مثلما الحياة حق.. فالموت حق أيضاً.. ومثلما نعيش سنوات طويلة أو قصيرة في هذه الحياة.. نبني ونعمر.. وننشئ.. ونحقق الإنجازات ليس لنا فقط بل تشمل هذه الإنجازات غيرنا.. فيبقى عمل الإنسان.. يخلده.. بل يسجل اسمه في سجل التاريخ.. وحينما يرحل عن هذه الدنيا.. تبقى أعماله وإنجازاته خالدة.. تتحدث عن نفسها. ولو تحدثنا عن راحلنا.. الذي ودع الدنيا وهو مستريح لما حققه لأبناء وطنه.. وأبناء أمته بل للعالم أجمع.. لو تحدثنا عن المغفور له بإذن الله.. صاحب السمو الملكي الأمير فهد بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود يرحمه الله.. أقول لو تحدثنا عن هذا الإنسان الأمير الذي عرفته كشخصية سعودية عربية إسلامية بل عالمية.. لقد عرفت المرحوم أثناء حرب الخليج وأنا أحد الإعلاميين في التلفزيون السعودي الذي يرافق بعض الشخصيات الإعلامية البارزة من دول العالم.. وكانت إحدى جولاتي مع بعض الوفود الإعلامية في المنطقة الشرقية من مملكتنا الحبيبة.. وفي المنطقة الشرقية التقينا بسموه الكريم.. وكان اللقاء لقاء الإنسان الأمير الذي كان يتحدث للإعلاميين.. حديث المسئول.. حديث المتألم لهذه الأزمة الخطيرة.. أزمة الخليج.. وكان يتمنى سموه (رحمه الله) أن تنتهي لأن استمرارها ليس في مصلحة أحد.. وبالأخص للشعبين الكويتي والعراقي الشقيقين.. بل لجميع شعوب المنطقة.. ولن أنسى كلمته المأثورة التي هي عبارة عن حكمة وجهها إلى جميع الصحفيين المرافقين لنا بقوله: «إخواني.. عليكم بالمصداقية وليس غيرها» نعم.. كان سموه صادقاً في مشاعره.. صادقاً في أقواله.. صادقاً في تصرفاته.. وصادقاً في معاملاته مع الآخرين.. ومطالبة سموه للصحفيين والإعلاميين بالتزام المصداقية يعني عدم نشر الإثارة أو العبارات التي تسيء إلى أحد.. فنحن أمة عربية إسلامية واحدة.. وما يسيء لنا يسيء لغيرنا.. وما يسيء لغيرنا يسيء لنا.. نعم.. لقد كان أبو سلطان الأمير الإنسان الذي هو سر أبيه.. نعم فهو ابن أميرنا العزيز أطال الله في عمره.. صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز.. أمير منطقة الرياض. نعم.. لقد كان فهد بن سلمان في حياته إنساناً بكل ما تعني هذه الكلمة من معنى.. لقد خدم الإنسان والإنسانية ليس في بلاده فقط.. بل ذاع صيته وعرفه الصغير والكبير في جميع أنحاء العالم.. وها نحن نشاهد زعماء الخليج والعرب المسلمين وحتى الدوليين.. جاؤوا من بلادهم يقدمون التعازي الحارة إلى القيادة السعودية في وفاة الأمير الإنسان.. صاحب السمو الملكي الأمير فهد بن سلمان. بسم الله الرحمن الرحيم: «وبشر الصابرين الذين إذا أصابتهم مصيبة قالوا إنا لله وإنا إليه راجعون» صدق الله العظيم.
