في وقت أعلنت روسيا أنها أجرت تجربة نهائية على صاروخ استراتيجي عابر للقارات، وأسرع من الصوت ب20 مرة، وسيدخل الخدمة اعتبارا من عام 2019، أعادت هذه الخطوة، بحسب مراقبين، إلى الأذهان أجواء سباق التسلح، خلال فترة الحرب الباردة إبان الاتحاد السوفيتي السابق، ووريثته روسيا حاليا. وكان الرئيس الروسي فيلادمير بوتين قد أعلن أن «روسيا تمتلك نوعا جديدا من الأسلحة الاستراتيجية»، مضيفا أن منظومة «أفانجارد» العابرة للقارات ستكون جاهزة اعتبارا من العام المقبل 2019، وأنها ستحمي روسيا لعقود عدة مقبلة. تقدم روسي وتأتي التجرية الأخيرة للصاروخ بعد إعلان الرئيس الأميركي دونالد ترمب أنه ينوي الانسحاب من معاهدة الأسلحة النووية المتوسطة المدى، والموقعة إبان الحرب الباردة، فيما جاء في بيان سابق لاجتماع وزارة خارجية دول حلف شمال الأطلنطي «الناتو»، أن «الحلفاء توصلوا للاستنتاج بأن روسيا قامت بتطوير ونشر منظومات صاروخية تنتهك معاهدة الصواريخ المتوسطة والقصيرة المدى، وتمثل مخاطر جدية على الأمن الأوروبي - الأطلسي»، وأيد البيان استنتاجات الولاياتالمتحدة بأن روسيا انتهكت التزاماتها، تحت معاهدة الصواريخ المتوسطة والقصيرة المدى». ووفقا لمراقبين فإن تقارير عسكرية روسية أكدت أن موسكو تتقدم على واشنطن ب10-15 سنة، في مجال تطوير «أسلحة الرد، وأنه في حال محاولة أميركا تعويض هذا الفارق، فإنها ستحتاج إلى نحو 15 سنة على الأقل. بث الفرقة قال المراقبون للمراقبين إن هدف روسيا من إنشاء هذه المنظومة الصاروخية الجديدة بث الفرقة بين الولاياتالمتحدة والأوروبيين، والتسبب بانقسام الأوروبيين بشأن كيفية الرد على هذه المنظومة. وقالوا إنه منذ أن بدأ حلف شمال الأطلسي في توسيع وجوده إلى مناطق الجوار الروسي، وبناء نظام الصواريخ المضادة في دول شرق أوروبا، في محاولة لتقويض روسيا، إلا أن روسيا الجديدة استعصت على هذه المحاولة بفعل حسابات تاريخية وقومية، وفي ظل اهتمامات الرئيس الروسي ببناء قدرات روسيا العسكرية، أما الولاياتالمتحدة والغرب، فرغم إدراكهما لثغرات القوة الروسية، فإنهما يعرفان أن روسيا تملك عناصر القوة المتمثلة في موقعها، واتساعها الجغرافي، ومواردها الطبيعية الضخمة، وأنها لا تزال القوة الثانية في العالم. يذكر وزارة الدفاع الأميركية «البنتاجون» كانت قد طلبت في وقت سابق أن تتزود واشنطن بأسلحة نووية جديدة ذات قوة محدودة، ردا على تسلح روسيا مجددا، وقالت إن هذه الأسلحة الجديدة، التي تثير مخاوف الخبراء من عودة انتشار السلاح وازدياد خطر النزاع النووي، تشكل «ردا على توسع القدرات النووية لروسيا».
منظومة الصواريخ الروسية أفانجارد مزودة بصواريخ مجنحة تفوق سرعة الصوت ب20 مرة تبرز أهميته في عدم تجاوزه من قبل منظومات الدفاعات الصاروخية الأخرى قادرة على التحليق في الطبقات الكثيفة من الغلاف الجوي تمتلك قدرة عالية على المناورة تخترق منظومات الدفاع الجوية والصاروخية