي لا تتوفر فيه مقومات العمل الناجح، وبالمقابل يمكن أن يحكم على المدير المجتهد بأنه فاشل عند نقص الإمكانات الضرورية لعمله أو يحكم عليه بالفشل دونما تجربة أو يحكم عليه من أول وهلة قبل أن يعطى له الوقت الكافي للعمل للاستفادة من تجارب من سبقوه في هذا المجال، أو نعلق فشل هذا المدير على أمر خارج عن إرادته، كأن يمرض هذا المدير لفترة طويلة ولم يكن باستطاعته القيام بكل الأعمال المناطة به على أكمل وجه أو لا يجد من الإمكانات ما يساعده على تنفيذ أعماله لكي ينجح. وخلاصة القول يتبين لنا من قول المفكر الإداري (جيمس لوجان) أستاذ الإدارة بجامعة اريزونا بأمريكا حين قال: إنه من الصعب تحديد الشروط الواجب توافرها، فيمن يشغل مناصب إدارية من حيث مواصفات معينة (معلومات، مهارات إشرافية، استقرار عاطفي، قدرة على التعامل مع الأشخاص الخارجين، اتجاهات اجتماعية)، لأن التجربة أو التطبيق العملي يظهر أن الأشخاص الذين يختلفون في تركيبهم (من تلك الصفات) ربما يكونون ناجحين في نفس المنصب، فالمسألة إذا ليست مجرد صفات وإنما أيضًا نتائج.. قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه عندما تولى الخلافة: (ولن يغير الذي وليت من خلافتكم من خلقي شيئًا إن شاء الله.. إنما العظمة لله عز وجل وليس للعباد منها شيء.. فلا يقولن أحدكم إن عمر تغير منذ ولي.. أعقل الحق من نفسي وأتقدم). عبدالفتاح أحمد الريس - تبوك