نقلت وكالة أنباء روسية عن مساعد وزيرة الخارجية الاميركية للشؤون السياسية وليام بيرنز قوله ان واشنطن مستعدة لتعديل خططها الدفاعية الصاروخية اذا ساعدتها روسيا في القضاء على التهديدين القادمين من كوريا الشمالية وإيران. وقال بيرنز لوكالة أنباء"انترفاكس"الروسية:"نأمل في ان يتفهم الروس ان اي رئيس اميركي لن يسمح بوضع تكون فيه الولاياتالمتحدة معرضة لصواريخ تحمل اسلحة نووية من دول مثل كوريا الشماليةوايران". وأضاف:"مع مواصلة التفكير في هذه المسألة للدفاع المضاد للصواريخ، علينا ان نأخذ في الاعتبار عدداً من العوامل، من بينها ما اذا كان هذا النظام مفيداً ومجدياً مالياً، وما هي طبيعة التهديد". وأوضح بيرنز:"إذا تمكنا بفضل ديبلوماسية قوية مع روسيا وشركائنا الآخرين من تقليص او ازالة هذا التهديد، فهذا الامر من شأنه ان يحدد طريقتنا لإعادة النظر في الدفاع المضاد للصواريخ". وتتفاوض الولاياتالمتحدة مع بولندا وتشيخيا لنصب عشرة صواريخ مضادة للصواريخ ونظام رادار على اراضيهما. وترى روسيا في هذا المشروع تهديداً لأمنها. لكن واشنطن تؤكد ان الدرع المضادة للصواريخ المقترحة تستهدف فقط"دولاً مارقة"على رأسها ايران. وهددت موسكو من جهتها بنشر صواريخ"اسكندر"في كالينينغراد الجيب الروسي الواقع بين بولندا وليتوانيا، البلدين العضوين في حلف شمال الاطلسي والاتحاد الاوروبي، اذا لم توقف واشنطن خطتها. في غضون ذلك، قال الممثل الاعلى للسياسة الخارجية في الاتحاد الاوروبي خافيير سولانا ان وزيرة الخارجية الاميركية هيلاري كلينتون ستجتمع مع نظيرها الروسي سيرغي لافروف في جنيف الشهر المقبل. ولم يؤكد روبرت وود الناطق باسم الخارجية الاميركية نبأ الاجتماع، لكنه قال ان"الوزيرة تتطلع للقاء وزير الخارجية لافروف في أقرب وقت ممكن". وقال سولانا الذي التقى كلينتون في واشنطن الخميس ان الوزيرة تعتزم عقد أول اجتماع لها مع لافروف في جنيف عقب اجتماع لوزراء خارجية حلف الاطلسي في بروكسيل. ويأتي الاجتماع في أعقاب وعد من جو بايدن نائب الرئيس الاميركي في مطلع الاسبوع بأن ادارة الرئيس الجديد باراك أوباما تعتزم اعادة تنظيم علاقاتها مع روسيا. ويأتي أيضاً في وقت تشير ادارة أوباما الى انها ستتوصل الى حل وسط في شأن منظومة للدفاع الصاروخي التي تعارضها روسيا اذا تعاونت موسكو في المساعدة على التصدي للخطر النووي الايراني وهو أحد الاسباب الرئيسة المذكورة لنشر الدرع الصاروخية. وكرر غوردون دوغيد الناطق باسم وزارة الخارجية الاميركية القول:"اذا تمكنا نحن وشركاء آخرون، من بينهم روسيا من خلال الديبلوماسية القوية، من تقليص أو القضاء على التهديد، فمن الواضح أن ذلك سيشكل الطريقة التي ننظر بها الى درع الدفاع الصاروخي ونشرها". وتوترت العلاقات بين ادارة الرئيس السابق جورج بوش وموسكو بسبب مجموعة من القضايا، منها خطط الولاياتالمتحدة لنشر درع صاروخية في اوروبا وهو ما عارضته روسيا بشدة. ووعدت ادارة اوباما بانتهاج أسلوب أكثر عملية مع روسيا، وقال بايدن في مؤتمر عن الامن في ميونيخ السبت الماضي، ان الوقت حان لرأب الصدع الخطير في العلاقات والعمل مع موسكو. ورحبت روسيا بالحديث. وكانت العلاقات بين وزيرة الخارجية الاميركية السابقة كوندوليزا رايس التي تتحدث الروسية ولافروف متوترة، وأشارت كلينتون الى أنها ترغب في تغيير ذلك. وأجرت كلينتون اتصالات عدة مع لافروف منذ توليها منصبها، وصفها الديبلوماسي الأميركي وليام بيرنز في مقابلة مع وكالة"انترفاكس"الروسية بأنها"بناءة". ويأتي اجتماع كلينتون ولافروف في أعقاب محادثات مع حلفاء واشنطن في حلف الاطلسي في بروكسيل، اذ يسعى الحلف العسكري أيضاً الى اصلاح العلاقات مع روسيا في أعقاب الحرب بين روسيا وجورجيا. وقال روبرت هنتر وهو سفير أميركي سابق في الحلف الاطلسي ويعمل في الوقت الراهن مع مؤسسة"راند"في واشنطن:"اعتقد أنها كلينتون تباشر وبايدن عملية اعادة بناء الاحساس بأننا نعمل معهم ولا نعمل ضدهم". ومن نقاط الخلاف الاخرى، سعي ادارة بوش الى ضم أوكرانيا وجورجيا الى الحلف الاطلسي والذي تعارضه روسيا بشدة. وقال هنتر عن تلك المساعي:"يحاول حلف الاطلسي تأجيل ذلك وأعتقد أن الادارة سيكون لها رأي ما، ولكن اعتقد أنهم سيؤجلون ذلك".