^^^^^^^^^^^^ بدأ الرئيس الامريكي جورج بوش أمس الاربعاء محاولة اقناع حلفاء متشككين في حلف شمال الاطلسي بأن خطته للدفاع الصاروخي هي وسيلة لمنع دول تصفها واشنطن بأنها «دول مارقة» من ممارسة ابتزاز نووي وليست لتحقيق تفوق استراتيجي على روسيا. ويطرح بوش دفاعه على قادة الحلف في بروكسل التي وصلها امس في محطته الثانيةفي جولة اوروبية تشمل خمس دول. ويخشى عدد من حلفاء الولاياتالمتحدة من ان يؤدي نظام الدفاع الصاروخي الذي اقترحه بوش الى تقويض ثلاثة عقود من الاستقرار الاستراتيجي لأنه سيتطلب تعديلا او انسحابا من معاهدة الصواريخ المضادة للصواريخ الموقعة عام 1972 التي تحظر مثل هذه النظم الدفاعية. وهاجم بوش يوم الثلاثاء في مدريد محطته الاولى في الجولة التي يزور خلالهابلجيكا والسويد وبولندا وسلوفينيا معاهدة الصواريخ المضادة للصواريخ بشدةووصفها بأنها من مخلفات فترة الحرب الباردة ويجب ان تنحى جانبا. وقال بوش في مؤتمر صحفي «معاهدة الصواريخ المضادة للصواريخ شيء من مخلفات الماضي» مدافعا عن نظام للدفاع الصاروخي يقوم على اعتراض صواريخ قد تطلقها دول يسميها بوش بالدول المارقة. ^^^^^^^^^^^^ وتعد روسيا والصين من اشد المعارضين لرؤية بوش للنظام الصاروخي على اساس انه قد يحفز سباقا للتسلح. ويرى بوش ان نظام الدفاع الصاروخي ضروري في عالم تنتشر فيه اسلحة الدمارالشامل سواء كانت نووية او كيماوية او بيولوجية وتنتشر فيه الصواريخ التي تحمل هذه الاسلحة مما يترك الولاياتالمتحدة وحلفاءها معرضين «للابتزاز». وتعرض بوش الذي يقوم بأول جولة رسمية لأوروبا لانتقادات اوروبية قوية بسبب الدفاع الصاروخي وقراره الانسحاب من معاهدة كيوتو لعام 1997 لخفض غازات الانبعاث الحراري التي يعتقد كثيرون انها السبب في ارتفاع درجة حرارة كوكب الارض. ودافع بوش أول أمس الثلاثاء عن آرائه تجاه هذه المسائل ودافع بقدر كبير من الحماس عندما ناقش الدفاع الصاروخي. وقال بوش «انتهت ايام الحرب الباردة وكذلك يجب ان تنتهي عقلية الحرب الباردة... كان علينا ان نجري النقاشات الضرورية كي نشرح لأصدقائنا وحلفائنا وكذلك لروسيا ان هدفنا هو جعل العالم اكثر امنا لا اكثر خطورة». وصرح مسؤول امريكي كبير بأن بوش يتطلع لأن يدافع عن موقفه أمام 18 دولة عضوا في حلف الاطلسي وكذلك أمام الرئيس الروسي فلاديمير بوتين حين يلتقي به لأول مرة في العاصمة السلوفينية ليوبليانا يوم السبت المقبل. وقال المسؤول الامريكي للصحفيين «انه سيوضح للحلفاء رأيه بأن هذه ليست طريقة ما ملتوية لتحقيق تفوق استراتيجي على روسيا». كان بوش حريصا على عدم تكرار الخطأ الذي ارتكبه عندما أثار حفيظة حلفائه في اوروبا بانسحابه من اتفاقية كيوتو دون التشاور معهم. وارسل مجموعة من كبار المسؤولين الامريكيين لشرح وجهة نظره فيما يخص نظام الدفاع الصاروخي. وقال بعض مساعدي بوش انهم لمسوا بعض التغير بين حلفائهم في هذا الموضوع مشيرين الى تصريحات رئيس الوزراء الاسباني خوسيه ماريا ازنار الذي اثنى على بوش يوم الثلاثاء ولام منتقديه. وقال ازنار «ما ادهشني هو ان هناك اشخاصا رفضوا مبادرته منذ البداية». وصرح مسؤول امريكي كبير بأن الجانب الامريكي سعد بموقف ازنار ووصفوه بأنه واحد من القادة الاوروبيين الذين «يتعاملون مع الدفاع الصاروخي بعقل اكثر تفتحا عما قد يعتقد المرء» من قراءة ما يكتب في الصحف.