اعترض الأخوان محمد المهنا وصالح الرويلي على ما كتبه الزميل مشعل الرشيد في مقالته يوم الثلاثاء الماضي وجاء الاعتراض على اسلوب تناول الشأن النصراوي ولأن «الجزيرة» للجميع فإننا ننشر رأي المهنا والرويلي التالي.. سعادة رئيس التحرير بجريدة الجزيرة حفطه الله السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.. وبعد اطلعت على جريدتكم الموقرة في عددها الصادر يوم الثلاثاء رقم 10477 وتاريخ 13/2/1422ه ، والتي أدرج من ضمن موادها مقالة للأخ مشعل الرشيد، تحت عنوان «تدوين» وكغيري من الغيورين على كل ما يتعلق بديننا الإسلامي الحنيف فإني أبدي مشاعر الأسف والامتعاض على ما جاء في تلك المقالة التي تتضمن عبارات السخرية والاستهتار ببعض الآيات الكريمة وحديث الرسول صلى الله عليه وسلم، ابتداء من العنوان «صبرا آل نصر» على غرار «صبراً آل ياسر» تلك المقولة المشهورة للرسول صلى الله عليه وسلم التي يطمئن ويبشر بها آل ياسر بأن مصيرهم الجنة وذلك لما يلقونه من تعذيب المشركين لهم، اضافة إلى تطاول الكاتب المذكور على بعض الآيات القرآنية الكريمة والتي تحث على التحلي بالصبر في العبادات والمعاملات ومجاهدة النفس، والتي استخدمت للأسف في غير موضعها بدعوى التهكم والسخرية من الآخرين ومدعاة ذلك التعصب الرياضي المتخلف. وعملاً بقول الله عز وجل «كنتم خير أمة أخرجت للناس تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر» ولأننا جميعاً محاسبون مساءلون لذا آمل من سعادتكم مساءلة هذا الكاتب ومحاسبته ووضع رقابة سابقة على كل ما يقدم للنشر لاسيما وأن صحيفتكم تحظى بقبول كبير من القارئ ناهيك عن أن الإعلام رسالة سامية تسعى للتأكيد على المبادئ والقيم والمثل والتي تتجلى في ديننا الإسلامي الحنيف. كما آمل من سعادتكم نشر تعقيبي كما هو شأن المقال المذكور ولنكون إن شاء الله دائماً وأبداً في محاسبة مع النفس قبل أن نحاسب. أسأل الله لنا ولكم الهداية والتوفيق، مستويات مقبولة في كأس فيصل: بعد عودته لمصاف الأندية الممتازة شارك القادسية في مسابقة الأمير فيصل بن فهد «يرحمه الله» وكان في المجموعة الثانية التي ضمت إلى جانبه فرق الأهلي والرياض والنصر والوحدة وسدوس .. وكانت بداية الفريق في الجولات الأربع الأولى سلبية ولكن استطاع الفريق أن يرتب أوراقه منذ الجولة الخامسة والتي شهدت أول فوز للقادسيةعلى حساب الرياض «1/صفر» وفي القسم الثاني من هذه المسابقة تحسنت عروض الفريق بشكل أفضل واستطاع أن يحصد المزيد من النقاط بعد أن كسب سدوس والرياض وتعادل مع الأهلي والوحدة ولكن هذه الانتصارات لم تشفع له بالوصول لدور الأربعة حيث لم يجمع سوى «12» نقطة ولكنه ظهر بصورة أكدت أنه سيكون خصماً عنيداً في مسابقة كأس دوري خادم الحرمين الشريفين وسيعود فارساً كما عرفته جماهيره التي عانت كثيراً من راء هبوطه المفاجئ قبل ثلاث سنوات ليمكث ثلاث مواسم في دوري الدرجة الأولى كان من الواجب أن تكون درساً حقيقياً لكل من ينتمي لهذا الفريق الكبير. نتائج الفريق في كأس الأمير فيصل: القادسية * الأهلي «0/1» «2/2» القادسية * الوحدة «1/1» «2/2» القادسية * النصر «1/4» «1/3» القادسية * سدوس «0/1» «1/02» القادسية * الرياض «1/0» «6/2» هدافو الفريق في كأس فيصل: سجل فريق القادسية خلال مسابقة كأس الأمير فيصل بن فهد «يرحمه الله» «15» هدفاً سجلها خمسة لاعبين وهم: صالح القنبر «10» أهداف. أندرسون «2» هدفين. زكريا الهداف - هدفاً واحداً. باولو - هدفاً واحداً. ماركوس - هدفاً واحداً. في الدوري حدث ما لم يتوقعه بنو قادس: كانت الجماهير القدساوية تتوقع أن يكون اللاعبون قد استوعبوا الدرس الماضي بكافة آلامه وجراحه وأن يظهروا بعد عودتهم للممتاز بأبهى صورهم الفنية .. ولكن شيئاً من هذا لم يحدث حيث استمر الفريق بتقديم أسوأ العروض والنتائج وظلت شباكه تستقبل المزيد من الأهداف الواحد تلو الآخر .. وتواصلت هزائم الفريق وتعادلاته عشرة أسابيع متتالية .. وحتى التعادل الذي خرج به الفريق أمام سدوس في الجولة الثانية حوّل إلى خسارة نظراً لاشراك القادسية ثلاثة لاعبين أجانب في ذلك اللقاء وخسر الفريق اللقاء بالاحتجاج «صفر /3». وبعد أن جاءت الجولة الحادية عشرة حان الوقت لكي يتذوق القادسية طعم الانتصارات وحقق فوزاً كبيراً على الشباب «4/2» ليختتم مباريات الدور الأول ب «6» نقاط فقط من أصل «33» نقطة. وفي الدور الثاني طرأ على مستوى الفريق تطور طفيف واستطاع أن يحقق خلاله انتصارين وستة تعادلات .. ولكن الفريق تضرر كثيراً من إخفاقاته الأخيرة بعد الصحوة التي طرأت على منافسيه النجمة وسدوس.. وكانت كل خسارة يتعرض لها القادسية تزيد موقفه صعوبة وتقل نسبة آماله في البقاء. الجولة الأخيرة والضربة القاضية: وعلى الرغم من تعدد الهزائم التي استقبلها الفريق وبلغت تسع هزائم قبل الجولة الأخيرة من الدوري إلا أن آمال الفريق القدساوي بالبقاء استمرت قائمة وكبيرة ولكنها تحتاج لوقفة بطولية من اللاعبين فهم وحدهم القادرين على إنقاذ فريقهم وحفظ سمعته وتاريخه وتثبيته في مكانه الطبيعي «الممتاز»وكانت المواجهة المصيرية مع الشباب في الرياض في آخر لقاءات الفريقين بالدوري وكانت الفرصة الوحيدة للقادسية هي الفوز دون النظر إلى نتيجة النجمة أمام الرياض.. أما خسارة النجمة فكانت ستمنح القادسية البقاء حتى وإن خسر من الشباب ولكن جاءت الرياح بما لا يشتهي أنصار بنو قادس حيث خسروا من الشباب «1/3» وفاز النجمة على الرياض «2/1»، وبالتالي كان الهبوط من نصيبهم كمرافق لسدوس ليسدل الستار على قصة القادسية بكامل فصولها الحزينة. ماذا سيحدث بعد الهبوط: لاشك أن هبوط فريق القادسية إلى دوري الدرجة الأولى للمرة الثانية في تاريخه يعد ضربة قوية بحق الرياضة في المنطقة الشرقية لأن بقاء القادسية سيشكل عنصراً مهماً في رقي الرياضة بالمنطقة ولكن حدث ما لم يكن في الحسبان ولكنه يظل حدثاً طبيعياً في ظل تلك المعطيات السلبية التي قادت الفريق إلى الضياع. حصل ما حصل وهبط القادسية لدوري الدرجة الأولى .. ولكن ما هي الخطوات التي ستتخذها إدارة النادي لإعادة بناء فريق قوي ينهض من جديد ويصلح ما أفسده في المواسم الماضية..القادسية يا محبيه ويا مسؤوليه بحاجة للدعم المالي.. فالمادة هي التي ستساهم في تكوين فريق متماسك قادر على المنافسة وليس على البقاء .. فالتاريخ يشهد بأن القادسية أدرج اسمه في اللوحة الشرفية للأبطال حقق بطولة كأس آسيا وبطولة كأس ولي العهد وبطولة كأس الاتحاد ولا شك وجوده في دوري الأولى لا يتناسب مع اسمه وتاريخه وهو الفريق الذي شارك منذ أول دوري ممتاز.. كما قلت الفريق يحتاج للدعم المالي لكي يعود لحالته الطبيعية ويصحو من غيبته المزمنة فهو بحاجة لمدرب كفؤ ولاعبين أجانب مميزين ولاعبين محليين معروفين حتى لو كانوا منسقين المهم أن تبادر الإدارة بوضع حلول عاجلة لكي يعود ناديها سريعاً إلى الممتاز فتضاعف الجهود والإخلاص في العمل والبحث عن أعضاء الشرف الداعمين ومخاطبتهم لدعم النادي ستساهم في تحقيق النجاح والخروج بأفضل النتائج. نتائج الفريق في الدوري: القادسية * الاتحاد «2/3» «0/0» القادسية * سدوس «0/3» «2/1» القادسية * الوحدة «2/2» «2/2» القادسية * الرياض «1/2» «1/1» القادسية * النصر «1/3» «0/3» القادسية * الأهلي «1/3» «0/1» القادسية * الأنصار «0/1» «1/1» القادسية * النجمة «1/1» «1/0» القادسية * الاتفاق«2/4» «2/2» القادسية * الهلال «0/0» «2/2» القادسية * الشباب «4/2» «1/3» هدافو الفريق في الدوري: سبعة لاعبين سجلوا «26» هدفاً لفريق القادسية خلال المرحلة التمهيدية من مسابقة كأس دوري خادم الحرمين الشريفين وهم: صالح القنبر «8» أهداف. ياسر القحطاني «5» أهداف. زيد المولد «4» أهداف. ماركوس «3» أهداف. آندرسون «5» أهداف. عبدالعزيز الزهراني «1» هدفاً واحداً. في كأس ولي العهد سقوط مبكر أمام الاتفاق وضعت القرعة القادسية في مواجهة منافسه التقليدي الاتفاق خلال دور الستة عشر ونظراً لتركيز القادسية على مبارياته الحاسمة في كأس دوري خادم الحرمين الشريفين فلم يقدم المستوى الذي يشفع له بالفوز وبالتالي خرج خاسراً المباراة «صفر/2» معلناً رحيله المبكر من هذه المسابقة. محمد عبدالرحمن المهنا سعادة رئيس تحرير جريدة الجزيرة سلمه الله السلام عليكم ورحمة الله وبركاته .. وبعد اطلعت على ما كتبه الأخ مشعل الرشيد في صفحة الرياضة من يوم الثلاثاء 13 ربيع الأول 1422ه والمعنون ب«صبراً ال نصر» فأقول وبالله التوفيق كيف تجرأ هذا الكاتب على تشبيه عمار بن ياسر وأمه سمية التي طعنها عدو الله أبو جهل بحربة حتى قتلها، وأهل بيته الذين عذبوا في الله بفريق النصر الكروي.. ولِمَ لم يُكمل ويقول :«صبراً آل نصر فإن موعدكم الجنة».. ألهذا الحد يصل الاستهزاء بدين الله وصحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم أيقارن جماهير هذا الفريق بأصحاب رسول الله صلوات الله وسلامه عليه الذين عذبوا في الله أشد العذاب وهانت عليهم أنفسهم في الله.. وكيف يتجرأ أكثر ويورد آيات قرآنية من كتاب الله الكريم توصي أنصار وأتباع هذا الفريق بالتسلح بالصلاة والصبر فإنها خير معين لهم - كما يقول - حتى يفوز فريقهم ويظفر بالكأس، ثم ماذا بعد هل هذا هو منتهى مبتغى الرشيد وأمثاله.. ألهذه الكأس والظفر بها خلقنا الله!! هل الصبر الذي ورد في الآيات القرآنية الكريمة والأحاديث النبوية الشريفة هو الصبر على خسارة فريق كرة قدم!! أم أنه صبر وثبات وطمأنينة حين تصيبهم النوازل والقلاقل والابتلاءات من الله خالق الأرض والسموات.. وهذا لعمري لا يوجد إلا عند المؤمنين الصادقين الذين إذا نادى المنادي والمباراة منقولة عبر التلفاز على الهواء مباشرة قائلاً: «حي على الفلاح» .. هبوا إلى بيت الله مقبلين إليه سبحانه.. منيبين إليه.. راضين بما عنده.. ممتلئة قلوبهم من محبته.. لا هجة ألسنتهم بذكره.. فرحين مسرورين بمعرفته.. متعجلين لثوابه وجنته.. هؤلاء يا ابن الرشيد لا نسبة لعيش المتابعين والجماهير الكروية إليهم البتة.. ولقد أورد هذا الكاتب في مقالته مذكراً هذه الفئة المحبة والمهووسة بكرة القدم بقوله تعالى «يا أيها الذين آمنوا استعينوا بالصبر والصلاة وإن الله مع الصابرين» وقال جل من قائل «يا أيها الذين آمنوا استعينوا بالصبر والصلاة وإنها لكبيرة إلا على الخاشعين».. نعم كبيرة.. فلا يتزحزح من أمام الشاشة إلا الخاشعين الذين آمنوا بأن الصلاة ليست لفوز فريق أو خسارة آخر.. إنما استعانوا بها كجالبة للرزق، وحافظة للصحة، ودافعة للأذى.. مقوية للقلب مبيضة للوجه، مفرحة للنفس، مذهبة للكسل، شارحة للصدر، مغذية للروح، منورة للقلب، حافظة للنعمة، دافعة للنقمة، جالبة للبركة، مبعدة من الشيطان، ومقربة من الرحمن.. أما الصبر فا«الصبر لضعف الدنيا» كما قال بعض السلف.. «الإيمان نصفان: نصف ُُ صبر، ونصفُُ شكر» والصبر يا أخي ثلاثة أنواع: صبر على فرائض الله، فلا يضيعها.. كما هو حال جماهير كرة القدم مع الأسف.. وهم بالجملة من بلاد التوحيد وصبر عن محارمه، فلا يرتكبها، وصبر على أقضيته وأقداره فلا يتسخطها. إن الصبر الذي ذكر في كتاب الله الكريم صبر على نوائب الدهر.. وهذه الكرة ليست من ذلك في شيء - يقول ابن القيم رحمه الله «ولينظر يمنة فهل يرى إلا محنة؟ ثم ليعطف بيسرة، فهل يرى إلا حسرة؟ وإنه لو فتش العالم لم ير فيهم إلا مبتلى، إما بفوت محبوب، أو حصول مكروه، وأن سرور الدنيا أحلام نوم، أو كظل زائل، إن أضحكت قليلاً أبكت كثيراً، وإن سرت يوماً، ساءت دهراً، وإن متعت قليلاً منعت طويلاً، وما ملأت داراً خيرة إلا ملأتها غبرة ولاسرته بيوم سرور إلا خبأت له يوم شرور». ختاماً.. أرجو أن يتسع صدر الأخ مشعل وأمثاله من الكتاب الرياضيين الذين يربطون ما بين آيات الصلاة والجهاد والرزق لكلامي بهذه الأحداث الرياضية التي هي من ملذات ومتع الدنيا الزائلة. قال تعالى :«اعلموا انما الحياة الدنيا لعب ولهو وزينة.. الآية» وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.