نستعرض هذا اليوم الخطوة الرابعة والاخيرة من الطريقة الإحصائية وهي: د تفسير المعلومات: حيث يقوم الباحث بتفسير المعلومات التي قام بجمعها وبتبويبها وتحليلها وابسط معنى للتفسير هو استخلاص ما تعنيه هذه الارقام ومن ثم اخذ القرارات المترتبة على ذلك وعند تفسير النتائج يجب ان لا يعتمد الباحث على الارقام التي امامه مجردة عن اي وضع آخر بل عليه ان يأخذ بعين الاعتبار جميع الظروف المختلفة المحيطة بالدراسة وكذلك على الباحث ان يوضح امكانية تعميم نتائجه الى حالات اوسع واعم من الحالات التي قام بدراستها فعلا مع التنبيه الى التحفظات التي يجب ان تؤخذ بهذا الصدد بالاضافة الى كل ذلك على الباحث ان يتذكر بأن الاستنتاجات الممكن استخلاصها من الارقام المدروسة والنتائج المترتبة على مثل هذه الاستنتاجات يجب ان ينظر اليها على انها تقريبية وليست دقيقة كل الدقة حيث تذكر كلمة «تقريبا» بعد كل تفسير لاي نتيجة غالبا وبعد نهاية الطريقة الاحصائية التي تحدثنا عنها بالاسابيع الماضية فانه لابد من معرفة ماذا يجب عمله قبل القيام بأية دراسة احصائية، عند التفكير بالقيام بأي عملية احصائية وقبل البدء بتطبيق الخطوات الاربع السالفة الذكر يجدر بنا مراعاة النقاط التالية: 1 العمل على تحديد المشكلة المراد دراستها وهذا يعني وجوب القيام بتحليل المشكلة المراد دراستها الى عناصرها الاولية للاحاطة بها من جميع الاطراف ومهما يكن الباحث ماهرا في اجراء العمليات الاحصائية الا ان مهارته هذه لا يمكن ان تؤدي الى نتائج اذا لم يكن ملما بالمشكلة المقصودة او محيطا بها، 2 يجب ان يحدد بادىء ذي بدء عدد الافراد الذين ستجمع منهم المعلومات وهل هو حصر شامل لجميع الافراد أم باسلوب عينة وفي هذه الحالة يجب تحديد نوع العينة وعدد افرادها وطريقة اختيارها ويعتمد ذلك على نوعية المشكلة مدار البحث وعلى اهمية القرارات ، 3 يجب على الباحث ان يقرر سلفا كيفية القيام بجمع المعلومات وكذلك نوعية هذه المعلومات اذ ان لكل دراسة حسب نوعها وموضوعها طرقا مفضلة لجمع المعلومات او القيام بالمشاهدات واجراء القياسات المطلوبة، ومن هنا يتبين لنا اثر التخطيط واتخاذ القرار والاجراء المناسب لانجاح اي دراسة احصائية، هذا وسنتطرق لاحقا الى الفصل الثالث من مبادىء الاحصاء وهو )تحضير الجداول الاحصائية واستعمالها(، والله الموفق، ، * اخصائي احصاء